التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الخروج من الازمة الحالية

   لأن ورقة قوي الحرية و التغيير المعنونة (رؤية انهاء الانقلاب و التأسيس الجديد للمسار المدني الديمقراطي)؛ لا تحمل جديد!!

فاعلان الحرية و تغيير الموقع في يناير ٢٠١٩م و الذي تحدث عن حكومة كفاءات عادت قحت وقالت ان كفاءات لا تعني ابتعادها عن الحكم في المرحلة الانتقالية "فاحزابها لديها كفاءات -تقيلة"..

تعيين رئيس وزراء "كفاءات" علي ان يتشاور مع الجميع في تشكيل حكومته تعني العودة لخانة رئيس وزراء مغلول اليد و لا يسيطر علي حكومته فكل وزير لديه مرجعيته الأولي - حزبه؛ و "كل حزب بما لديهم فرحين"!!

و تشكيل هيئات الحكومة (ثم) تشكيل البرلمان تعني وضع العربة امام الحصان!!!

عليه، مقترحاتي للخروج من الازمة الحالية تتلخص في:

• صياغة واضحة، اولاً؛ للعلاقة بين الاحزاب و المؤسسة العسكرية،

ثم ثانياً؛ توضيح دور الجيش في المرحلة الانتقالية،

و أخيراً؛ توضيح دوره في مرحلة الحكم الديمقراطي المنتخب بما يغلق ملف تسيس الجيش و ملف الانقلابات الي الأبد.

• الانتقال الي مرحلة ما بعد تحالف قوي الحرية و التغيير و تدشين حلف وطني بلا اي امتيازات وظائفية و محاصصات في مرحلة الانتقال الديمقراطي.

• اعادة النظر في معالجة المشاكل التي خلقها التمكين خلال ٣٠ عاماً.. بتأسيس جهاز تحقيق و تقييم و مراقبة اداري كفؤ يمتلك سلطات الاحضار و الاستجواب و حجز الأموال و التحويل للقضاء للفصل النهائي.. 

ملامح المخرج:

- مرحلة انتقالية لا عسكرية / لا حزبية

تتشكل من ممثلي مؤسسات الدولة (مؤسسات قومية مستقلة محائدة سياسياً - غير محزبة) 

فترة انتقالية تستغرق عام و لا تزيد عن ١٨ شهر، من تاريخ التوافق علي ذلك..

البرلمان الانتقالي:

• تتوافق المؤسسات و القوي السياسية الوطنية علي: أولاً؛ تكوين برلمان انتقالي (مصغر) من شخصيات قومية مستقلة نزيهة و تمثيل رمزي لمؤسسات الدولة و يتم اختيار ممثلي المؤسسات من شخصيات نزيهة مستقلة و تنتهي وظيفتها العامة بانجاز مهمة الانتقال (يتقدمون باستقالتهم من الوظيفة العامة).

السلطة السيادية:

• ثانياً؛ يقوم البرلمان بتعيين الجهاز السيادي و التنفيذي في اسرع وقت..

يتشكل الجهاز السيادي و التنفيذي من مجلس سيادة مكون من ممثلين عن القوات النظامية (مفرغين) و "ليست مشاركة القائد العام و لا مدير الشرطة

ممثلين عن الجيش و الشرطة"

ممثلين (مفرغين) عن الخدمة المدنية

ممثلين (مفرغين) عن القضاء (المستقل)

يرأس المجلس احد ممثلي السلطة القضائية.

كل ممثلي المؤسسات يكونوا من المتقاعدين او اعلي السلك الوظيفي و تنتهي خدمتهم للدولة بنهاية الانتقال.. 

و يمتنع عليهم مزاولة اي عمل لصالح اي جهة محلية او اجنبية الا بعد انقضاء سنتين.

و تكون سلطاتهم السيادية نافذة علي كل الاجهزة المدنية و العسكرية..

السلطة التنفيذية:

•يقوم البرلمان بتسمية رئيس وزراء (جديد و محائد)  يقوم بتشكيل حكومة انتقال من كفاءات وطنية غير حزبية.. و يكون رئيس الوزراء حر في خياراته للوزراء و يكون مسؤول عن اداءهم التنفيذي و عن اخطاءهم امام البرلمان الانتقالي.

تلتزم جميع المؤسسات و القوي السياسية بمساعدة الحكومة و دعمها بكل ما تحتاج من دعم و مساعدة..

