انتشرت في السنوات العشر الماضيات وتزايدت ظاهرة تعاطي الناس في بﻻدنا للمخدرات .. وقد كانت البدايات القديمة مع البنقو "المنتج الوطني" وشيئا فشئ بدأ السوق يعرف انواعا اخري للمكيفات القوية المستوردة من اﻷفيون و الكوكايين الي الشاشمندي "البنقو الحبشي" .. ﻻ نبحث عن دوافع تعاطي الناس لتلك المنكرات وﻻ عن طرق اﻹقﻻع عنها .. بل في ما هو اهم و أخطر وهو سبب توفر هذة السموم لتصبح في متناول من يرغب؟ قديما كانت الحرب في الجنوب وتخومه سببا لإنتشارها وكان بعض ضعاف النفوس من منسوبي القوات النظامية يسهلون حركتها وتجارتها لكن اﻷن اضحي لها لوبي جبار!! فالعالمون بخبايا اﻷمور يقولون ان الحركات المسلحة التي تحارب الحكومة صارت تعتمد في تمويلها علي تجارة البنقو وﻷن الحكومة ﻻ يخفي عليها شئ قررت مكافحة أو باﻷحري مزاحمة الحركات في سوق الكيف .. و رمت بثقلها في تجارة الصنف المستورد وهذا هو سبب تعرفنا علي انواع جديدة لم نسمع بها من قبل كالشاشمندي وانواع كنا نقرأ عنها في صفحات الجريمة بالصحف اﻷجنبية فقط.. وهذا هو السبب الذي يقف خلف تواتر اخبار ضبط شحنات "حاويات" المخدرات التي تحملها صغحات صحف الخرطوم علي صدرها يوميا.
الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة! تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!! في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...
تعليقات
إرسال تعليق