ختمت انتفاضة شعب السودان التي انطلقت في 19 ديسمبر اسبوعها الثاني وهذا مؤشر قوي علي ان الوضع اليوم مختلف عما حدث سابقا، التصميم يلاحظ علي جميع المنخرطين في هذا الحراك. . الشعب توحد، و علا فوق كل الفوارق والاختلافات السياسية و الاعتقادات و ازاح كل الحدود الوهمية 'حدود التباين الثقافي والاثني و حدود القبائل..' اصبح جبهة واحدة ضد السلطة القائمة و يضرب باستمرار لافتكاك مصيره من بين براثنها، بالمقابل السلطة التي بدت متماسكة لنحو تسع وعشرون عاما ونصف العام تبدت فيها اليوم شقوقا وصدوعا شتي، فهنا صف الاسلامويين الايدولوجيين و صف الذي اشتركوا فيها ضمانا لمصالح شخصية او حزبية ضيقة و قبائلية وجهوية مزعومة! و هنا صف العسكر الذين لا يمانعون اعادة السلطة للشعب و صف المدنيين الذين يخافون العواقب! ووو فصفوف السلطة متعددة! قبل اندلاع انتفاضة 19 ديسمبر التي انطلقت شرارتها من عطبرة لم يكن واردا عند البشير و لا اعوانه في قيادة المؤتمر الوطني ان يتم اي تحول في سياساتهم ولم يكن شأن السلطة و انتقالها محل سؤال، كانت عملية تعديل الدستور ليلائم مقاس البشير قد تم تدشينها باجراء شكلي امام البرلما...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.