الساعي لنقض ما تم علي يديه سعيه مردود عليه..
الكيزان و جهاز أمنهم كانوا حافظين الشيوعيين صم و ممكن يسمعوهم بالمقلوب..
كان علي الشيوعيين؛ الكيزان كانوا ضااامنين ما بحصل تغيير، من الناحية دي كانوا خاتين في بطنهم بطيخة و نايمين قفا!
و من حفظهم للشيوعيين؛ الكيزان و امن الكيزان بقي قادر يوظف الشيوعيين لخدمة اجندة النظام قبل ما يبيد و بعد ما بقي نظام بائد، لأن الحزب الشيوعي فقد معظم كوادره البفهموا سياسة و عمليا أسي ما قاعدين فيه الا المغفلين .. المغفلين النافعين و المغفلين غير النافعين و الغواصات.. الخ و قلة ممن رحم ربي! قلة قليلة جداً لا يؤبه لها حقيقة و اصرارها علي البقاء و محاولة تخليص الحزب و استخلاصه من براثن المغفلين لن تنتهي الا بتعميد القلة في محراب المغفلين و ابتلاعها من البلاشفة "بالمناسبة بلاشفة يعني اغلبية بس ما اكتر"...
:
بصراحة لم يعد هناك وجود لقوة سياسية اسمها الشيوعيين، فالحزب عبر تاريخه تكون من ثلاث فئات
الذين أتي بهم الفكر و المبادئ و هؤلاء اخرجتهم المبادئ و اخرجهم الفكر مبكراً.. لكونها مبادئ و افكار غير واقعية؛ و كل التجارب العملية برهنت علي ذلك و كان اخرها سقوط المعسكر و الجدار الحديدي..
و الذين أتت بهم الاجتماعيات "الاخوانيات" و الشلليات و الصداقات (الله خلقكم في حزب عنده اصدقاء؟ حزب هو وللا زول؟) و الذين أتي بهم الطريق و الصدفة و اعجبتهم أجواء الشيوعيين و هؤلاء بقوا و سيبقوا لكنهم خصم اكثر من كونهم اضافة..
و الذين أتي بهم التغويص اياً كان مصدره و خصوصا جهاز الأمن .. فهؤلاء سيبقوا لأن هذا عملهم و وظيفتهم التي يأخذون عليها مقابل من الدولة و ينتظرون أوامرها، و ان نسيتهم هناك سيبقوا حتي يموتوا و يتعفنوا!
اذاً الشيوعي الأن هو تحالف من أتت بهم الصدفة و المناسبة مع من أتي بهم التغويص!!!
:
:
الشيوعيين رغم تجربتهم الطويلة في مصارعة الكيزان (٦٠ سنة) الا انهم لم يتعلموا منها شئ، بل الكيزان جعلوا منهم "حيطتهم القصيرة و المائلة" منذ حادثة معهد المعلمات و حل الحزب الشيوعي نجح الكيزان في شيطنة الشيوعي و استخدامه فزاعة، كلما ارادوا ان يدمروا حراك ضدهم او تحالف او فعالية قالوا انها من صنع الشيوعيين؛ و قد كانت استراتيجيتهم فعالة الي أن احبطها الوعي الشبابي الثوري في ديسمبر، ففقد الكيزان و جهاز امنهم البوصلة و طفقوا يبحثوا عن فزاعات بديلة بسرعة (عبد الواحد و حركات دارفور و الموساد) فطاشت كل سهام قوش و تداعي كل شئ فوق رأسه، و كان ذلك بفعل وعي الشباب و لم يسهم الحزب و لو بقدر يسير في ذلك..
و حتي بعد قيام الحكومة الانتقالية واظب الكيزان علي اتهام حكومة الثورة بأنها "شيوعية" و كادت الحكومة ان تسقط بسبب تلازم الدعاية الكيزانية مع الازمات الاقتصادية و الامنية .. اما الحزب فكان يقوم بدور "القربة المثقوبة" تحملها الثورة و هي تخر عليها؛ فبدأ الشيوعيين التنصل و التملص و الانسحاب من السيادي و الحكومة ثم من الحاضنة .. في وقت كان الموقف يتطلب الصمود مهما كانت الاوضاع؛
:
بتذكر ايام الاعتصام، الامنجية استخدموا كل ادبيات الحزب الشيوعي لتوتير و خلق سوء تفاهم بين الشارع و الجيش، بين جملة الشارع و جملة الجيش، بما فيهو ضباط الرتب الوسيطة و الأدني و الجنود، تتخيلوا حامد الجامد و محمد صديق موقفهم بكون شنو لمن يسمع ناشطات و ناشطين بهتفو "يانورة العسكر مأجورة"!
