استقال وزير الدفاع الإسرائيلي تعبيرا عن احتجاجه علي تثبيت الهدنة بين اسرائيل وقطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس، بعد يومين من تبادل القصف بالقذائف والصواريخ، و وزير الدفاع المستقيل ليبرمان يمثل احد احزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف ( حزب اسرائيل بيتنا )،
اليمين في اسرائيل و في اي مكان اخر يستمد ماهيته و شرعية وجوده من وجود نقيضه، ويستمد مبرر فعاليته كذلك من فعالية ذلك النقيض..
لذا ف'افيغدور ليبرمان' و حزبه يستمدان شرعيتهما و مبررات وجودهما من وجود نظيريهما 'اسماعيل هنية' وحركة حماس 'حركة المقاومة الاسلامية الفلسطسينية'.
فحماس التي بنت رؤيتها الرئيسية علي رفض مجمل عملية السلام و رفض تفاهمات اوسلو التي مهدت للعملية السياسية الوطنية للفلسطينيين داخل الضفة الغربية و قطاع غزة، وعلي رفض مبدأ التفاوض المباشر مع الجانب الاسرائيلي، و علي تبني اسلوب التصعيد العسكري و العمليات الانتقامية التي تستهدف ارواح الجنود و المدنيين الاسرائيليين.. لكنها برغم ذلك درجت علي ابرام 'هدنات' عديدة عقب حروب او عمليات عسكرية واسعة خاضتها ضد اسرائيل،
لم توضح حماس لجمهورها و للمراقبين الفلسفة التي تستند عليها و الفقه الذي تعتمده والذي يحلل الدخول في مفاوضات غير مباشرة و يحلل ابرام اتفاقات و تفاهمات 'هدنة' و يحرم في ذات الوقت عليها و علي غيرها الدخول في مفاوضات مباشرة و يحرم ايضا ابرام اتفقات وتفاهمات سلام دائم او طويل الأجل؟!
كما لم تشرح المنطق الذي تعتمده في رفضها اتفاق اوسلو جملة وتفصيلا و تخوين من ابرموه او أيدوه و وصمهم بصفات الهرولة و الخيانة فيما تقبل نتائجه و منها المشاركة في العمليات الانتخابية التي اثمرها اتفاق اوسلو و المشاركة بل و قيادة حكومة السلطة الفلسطينية؟!
منطق حماس الذي يرفض التسويات الشاملة و يقبل الهدنات و يرفض التفاوض المباشر ويقبل التفاوض عبر وسيط و يرفض الاتفاقيات المبرمة و يشارك في جني ثمارها! هذا المنطق هو الذي مهد لحالة الانقسام الوطني الفلسطيني الذي انتهي الي قسمين قسم في رام الله و قسم اخر في غزة! قسم يلتزم باوسلو و لديه اتصال مباشر باسرائيل و لديه اتصال باوروبا و امريكيا والجامعة العربية؛ و قسم يرفض اوسلو و لديه 'اتفاقيات هدنة' و اتصال عبر وسيط مصري مع اسرائيل، و لديه اتصال مفتوح مع ايران و قطر و سوريا قبل ازمتها و فقط!
بالمقابل فان ليبرمان وحزبه و بقية الجماعات الاسرائيلية التي تشاركه مواقفه اليمينية المتطرفة تتحدث عن حل الدولتين فيما تعمل في الواقع علي استدامة الصراع و تتجنب اي اتفاق يقود الي سلام نهائي او سلام حقيقي، بل تحبذ حالة اللاسلم و اللاحرب و اسلوب حماس في (الهدنات) و التهدئات الموقوتة!
اذا من الواضح ان ليبرمان و هنية يشكلان معا فعليا و جهين لعملة واحدة هي عملة التطرف والعنف والنزاع والحرب والقطيعة! لكن استمرارهما و مقبوليتهما تعتمد علي التنافر و التباعد بينهما (كقطبين متشابهين و بالتالي متنافرين) و شرعيتهما معا كل في مجتمعه تعتمد علي تبادل التهم و الشتائم و تبادل القذائف و الصواريخ ان دعي الحال!
ليس في مصلحة اي من الحزبين والجماعتين ( حماس و اسرائيل بيتنا ) كما ليس من مصلحة زعيميهما (ليبرمان-هنية) احداث أي تقارب او تفاهم انما استمرار حالة التوتر والشد!
و مثلما تجد مقاربة هنية-حماس قبولا لدي فصائل فلسطينية ( الجهاد و الجبهة الشعبية و الجبهة الديمقراطية.. ) و لدي تيار كبير من المجتمع الفلسطيني و تيار اكبر في العالم الاسلامي، فان مقاربة ليبرمان-اسرائيل بيتنا تجد قبول لدي احزاب اسرائيلية علي رأسها الليكود الحاكم كما تجد قبولا في المجتمع الاسرائيلي و تجد قبول دولي خصوصا في ظل صعود تيارات اليمين المتطرف في كثير من الدول الغربية و التي يمثل رئيس امريكيا الحالي دونالد ترامب ذروة مجدها! لذا فان صيغ و مقاربات ليبرمان-هنية و منطقهما يجد ارضية صلبة في دنيا السياسية الدولية اليوم و يبقي سائدا الي حين، فيما ينزوي التيار العقلاني و يتعرض لاقصاء و رفض دولي مضطرد!و نجح المتطرفون في خطف اجندة الصراع الاسرائيلي الفسطيني والعربي-واسلامي اليهودي الصهيوني، مثلما نجحوا في خطف اجندة سياسية واحتكار ملفات في عدد من الدول بينها امريكا (انتخاب ترامب) و بريطانيا (بريكست)، وفي بقية دول اوروبا يفوز المرشحون المعادون للمهاجرين دوماً!!
