التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..
  اليوم حلفاء البشير من الانتهازيين علي اختلاف مشاربهم ( مؤتمر وطني، و مؤتمر شعبي،اخوان مسلمين، سلفيين، سبدرات، وابوكلابيش، والراحل شدو، اتحاديين الميرغني، و حاتم السر، و الدقير، و احمد بلال، واشراقة سيد، و احزاب امة مسار، و نهار، و مبارك المهدي، وحسن اسماعيل.. الخ ) و غيرهم يحاولون جميعا تصوير الأمر علي انه يعني سقوط البشير لوحده!
  البشير لم يسقط وحده، فهو يرمز لعهد باكمله، و يرمز لاسلوب في الحكم و الإدارة وتسيير الشأن العام ( السياسة )،
و بسقوطه سقط مجمل ذلك العهد و اسلوب الحكم و السياسة و الادارة..
  و سقط ايضا كل من اعانوه او اشتركوا معه و كانوا جزء من نظامه في اي مرحلة من مراحله المقيتة.
و حين تقوم مؤسسات العدالة وتنهض لاداء دورها سيتم تحديد المسؤوليات بدقة و بميزانها الصارم و سيتم توضيح ( من فعل ماذا؟ و من تخاذل متي؟ ).
البشير لم يحكم وحده حتي وان استبد في اخريات ايامه و سنوات، بل كان له مساعدون و اعوان في ذلك الاستبداد و داعمين لانفراده بالسلطة..
ثورة ديسمبر-ابريل و الممتدة حتي الأن لم تسقط الكيزان كنهج فكري و ممارسة سياسية؛ هؤلاء سقطوا يوم سقط المشروع الحضاري و يوم تبين خطل ما سمي المسيرة القاصدة.. تأكد ذلك في 1999م حين مفاصلة البشير و الترابي،
من حينها اسقط البشير الكيزان كمشروع له غايات، الذين بقوا متحلقين حوله ابقاهم في علاقة منفعة تبادلية، يخدمون سلطة البشير وسيطرته و يوفر لهم مقابل ذلك ريع من مال الفساد و النهب من خزانة المال العام!
منذ 1999م اصبح لا فرق بين الكيزان وبقية شلة الارزقية و خدم الاستبداد من كل شاكلة ولون ومن خفافيش الدكتاتوريات الذين لا يستطيعون الحياة في عهود الشفافية و الحريات و المساءلة والمحاكم العادلة! و فيهم بقايا سدنة حكم جعفر نميري، و عناصر الانتهازية الطائفية و غيرهم ممن يهون عبادة الدكتاتور الفرد؛ لا حاجة لتسميتهم فانهم يعرفون انفسهم كما تعرفونهم جيدا.
و هذه الثورة اسقطت البشير و كل هؤلاء و غيرهم ممن يخدمونه في الخفاء .. و اليوم هؤلاء يتحدثون عن الثورة ومطالب الشعب في محاولة للتشبث والبقاء بعيدا عن دائرة خطر السقوط، مع انهم سقطوا وانتهي كل شئ و لكن ما دروا.
يظنون ان البشير يمكن ان يسقط وحده و يبقي النظام الذي شاده و يبقي التعتيم و الكذب و الفساد! و يبقي الاضطهاد و الاستبداد!
قيادات اللجنة الامنية-المجلس بعض اؤلئك ، وسياسة الاستمرار في الدفاع عن النظام مع وصفه ب 'البائد' لن تنطلي علي الشعب ! فهو يعرف من ينتسب لذلك النظام البائد و من عالق في حبائله و من يستفيد من محاولات استمراره..
سقط البشير و سقط الكيزان قبله اما شلة المنتفعين و الطفيليات فلحكمة سيكون سقوطها متأخر و بطئ ليأخذ كل واحد منهم نصيبه من الفضيحة و من عار التاريخ و من العقاب الشعبي الرهيب.

تعليقات

  1. Betting MatchPoint | Online Casino Guide | New
    A bet that has a winning margin of 1.4. The result of this bet is called a 'push' on the outcome of a matchpoint game. The result of 더킹카지노 this 1xbet bet is that it wins. The

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...