من المضحكات المبكيات في زمن العجائب اﻹنقاذية هذه؛ ان احد عناصر المؤتمر الوطني"المظلة التي يتجمع تحتها كل اصحاب الغرض المنتفعين من حكم البشير والمستفيدين الوحيدين من استمراره" اطلق تصريح قال فيه انه يخاف علي المؤتمر الوطني من مصير اﻹتحاد اﻹشتراكي "حزب النميري أو المظلة التي ضمت كل المنتفعين من نظام مايو".. فإنبري له احد قدامي المايوين "و هو في ذات الوقت حليف للمؤتمر الوطني ومشارك في المهزلة الحالية والمستمرة/ في ابهي صور المفارقات اكتماﻻ" محتجا علي التشبيه ومفندا لوجه المقارنة بل متباهيا علي جماعة البشير بان اﻹتحاد اﻹشتراكي لم يكن بالضعف والفساد ولم يسبب للبلد اشكاﻻت كالتي جلبها المؤتمر الوطني!! فتغافل انصار المؤتمر الوطني عن التعليق علي هذا اﻹحتجاج! وتلك الغضبة المضرية المايوية!
الحق يقال فإن المؤتمر الوطني يسير علي درب اﻹتحاد اﻹشتراكي وقع الحافر علي الحافر.. فكﻻ التجمعان هما في الحقيقة تجمعا سلطة وليسا احزاب ومن ينضون تحت لوائهما ﻻ توحدهم برامج وﻻ مشاريع وﻻ ايديولوجيا حتي بل وﻻ مصلحة مشروعة يحمونها وانما هي ائتﻻفات لنهازي فرص وصائدي مكاسب وغني وباحثين عن مجد وشهرة واضواء مؤقتة.. وآخرين ادمنوا التطبيل واحترفوا القوادة.
المؤتمر الوطني الذي يوصف بأنه الحزب الحاكم اﻷن لم يكن يوما حزب وما عاد حاكم.. فالحاكم اﻵمر الناهي اليوم في السودان هو البشير وﻻ شريك معه اﻻ من يرضاه، فالمؤتمر يوم تأسيسه اريد له ان يكون غطاء لحكم واستبداد قلة ممن يوصفون بأنهم شيوخ الحركة اﻹسﻻمية.. وكما كانت فكرة اﻹتحاد اﻹشتراكي مستوردة من مصر " الناصرية ثم الساداتية" فان فكرة المؤتمر الوطني استجلبت من ليبيا "القذافي" يوم ان قرروا اتباع نهج العقيد في السيادة الجماهيرية، وحكم اللجان الشعبية ونظام مؤتمراته السياسي ذلك يوم ان كان اﻹنقاذيون يطمعون في كرم عقيد ليبيا والذي حاولوا خداعه بمشاريع التكامل والوحدة "اﻹندماجية" لما هو معلوم عنه من هوس نحو المشاريع التوحدية وجنون تكاملي ﻹنشاء امبراطورية احﻻمه الصبيانية..
المهم ان اﻹنقاذيون تبنوا نهج العقيد ، وعقدوا سلسلة من المؤتمرات القاعدية والفئوية والمختصة ثم عهد لعقيد في الجيش من رفاق اﻹنقﻻبيين "حسن محمد ضحوي" ليكون علي راس تلك المؤتمرات ويتم منها تصعيد عناصر للمجلس اﻷعلي او الجمعية العمومية او المؤتمر العام الذي سمي "المؤتمر الوطني" اذا فمن استقوا منه واهتدوا به ليس هو مانديﻻ صاحب النضال ضد العنصرية ومؤسس المؤتمر الوطني الجنوب افريقي وﻻ غاندي قائد نضال الشعوب الهندية والباكستانية ضد اﻹستعمار ومؤسس و زعيم المؤتمر الوطني "الهندي" انما العقيد اﻹنقﻻبي المخلوع...
وحينما لم تنطلي حيل انتهازي السودان علي العقيد بدأت الشقة تتباعد بين نظام المؤتمرات الشعبية الليبية ونظام البشير وعرابو نهجه اﻹسﻻموي في السودان، حدث الفراق لكن ظلت اﻷسماء كما كانت ساعة الميﻻد لتكون شاهد علي مﻻبسات تلك اﻷيام.. تماما كما ظلت اللجان الشعبية بكل اﻷحياء السكنية شاهدة علي صبيانية قادة النظام وكما بقيت الساحة الخضراء "ميدان اﻹحتفاﻻت اﻷبرز بالعاصمة الخرطوم" شاخصة ايضا رغم ان نظيرتها بالعاصمة الليبية طرابلس تحولت لتصبح ساحة الشهداء!
لذا فان مستفبل ومصير المؤتمر الوطني ليس رهين ببقاء هذه السلطة فقط بل هو رهين ببقاء واستمرار شخص البشير تحديدا فان مات او خلع لن ببقي من بنيان المؤتمر جدار قائم وﻻ سقف..
المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...
تعليقات
إرسال تعليق