و دي ادبيات ما مشكلة لكن الحزب ما طور اي رؤية و موقف سياسي للتعامل مع المؤسسة العسكرية و بقت الادبيات دي هي الحاكمة، يعني موقف الحزب الشيوعي من الجيش حدده (محمد الحسن سالم حميد)! و ليست اللجنة المركزية او المكتب السياسي! و بعبر عنه ناشطين و ناشطات (ممكن يكون مستغلهم المؤتمر و جهاز أمنه) ما بعبر عنه السكرتير!
و طبعاً الشيوعيين لامن يقولوا العسكر ما بتفهم بكونوا ناسين عسكر حركة يوليو التصحيحية او عاملين استثناء خاص في تلافيف وجدانياتهم ل(المقدم، بابكر النور، و المقدم فاروق حمدنالله، و الرائد هاشم العطا، و عثمان ابو شبيبة، و عبدالمنعم الهاموش، و محجوب طلقة...الخ)!!!
و
الشيوعيين زي عوائدهم يتخذوا المواقف الغلط و لا يتراجعوا عنها او يحاولوا تصحيحها الا بعد فوات الأوان (بالنقد الذاتي) و يشرعوا في عمل مع الحلفاء ثم يتملصوا في منتصف الطريق بعد ان يكونوا حسموا خيارات الاخرين!
هذه الاخطاء قديمة منذ الموقف من اتفاقية الحكم الذاتي قبل الاستقلال (زمن الجبهة المعادية للاستعمار)، كما ان مساهمتهم في احداث توريت تطرقت اليها لجنة التحقبق الاداري في احداث ١٩٥٥ و المتمثلة في خلايا الحزب وسط عمال مؤسسة الزاندي الزراعية و مصنع انزارا و خصوصاً نشاط الشيوعي المصري (الفونسو يوسف كوزمه) .. و مرورا بمجالس نوفمبر (حكم عبود) و انقلاب مايو ... و انتهاءا بديسمبر و ثورته و الانتقال و اتفاقيته السياسية و وثيقته الدستورية..
و الشيوعيين زي الكيزان بالضبط، بيفترضوا في الناس الغباء و السذاجة و بحاولوا حاليا يسوقوا لي موقف حزبهم وسط الجماهير (لجان المقاومة و الجيل الجديد من المنشغلين بالسياسة و الشأن العام) و ما عارفين انه سمة الجيل الجديد الأولي هي التركيز العالي و التحقيق و التأكد من المعلومة عبر البحث في الاسافير و في بطون الكتب و في صدور الرجال...
الشيوعيين طرف في اعلان الحرية و التغيير و أول ازمة "حزبية" ايام الاعتصام كانت بي سببهم لاااامن دقوا جرس انه "ناس السنابل غنجو عليهم و ما ساقوهم التفاوض مع العساكر"..!!
بعد ذلك شاركوا في مفاوضات الوسيط ولد لبات و كتاب الوسيط حافل بالمواقف التفاوضية المخزية للشيوعيين علي اعلي مستويات قياداتهم.. و تصريحات صديق يوسف مثبتة في وسائل الاعلام المختلفة و اقواله مدونة في محضر التفاوض!
و حتي النهاية فان من وقع عن الحرية و التغيير هو منسوب الحزب في تجمع المهنيين (احمد ربيع) و عندما ابدي الشارع عدم قبول او بالاحري عدم هضم للشراكة "و بالطبع هي شراكة عسيرة الهضم و غير مستساغة".. بدأ الشيوعيون يبعدون خطوة بعد خطوة!
فهم شاركوا في تكليف حمدوك و شاركوا في تسمية مجلس السيادة "المكون المدني" و عائشة موسي تمثلهم او تمثل المجتمع المدني و الذي هو احد حيلهم الرخيصة و المبتذلة.. و الدكتور اكرم وزير الصحة الاسبق و البروف مهدي التوم وزير التعليم السابق جرت تسميتهم من طرف الحزب و الحلف الذي يضمه "قوي الاجماع".. و لكن مع استمرار حالة الاستعصاء الانتقالي و اضطرار رئيس الوزراء للاستغناء عن خدمات الوزيرين ثم تشكيل وزارة جديدة "بناءاً علي رغبة حلفاء الحزب في قوي اعلان الحرية" قرر الحزب ان ينفض يديه عن الحكم، و في مرحلة لاحقة نفضهما من الحاضنة نفسها.
