توقعنا عقب انتخاب الرئيس ترامب ان تدخل العلاقة الامريكية الروسية حقبة من التناغم والانسجام والتعاون و تنتهي رسميا حقبة الحرب الباردة التي ورثت موسكو فيها تركة الاتحاد السوفيتي في العداء الغربي له.
لكن علي ما يبدو فإن العكس هو الذي حدث وسيحدث في مقبل الأيام!! العقوبات الامريكية ضد روسيا تتزايد قراراتها بمعدلات كبيرة، والتصريحات بين مسؤولي البلدين لا تنزل عن حد التلاسن والتهكم الدبلوماسي!
حروب الوكالة ايضا علي قدم و ساق..
سوريا مثلا تذكر بمواجهات افغانستان في الثمانينيات؛ الفرق الوحيد هو انه ما من رؤية دولية لدي الطرفين عكس ما كان في السابق، حينما تدخل السوفيت في افغانستان بطلب من حكومة 'كابول' الشيوعية ضد المتمردين علي سلطتها؛ تدخل الروس حينها دعما لما اسموه 'دعم الشعوب المحبة للسلام' أي دعما للنضال ضد الرأسمالية ..
حينها بالمقابل دعمت امريكيا وخلقت احيانا الفصائل الاسلامية في افغانستان ما اسفر عن سقوط حكم الحزب الشيوعي في كابل 'حكومة نجيب الله' واسفر ايضا عن صعود نجم حركات عرب افغانستان 'تنظيم قاعدة الجهاد؛ التي قادها اسامة بن لادن' و حركة طالبان في افغانستان وباكستان المجاورة وعدد من الحركات المتشددة الاخري، وكانت رؤية امريكيا من وراء ذلك تحجيم النفوذ الشيوعي في العالم ودعم حريات وخصوصا ( السوق الحر )!.
دعمت امريكيا الصين لوقوفها ضد هيمنة مراكسة موسكو فدعمت موسكو الهند وامتدت السلسلة لتدعم واشنطون باكستان لتكون شوكة في خاصرة الهنود.. دعمت امريكا سيول وبالمقابل وقفت موسكو الي جانب بيونغ يانغ،
ودعم الروس الفصائل الشيوعية في فيتنام ضد الحكومة الموالية للغرب وضد التدخل الامريكي حتي اضطرت امريكيا لسحب جنودها من هناك! متخلية عن نظام (سايغون) المتهاوي
اما في سوريا فإن دعم التمرد علي سلطة الأسد بشار التي ورثها عن ابيه ( حافظ الأسد ) كان هدفه هو انشاء بؤر لتجميع الارهابيين بعيدا عن امريكيا و أوروبا بعد ان انتشروا اليها من افغانستان، هذا بالنسبة لامريكيا فيما مثل التمرد في سوريا ميدانا مناسبة لهزيمة و عرقلة الربيع الديمقراطي العربي بالنسبة لحلفاء امريكيا في المنطقة ( السعودية، والامارات، و قطر )، بينما حدث التدخل الروسي لاحقا للعبث الامريكي في سوريا وليس ايضا بهدف استراتيجي او رؤية انما فقط مناكفة ومعارضة امريكيا كغاية نهائية!
اكبر دليل علي ان الروس بلا رؤية دولية هو موقفهم من الصراع في اليمن مثلا اذ تمتنع موسكو حتي عن مجرد التعليق سياسيا او التحرك دبلوماسيا في مجلس الامن لبحث تطورات الوضع الانساني والأمني المتردي في بوابة البحر الاحمر الجنوبية بل تتركه كليا لحلفاء امريكيا ( السعودية والامارات )!!
التصعيد الحالي بين القوتين مرده لاجندة ثنائية خاصة ومحضة ليس الا،
التنافس والتنافر في سوريا قاد الي التنافس في اوكرانيا والذي تعده موسكو عقر دارها لذا استفزها جدا و ردت بالتدخل في الديمقراطية الامريكية و الغربية!!