يعتمد البرلمان تعيين (من يسميهم رئيس الوزراء) و بعد استجواب المرشحين و مناقشتهم و التأكد من تفهمهم لطبيعة مهمتهم

-  الوزراء و

- رئيس القضاء و

- النائب العام و

- القائد العام و

- مدير عام الشرطة و

- رئيس هيئة اركان الجيش و

- رؤساء و مدراء الهيئات و المصالح المستقلة و المفوضيات و

- السفراء.

• صياغة عهد دستوري يتلافي عيوب الوثيقة الدستورية التي احتكرت السودان بين مكون عسكري (قائد الجيش و قائد الدعم السريع) و مكون مدني تمثل في قوي اعلان الحرية و التغيير. 


تكون مهمة السلطة التنفيذية هي الموضحة ادناه؛ و تعاونها السلطة السيادية و البرلمان علي حسن ادائها:

- تسيير دولاب عمل الدولة اليومي، و

- اصلاح الخدمة المدنية، و

- اصلاح المؤسسة العسكرية و الامنية، و

- اصلاح القضاء و المؤسسات العدلية و الشرطة، و

- اجراء التحقيقات في انتهاكات حقوق الانسان التي جرت في عهد النظام البائد و سنوات الانتقال "جريمة الابادة و الحرائم ضد الانسانية و قتل المتظاهرين و قمع الاحتجاجات و التورط في الارهاب الدولي.." و نشر تقارير بالحقائق التي يتم التصل اليها و تقديم ملفاتها للقضاء، و

- الاشراف علي عمل جهاز التحقيقات المختص بسياسات التمكين و توفير كل العون و المعينات لانجاز مهامه، و

- اكمال عملية السلام، و

- تكوين هيئة انتخابات مستقلة و الاشراف علي حسن اجراء انتخابات (محلية و عامة) تعددية حرة و نزيهة بلا تدخلات خارجية، و دون تمويلات "أجنبية" لأحزاب و تيارات بعينها.

يونيو ٢٠٢٢م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم تفريغ الجامعات والمعاهد من اي مضمون واضحت الدرجات العلمية مجرد القاب مملكة في غير موضعها...     فاحاديث الرجل لا توحي بشئ في هذا المضمار.. التخصص، كما ان المعلومات المتوافرة في قصاصات الصحف ولقاءات الاذعة لم تفصح عن شئ ايضا!    السيرة الذاتية المتوافرة علي موقعي البرلمان السوداني 'المجلس الوطني' و البرلمان العربي تقول ان البروف-الشيخ حاصل علي بكالريوس العلوم في الفيزياء و ايضا بكالريوس الاداب-علوم سياسية من جامعة الخرطوم! ثم دكتوراة فلسفة العلوم من جامعة كيمبردج. اي شهادتين بكالريوس و شهادة دكتوراة. مامن اشارة لدرجة بروفسير "بروف" والتي يبدو ان زملاءه في السلطة والاعلام هم من منحوه اياها!!    سيرة ذاتية متناقضة وملتبسة تمثل خير عنوان للشخصية التي تمثلها وللادوار السياسية والتنفيذية التي لعبتها!    ابرز ظهور لشخصية الشيخ-البروف كان ابان صراع و مفاصلة الاسلاموين، حينها انحاز البروف لف

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بينها ع

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانتهازيين علي اختلاف مشاربهم ( مؤتمر وطني، و مؤتمر شعبي،اخوان مسلمين، سلفيين، سبدرات، وابوكلابيش، والراحل شدو، اتحاديين الميرغني، و حاتم السر، و الدقير، و احمد بلال، واشراقة سيد، و احزاب امة مسار، و نهار، و مبارك المهدي، وحسن اسماعيل.. الخ ) و غيرهم يحاولون جميعا تصوير الأمر علي انه يعني سقوط البشير لوحده!   البشير لم يسقط وحده، فهو يرمز لعهد باكمله، و يرمز لاسلوب في الحكم و الإدارة وتسيير الشأن العام ( السياسة )، و بسقوطه سقط مجمل ذلك العهد و اسلوب الحكم و السياسة و الادارة..   و سقط ايضا كل من اعانوه او اشتركوا معه و كانوا جزء من نظامه في اي مرحلة من مراحله المقيتة. و حين تقوم مؤسسات العدالة وتنهض لاداء دورها سيتم تحديد المسؤوليات بدقة و بميزانها الصارم و سيتم توضيح ( من فعل ماذا؟ و من تخاذل متي؟ ). البشير لم يحكم وحده حتي وان استبد في اخريات ايامه و سنوات، بل كان له مساعدون و اعوان في ذلك الاستبداد و داعمين لان