:
الشيوعيين اكتفوا من الانتقال بأن اعادوا كوادرهم التي احيلت للصالح العام من الخدمة المدنية قبل ٣٠ سنة، و سلموا حمدوك قائمة بمنسوبيهم في الخدمة الدنية الذين يتعرضوا لمضايقات و طلبوا من حمدوك حمايتهم؟ !!
و تبقي ان يسلموا البرهان قائمة بكوادرهم في الجيش و الأمن و البوليس ليحميهم كذلك؟!!
ثم انسحبوا من الحاضنة و انضموا لجوقة الهاتفين بلم تسقط بعد، و لو لم تسقط فهل كنتم ستعيدوا ربع كادركم لجهاز الدولة؟!
بل و رفعوا شعار (اسقاط شراكة الدم) في قائمة من المطالب المتخالطة و الملتبسة، الشيوعيين يطالبون من الحكومة الانتقالية المن و السلوي ثم اخر مطالبهم لها ان تسقط بعد ان تكون قد استنفدت خدمتهم!!
التعريض بالحلفاء في تيار قوي اعلان الحرية و وصم الحكومة الانتقالية بأنها "شراكة دم" و تلك مزايدة مفضوحة بدم الشهداء و تكسب بها بل و خيانة لها، و سَعْي لتعريض المزيد من الضحايا للموت و العنت حتي يجد الشيوعيين الدولة التي يحلمون بها!!
:
الشيوعيين رفضوا اتفاقية جوبا للسلام دون مبرر مفهوم، و هذا احد اسباب العداء بين الحركات و الاحزاب و احد اسباب التقارب بين المكون العسكري و حركات مايسمي بالكفاح المسلح و الذين طالما عول عليهم الحزب الشيوعي..
رفض الحزب لاتفاق جوبا ربما مبرره الوحيد هو ان (قائد جناحهم العسكري عبد العزيز الحلو، و حليفهم و صديقهم المقرب عبد الواحد؛ لم يشاركوا في التوقيع..!!)
ظل الحزب يعتبر الحركة الشعبية لتحرير "جنوب السودان" - الحركة الشعبية الام - بمثابة الجناح العسكري للشيوعيين و لم يستفيقوا من بيات العمل السري تحت الأرض في سنوات التحول الكبري "التسعينات" عندما تحولت الحركة بالكامل الي المعسكر الرأسمالي الليبرالي.. و من حينها، ثم و بعد نيفاشا بدأت الحركة تنظر و تمد امكاناتها "قدر لحافها" و تعمل كحركة اقليمية و قومية جنوبية، اما كوادر الحركة من الشيوعيين "ادورد لينو، و باقان اموم، و ياسر عرمان.. الخ" فقد اضحوا مجرد كوادر تاريخية من العهد الجميل الذي مضي لغير رجعة و مجرد فلكلور نضالي، بينما ظل الحزب متمسك بالرؤية الجيفارية لسنوات "الخمسينات" - اليوتوبيا الشيوعية!
:
ان أي ثائر في الشارع يعرف ان الشراكة لم تكن مع البرهان و حميدتي و كباشي انما مع المؤسسة العسكرية و هي تظل برغم كل شئ مؤسسة وطنية لها مخاوفها و مصالحها أو علي الأقل (أمر واقع) في هذه المرحلة يجب التعامل معه و ليس التصرف و كأنه غير موجود؛ و هي مرحلة انتقالية و ليست حالة ختامية، و نجاح الانتقال يقتضي هذه الشراكة و يقتضي كذلك الحكمة و العمل السياسي الدؤوب الذي ينتهي الي سلطة ديمقراطية مدنية تفرض ولايتها علي سائر المؤسسات الامنية و العسكرية بغطاء دستوري و قانوني و برؤية سياسية و "امن وطنية" تطمئن لها تلك المؤسسة و اهم من ذلك يطمئن لها الشعب، و اذا بحثنا خلف هتافات صبية و شيوخ الشيوعي السوداني لن نجد حرفاً حول استراتيجية امنية و دفاعية وطنية للسودان، فقط مجرد اشعار و شعارات و هتافات و امنيات!
:
و فيما كان الحزب الشيوعي يعمل جهده الشحيح و صوته العالي لاسقاط الحكومة الانتقالية و اسقاط "شراكة الدم" التي سبق و باركها؛ كان المكون الامني يخطط مع حلفاءه في الاقليم و بالداخل للانقضاض علي المكون المدني و الانفراد بالسلطة..
و بنجاح المكون العسكري في مسعاه، تشكلت موجة جديدة من المد الثوري في ٢٥ اكتوبر، موجة يسعي الحزب للصعود علي اكتافها و ادعاء قيادتها..