اليمين في اسرائيل و في اي مكان اخر يستمد ماهيته و شرعية وجوده من وجود نقيضه، ويستمد مبرر فعاليته كذلك من فعالية ذلك النقيض..
لذا ف'افيغدور ليبرمان' و حزبه يستمدان شرعيتهما و مبررات وجودهما من وجود نظيريهما 'اسماعيل هنية' وحركة حماس 'حركة المقاومة الاسلامية الفلسطسينية'.
فحماس التي بنت رؤيتها الرئيسية علي رفض مجمل عملية السلام و رفض تفاهمات اوسلو التي مهدت للعملية السياسية الوطنية للفلسطينيين داخل الضفة الغربية و قطاع غزة، وعلي رفض مبدأ التفاوض المباشر مع الجانب الاسرائيلي، و علي تبني اسلوب التصعيد العسكري و العمليات الانتقامية التي تستهدف ارواح الجنود و المدنيين الاسرائيليين.. لكنها برغم ذلك درجت علي ابرام 'هدنات' عديدة عقب حروب او عمليات عسكرية واسعة خاضتها ضد اسرائيل،
لم توضح حماس لجمهورها و للمراقبين الفلسفة التي تستند عليها و الفقه الذي تعتمده والذي يحلل الدخول في مفاوضات غير مباشرة و يحلل ابرام اتفاقات و تفاهمات 'هدنة' و يحرم في ذات الوقت عليها و علي غيرها الدخول في مفاوضات مباشرة و يحرم ايضا ابرام اتفقات وتفاهمات سلام دائم او طويل الأجل؟!
كما لم تشرح المنطق الذي تعتمده في رفضها اتفاق اوسلو جملة وتفصيلا و تخوين من ابرموه او أيدوه و وصمهم بصفات الهرولة و الخيانة فيما تقبل نتائجه و منها المشاركة في العمليات الانتخابية التي اثمرها اتفاق اوسلو و المشاركة بل و قيادة حكومة السلطة الفلسطينية؟!
منطق حماس الذي يرفض التسويات الشاملة و يقبل الهدنات و يرفض التفاوض المباشر ويقبل التفاوض عبر وسيط و يرفض الاتفاقيات المبرمة و يشارك في جني ثمارها! هذا المنطق هو الذي مهد لحالة الانقسام الوطني الفلسطيني الذي انتهي الي قسمين قسم في رام الله و قسم اخر في غزة! قسم يلتزم باوسلو و لديه اتصال مباشر باسرائيل و لديه اتصال باوروبا و امريكيا والجامعة العربية؛ و قسم يرفض اوسلو و لديه 'اتفاقيات هدنة' و اتصال عبر وسيط مصري مع اسرائيل، و لديه اتصال مفتوح مع ايران و قطر و سوريا قبل ازمتها و فقط!
بالمقابل فان ليبرمان وحزبه و بقية الجماعات الاسرائيلية التي تشاركه مواقفه اليمينية المتطرفة تتحدث عن حل الدولتين فيما تعمل في الواقع علي استدامة الصراع و تتجنب اي اتفاق يقود الي سلام نهائي او سلام حقيقي، بل تحبذ حالة اللاسلم و اللاحرب و اسلوب حماس في (الهدنات) و التهدئات الموقوتة!
اذا من الواضح ان ليبرمان و هنية يشكلان معا فعليا و جهين لعملة واحدة هي عملة التطرف والعنف والنزاع والحرب والقطيعة! لكن استمرارهما و مقبوليتهما تعتمد علي التنافر و التباعد بينهما (كقطبين متشابهين و بالتالي متنافرين) و شرعيتهما معا كل في مجتمعه تعتمد علي تبادل التهم و الشتائم و تبادل القذائف و الصواريخ ان دعي الحال!
ليس في مصلحة اي من الحزبين والجماعتين ( حماس و اسرائيل بيتنا ) كما ليس من مصلحة زعيميهما (ليبرمان-هنية) احداث أي تقارب او تفاهم انما استمرار حالة التوتر والشد!
و مثلما تجد مقاربة هنية-حماس قبولا لدي فصائل فلسطينية ( الجهاد و الجبهة الشعبية و الجبهة الديمقراطية.. ) و لدي تيار كبير من المجتمع الفلسطيني و تيار اكبر في العالم الاسلامي، فان مقاربة ليبرمان-اسرائيل بيتنا تجد قبول لدي احزاب اسرائيلية علي رأسها الليكود الحاكم كما تجد قبولا في المجتمع الاسرائيلي و تجد قبول دولي خصوصا في ظل صعود تيارات اليمين المتطرف في كثير من الدول الغربية و التي يمثل رئيس امريكيا الحالي دونالد ترامب ذروة مجدها! لذا فان صيغ و مقاربات ليبرمان-هنية و منطقهما يجد ارضية صلبة في دنيا السياسية الدولية اليوم و يبقي سائدا الي حين، فيما ينزوي التيار العقلاني و يتعرض لاقصاء و رفض دولي مضطرد!و نجح المتطرفون في خطف اجندة الصراع الاسرائيلي الفسطيني والعربي-واسلامي اليهودي الصهيوني، مثلما نجحوا في خطف اجندة سياسية واحتكار ملفات في عدد من الدول بينها امريكا (انتخاب ترامب) و بريطانيا (بريكست)، وفي بقية دول اوروبا يفوز المرشحون المعادون للمهاجرين دوماً!!
تعليقات
إرسال تعليق