موسكو تدخلت وعبثت باعز ما تملك وتفخر به واشنطون ( الديمقراطية ) وسعت لتغيير نتيجة الانتخابات والعمل علي تعزيز فرص المرشح الذي تفضله ( ترامب )؛ و ان كان ترامب لا يبالي بذلك كثيرا، بل وربما كان يشعر بالامتنان في دخيلة نفسه؛ الا انه مضطر اضطرارا لتملق المؤسسات الامريكية التي لا تستطيع ابتلاع مثل هذا التدخل السافر والسكوت عليه، لذا متوقع ان تسوء العلاقات جدا و اول متضرر من ذلك ترامب نفسه اذ يتوقع ان يكلفه ملف التدخل الروسي في الانتخابات مقعده قبل اكمال عهدته حتي..
المفارقة العجيبة هي انه فيما الدولة الامريكية منتشية ببلوغ اقصي مدي من القوة والتفرد العالمي و تعيش مؤسساتها الحكومية و المجتمعية افضل حالاتها؛ فان الجهاز السياسي فيها يعيش اوهن حالاته، فالبيت الابيض الذي شوه صورته بوش الابن و عجز اوباما عن ترميمه اتي ترامب ليحوله لسيرك تهريج؛ والكونجرس و مجلس النواب يمر بلحظة ضعف مريعة، لذا فالاجهزة التي تواجه روسيا في واشنطون هي مكتب التحقيقات الفيدرالية و لجنة التحقيق غي التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة ( لجنة روبرت مولر ) و وكالة المخابرات المركزية والصحافة .. وكلها اجهزة لا تحظي بدعم الرئيس بل يناصبها العداء جهرة! ستستفيد موسكو-بوتين من لحظة الفوضي والضعف الامريكي هذه، لكن متي ما عادت واشنطون لسابق عهدها ( ربما تسفر انتخابات التجديد في الكونجرس عن معادلة امريكية جديدة ) فانه ( بوتين ) سيعود لمربعه القديم. فموسكو في الحقبة السوفيتي كانت تمثل قيمة كبيرة لجهة التخلص من التبعية الاقتصادية للدول والشعوب المضطهدة و تمثل خيارا بديلا للتحرر من الفقر و الجهل للفئات الاجتماعية المستضعفة، فيما كانت واشنطون والي وقت قريب تمثل نموذج للرفاهية وفردوس النعيم..
لكن اليوم لا تمثل ايا منهما قيمة او معني ليصبح الصراع بينهما ضربا من صراع الفيلة فقط يتكسر تحت ثقل جسديهم الاعشاب!
لكن علي ما يبدو فإن العكس هو الذي حدث وسيحدث في مقبل الأيام!! العقوبات الامريكية ضد روسيا تتزايد قراراتها بمعدلات كبيرة، والتصريحات بين مسؤولي البلدين لا تنزل عن حد التلاسن والتهكم الدبلوماسي!
حروب الوكالة ايضا علي قدم و ساق..
سوريا مثلا تذكر بمواجهات افغانستان في الثمانينيات؛ الفرق الوحيد هو انه ما من رؤية دولية لدي الطرفين عكس ما كان في السابق، حينما تدخل السوفيت في افغانستان بطلب من حكومة 'كابول' الشيوعية ضد المتمردين علي سلطتها؛ تدخل الروس حينها دعما لما اسموه 'دعم الشعوب المحبة للسلام' أي دعما للنضال ضد الرأسمالية ..
حينها بالمقابل دعمت امريكيا وخلقت احيانا الفصائل الاسلامية في افغانستان ما اسفر عن سقوط حكم الحزب الشيوعي في كابل 'حكومة نجيب الله' واسفر ايضا عن صعود نجم حركات عرب افغانستان 'تنظيم قاعدة الجهاد؛ التي قادها اسامة بن لادن' و حركة طالبان في افغانستان وباكستان المجاورة وعدد من الحركات المتشددة الاخري، وكانت رؤية امريكيا من وراء ذلك تحجيم النفوذ الشيوعي في العالم ودعم حريات وخصوصا ( السوق الحر )!.