لم يسقط الشيوعي شراكة الدم و انما أسهم بمواقفه المرتبكة في اضعاف المكون المدني و الحكومة الانتقالية و أسهم في ضياع ما تحقق من مكاسب في الموجة الأولي كان يمكن البناء عليها و تعظيمها و مراكمتها، لكن الشيوعي يعتمد قاعدة "إما كل شئ؛ او لا شئ"..!!
ان المكون العسكري استغل الشيوعيين، ثم نفذ لهم شعار "اسقاط شراكة الدم"!!
فما حيلة الشيوعيين اليوم لاسقاط القتلة!؟
بالنسبة للشيوعيين التغيير ليس هدف واقعي لأنهم يعرفون انهم لا يملكون طاقة عليه، كما ان اي تغيير جذري سيكون علي حسابهم كقوي تراثية لا علاقة لها بالواقع..
لذا فان استمرار هذا الواقع و سيطرة المكون العسكري و مجموعات امن الحركة الاسلامية هي قمة طموح الشيوعيين؛ فكل ما يرغبون فيه هو الحصول علي مآسي "و كربلائيات شيوعية" يقيمون حولها الدنيا عويلاً و بكاءا بغير طائل!
أنظر ماذا فعل الشيوعيين لقضية كادرهم الطبيب النقابي علي فضل؟ الذي قتله امن الحركة الاسلامية قتلة بشعة، لا شئ! فقط انتظار الذكري لإحياء الاحزان، حتي في الايام التي كان فيها الحظ مواتياً لمحاكمة الجناة المعروفين!!
:
ان في القانون قاعدة اصولية في الاثبات تقول ان من يسعي لنقض ما تم علي يديه فسعيه مردود عليه، و هو ما يعرف في الفقه الحديث بقاعدة الاغلاق او المنع، و التي تنص علي الحيلولة بين أي شخص و محاولة نفي ما سعي سابقاً لاثباته.. و هذا عين ما يفعله الشيوعيين، عملوا علي تثبيت وضع و عندما قام سعوا الي نقضه و هدمه!
و لأن الحزب فاقد لقدرة انتاج رأي و موقف فهو الأن يقدم برنامج ما يطلبه الجمهور، يحاول ان يعرف و يستكشف اتجاهات الرأي العام و يستبقها او يلتحق بها بموقف يتكسب به الجماهيرية، لكن مع الأسف حتي استكشاف اتجاهات الرأي لا يجيدها الشيوعيين، لأن علو الصوت فقط لا يحدد قوة الموقف، و دائما يتتبع الشيوعيين التيار و الجهة الاعلي صوتا و الاعلي ضجيجا لكن عند المحكات لا يسفر الصوت العالي الا عن صدي، و شغل تغويص امنجية!
الشيوعي عندما تأسس في اربعينيات القرن الماضي (الجبهة المعادية للاستعمار) تأسس علي انه حزب "الطبقة العاملة" .. أي حزب العمال و المنتجين "المتسلحين بالوعي و المعرفة" و الذين يديرون بأياديهم و عقولهم عجلة الانتاج من اجل الرفاهية و النهوض الاقتصادي، لكن بعد مضي سنوات قليلة تحول لحزب فئة - وليست طبقة "عاملة فيها" أوعي من غيرها و اعرف من الآخرين ..هذا الادعاء الباطل و الأجوف اورث الحزب من الرهق و العنت ما أقعد به و اصابه بالشلل..
مساهمة الشيوعي في تمرد توريت و الذي افضي الي انفصال الجنوب لا يزال محل سؤال..؟!!
- راجع تقرير لجنة التحقيق في احداث توريت ١٩٥٥
اما دعمهم للحركة الشعبية الانفصالية فلا يختلف حوله اثنان اذ كادت الحركة ان تكون هي الجناح العسكري لحزب الفئة العاملة فيها، لولا ان الجنوبيين انتبهوا اخيراً و لعبوا لصالح اوراقهم الخاصة و نأوا عن الحزب.
و مساهمة "الحزب" في انقلاب ١٩٦٩م و الذي انتهي لتقطيع شرايين و اوردة الحزب - لم يترك لهم الا شريان متصل باللسان، يهرف بما يعرف و ما لا يعرف ليل نهار - لا يزال محل خلاف؟!!!
و اليوم فإن مساهمة الحزب "و الفئة العاملة فيها.." في اجهاض الانتقال الديمقراطي (بالانسحاب) و مساهمته في نجاح الانقلاب و استمراره حتي الأن سيكون باب خلاف مستقبلي!!!
و دمتم
سبتمبر ٢٠٢٢م
تعليقات
إرسال تعليق