التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نقاط الخلاف الخمس بين السعودية وقطر

تناولنا في مقال سابق نقاط الاتفاق التي صمدت في وجه الازمة السياسية بين قطر من جهة والسعودية المسنودة من الامارات والبحرين ومصر من جهة ثانية، تلك الأزمة التي تتنحصر تمظهراتها حتي الان في مقاطعة دبلوماسية و اقتصادية و ملاسنات وتبادل الاتهامات اعلاميا، واجملنا نقاط الاتفاق تلك في: العلاقة الوثيقة لطرفي الأزمة مع واشنطون، والموقف من الصراع العربي الاسرائيلي، والموقف من الازمة اليمنية، والحرب الاهلية والصراع السياسي في سوريا، و الموقف من توجهات سوق النفط/ اوبك، اضافة لتبني 'المذهب الوهابي' الذي يمثل احد شروحات المدرسة الحنبلية خصوصا تيار الائمة ابن تيمية وابن القيم..
  اما نقاط الخلاف فتتمثل في:
  1- نزاعات حدودية قديمة مع السعودية والامارات وان كانت قد تم الاتفاق بشأنها في 2006م الا انها ترسب هواجس ومخاوف مستمرة تلقي بظلالها علي مستقبل العلاقات.
  2- خلافات بشأن التدخل السياسي ابرزها اتهام قطر للامارات والسعودية بالسعي للهيمنة علي الحكم في الدوحة، من ذلك الاتهام بالتدخل لصالح الامير الجد 'خليفة بن حمد' سنة 1996م الذي اطاح به ابنه الامير حمد في انقلاب قصر.
  3- الخلاف بشأن مصر اذ تدعم السعودية وحلفائها حكم السيسي تدعم قطر جماعة الاخوان وحكومة مرسي التي اطيح بها عام 2013م.
دول الخليج كلها ساندت جماعة الاخوان في مراحل تاريخية سابقة الا ان الموقف الأن والذي تقوده السعودية هو محاربة الجماعة فيما كانت قطر قد اصبحت ومنذ وقت مبكر قاعدة مالية واعلامية ضخمة للجماعة!
  4- الموقف من الازمة في ليبيا ففيما تدعم الامارات ومصر 'حليفا السعودية' الحكومة المعترف بها دوليا و تساندا القائد خليفة حفتر تدعم قطر حكومة المؤتمر الوطني التي تمثل الاسلام السياسي 'الاخوانجي' الليبي.
  5- الموقف من النفوذ الايراني وتدخلاتها في الخليج 'البحرين' و اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ففيما تري السعودية وحلفاءها انه تهديد جدي ويجب التعامل معه بحزم لا تبدي قطر اي انزعاج حياله بل وتدخل في شراكات سياسية مباشرة وغير مباشرة 'وكل جماعات الاسلام السياسي السنية والشيعية لديها قنوات فاعلة مع نظام الملالي الايراني من حماس الي حزب الله مرورا بكل الفصائل الاخوانجية'.
  الملاحظ ان النقاط 3، 4، و5 تتعلق بقضايا خارجية ما يعني انها تتعلق بتنافس اقليمي، اي البحث عن دور اقليمي و دولي.. وليس من المنطقي ان تطغي الأجندة الخارجية علي المصالح الثنائية!! هذا وضع غير طبيعي و يظهر ان هناك مشكلة حقيقية في مركز صناعة القرار في احدي العاصمتين 'الرياض او الدوحة'، لأن صراعات التنافس تبقي دائما ثانوية ويمكن التوصل لصيغ تفاهمات وتقاسم النفوذ ويندر ان تصل لمرحلة المواجهة المباشرة بين المتنافسين، واكبر نموذج علي ذلك هو الحرب الباردة بين اكبر قطبين في العالم قبل انهيار المعسكر الشرقي 'الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي'!!
  فلماذا يتم السماح للتنافس الاقليمي هنا بالوصول لحافة المواجهة 'القطيعة/ الحصار' هذا يعني عدم الالمام بابجديات التنافس في السياسة الدولية.
اما النقاط الرئيسية فتبقي طفيفة بعضها محلول وبعضها قابل للحل 'نزاعات الحدود و التدخل في الشأن الداخلي' فلماذا يتم تعظيمها بدلا عن وضعها في حجمها الطبيعي لتسويتها!؟ هل هو خلاف لوجه الخلاف؟!
  ان تطاول امد المماحكات والمكايدات بين عواصم الخليج يمكن ان يفاقم الأزمة فتجد تلك العواصم نفسها ذات صباح بوجه أزمة حقيقية، فقناة 'سلوي' التي يتحدث عنها السعوديون اليوم ستكون بداية لقطيعة وعزلة عميقة بين الجارين و لن تتمكن كل الجسور في المستقبل من تجسيرها!!
  ثمة قمة عربية هذه الايام ومن الجيد ان قطر مشاركة فيها - ما لم تحدث نكسة- وان كانت القمم لم ترمم صدعا و لم تعالج صداعا فيما سبق لكن يبقي الأمل في ان تكون ازمة الخليج بداية سجل النجاحات للجامعة العربية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...