دعمت امريكيا الصين لوقوفها ضد هيمنة مراكسة موسكو فدعمت موسكو الهند وامتدت السلسلة لتدعم واشنطون باكستان لتكون شوكة في خاصرة الهنود.. دعمت امريكا سيول وبالمقابل وقفت موسكو الي جانب بيونغ يانغ،
ودعم الروس الفصائل الشيوعية في فيتنام ضد الحكومة الموالية للغرب وضد التدخل الامريكي حتي اضطرت امريكيا لسحب جنودها من هناك! متخلية عن نظام (سايغون) المتهاوي
اما في سوريا فإن دعم التمرد علي سلطة الأسد بشار التي ورثها عن ابيه ( حافظ الأسد ) كان هدفه هو انشاء بؤر لتجميع الارهابيين بعيدا عن امريكيا و أوروبا بعد ان انتشروا اليها من افغانستان، هذا بالنسبة لامريكيا فيما مثل التمرد في سوريا ميدانا مناسبة لهزيمة و عرقلة الربيع الديمقراطي العربي بالنسبة لحلفاء امريكيا في المنطقة ( السعودية، والامارات، و قطر )، بينما حدث التدخل الروسي لاحقا للعبث الامريكي في سوريا وليس ايضا بهدف استراتيجي او رؤية انما فقط مناكفة ومعارضة امريكيا كغاية نهائية!
اكبر دليل علي ان الروس بلا رؤية دولية هو موقفهم من الصراع في اليمن مثلا اذ تمتنع موسكو حتي عن مجرد التعليق سياسيا او التحرك دبلوماسيا في مجلس الامن لبحث تطورات الوضع الانساني والأمني المتردي في بوابة البحر الاحمر الجنوبية بل تتركه كليا لحلفاء امريكيا ( السعودية والامارات )!!
التصعيد الحالي بين القوتين مرده لاجندة ثنائية خاصة ومحضة ليس الا،
التنافس والتنافر في سوريا قاد الي التنافس في اوكرانيا والذي تعده موسكو عقر دارها لذا استفزها جدا و ردت بالتدخل في الديمقراطية الامريكية و الغربية!!
موسكو تدخلت وعبثت باعز ما تملك وتفخر به واشنطون ( الديمقراطية ) وسعت لتغيير نتيجة الانتخابات والعمل علي تعزيز فرص المرشح الذي تفضله ( ترامب )؛ و ان كان ترامب لا يبالي بذلك كثيرا، بل وربما كان يشعر بالامتنان في دخيلة نفسه؛ الا انه مضطر اضطرارا لتملق المؤسسات الامريكية التي لا تستطيع ابتلاع مثل هذا التدخل السافر والسكوت عليه، لذا متوقع ان تسوء العلاقات جدا و اول متضرر من ذلك ترامب نفسه اذ يتوقع ان يكلفه ملف التدخل الروسي في الانتخابات مقعده قبل اكمال عهدته حتي..
المفارقة العجيبة هي انه فيما الدولة الامريكية منتشية ببلوغ اقصي مدي من القوة والتفرد العالمي و تعيش مؤسساتها الحكومية و المجتمعية افضل حالاتها؛ فان الجهاز السياسي فيها يعيش اوهن حالاته، فالبيت الابيض الذي شوه صورته بوش الابن و عجز اوباما عن ترميمه اتي ترامب ليحوله لسيرك تهريج؛ والكونجرس و مجلس النواب يمر بلحظة ضعف مريعة، لذا فالاجهزة التي تواجه روسيا في واشنطون هي مكتب التحقيقات الفيدرالية و لجنة التحقيق غي التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة ( لجنة روبرت مولر ) و وكالة المخابرات المركزية والصحافة .. وكلها اجهزة لا تحظي بدعم الرئيس بل يناصبها العداء جهرة! ستستفيد موسكو-بوتين من لحظة الفوضي والضعف الامريكي هذه، لكن متي ما عادت واشنطون لسابق عهدها ( ربما تسفر انتخابات التجديد في الكونجرس عن معادلة امريكية جديدة ) فانه ( بوتين ) سيعود لمربعه القديم. فموسكو في الحقبة السوفيتي كانت تمثل قيمة كبيرة لجهة التخلص من التبعية الاقتصادية للدول والشعوب المضطهدة و تمثل خيارا بديلا للتحرر من الفقر و الجهل للفئات الاجتماعية المستضعفة، فيما كانت واشنطون والي وقت قريب تمثل نموذج للرفاهية وفردوس النعيم..
لكن اليوم لا تمثل ايا منهما قيمة او معني ليصبح الصراع بينهما ضربا من صراع الفيلة فقط يتكسر تحت ثقل جسديهم الاعشاب!
تعليقات
إرسال تعليق