بروفايل
علي عثمان محمد طه او "طه" كما تفضل وسائل الاعلام العالمية تسميته، احد ابرز قادة حركة الاسلام السياسي السودانية "الحركة الاسلامية-المؤتمر الوطني"..
"طه" من مواليد عقد اربعينات القرن الماضي تلقي تعليمه حتي الجامعة وحصل علي شهادة القانون من جامعة الخرطوم في 1971م عمل "قاضيا" لسنتين من 1974 الي 1976م ثم "محاميا" لعام واحد بعدها، ليلتحق بالسلك السياسي من ذلك الحين وحتي اقالته.
شغل وظيفة عضو بالمجلس التشريعي "مجلس الشعب القومي" و وظيفة رائد مجلس في ذلك الحين من 1977 الي 1985م "برلمان النميري". ثم عضو بالمجلس التشريعي الانتقالي "الجمعية التأسيسية" في عهد الديمقراطية الثالثة؛ ورئيس لكتلة نواب المعارضة عن الجبهة الاسلامية القومية "حزب الحركة الاسلامية" حتي انقلاب البشير في 1989م، ليشغل عدة مناصب وزارية في حكومات البشير "وزير التخطيط الاجتماعي من 1993 الي 1995 و وزير الخارجية من 1995 الي 1998م" وانتقل من الوزارة الي منصب نائب الرئيس البشير في 1998م عقب رحيل النائب الزبير محمد صالح في حادثة تحطم طائرة كانت تقله في مدينة الناصر بجنوب السودان.
شغل منصب نائب رئيس جمهورية علي مرحلتين "اﻷولي من 1998-2005م حين تراجع لصالح نائب من الجنوب لتنفيذ اتفاق السلام، والثانية من 2011 الي 2013م" حينما تمت الاطاحة به لصالح الجنرال بكري!
سياسيا يوصف الرجل بانه مهندس اتفاق السلام "نيفاشا" رغم كون ذلك الاتفاق تمت هندسته بالكامل في مراكز ابحاث غربية و مرر بضغوط امريكية اوروبية افريقية و ضغط مجلس الأمن الدولي!
كما يوصف بانه مهندس عملية "اعادة صياغة الانسان السوداني" وهذا من اوائل برامج وشعارات نظام الانقاذ ايام القيادة المشتركة بين الشيخ الترابي والبشير كان ذلك ابان توليه وزارة التخطيط الاجتماعي .. وبرنامج اعادة صياغة الانسان السوداني هو المسؤول عما حاق بالمجتمع السوداني، هو البرنامج الذي قلب كيان المجتمع رأسا علي عقب..
اعادة صياغة الانسان عني تغيير قيمه واخلاقه ومعاييره واعداده لتقبل كل ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات وفساد..
كانت الية تلك الصياغة او اعادة الصياغة الرئيسية هي ضرب واضعاف مراكز قوة المجتمع و رموزه وتقديم رموز جديدة في كل المجالات من مؤسسات ادارة الدولة والجامعات و الهيئات المدنية والعمل الاقتصادي الخاص و الاوساط الادبية والثقافية و الادبية و الفنية والرياضية و حتي قيادات الادارة الاهلية "القبائل" والزعامات الدينية والروحية "الطرق الصوفية" وتقديم قيادة بديلة تمثل نواة لمجتمع النموذج الاسلاموي!
ليست لطه اية اسهامات مهنية ولا سياسية واضحة! فمسيرة الرجل المهنية في سلك القانون كانت قصيرة جدا، والشاهد ان الرجل لم يتأثر شخصيا بتلك المسيرة المهنية القصيرة؛ حيث شارك في افعال لا ينبغي لقانوني القيام بها بل وله تصريح مثير وشهير طلب فيه من قوات الحكومة قتل من يقومون بتجارة الحدود "التهريب" ابان النزاع مع دولة الجنوب حين قال Shoot to Kill بالانجليزية، وهذا التصريح يمثل جريمة في ذاته علاوة علي انه دليل مشاركة في جرائم اخري!
اما مسيرته السياسية فقد كانت نتاج مجموعة من المصادفات ليس اكثر، فبخلاف بعض الخطب التي يستعرض فيها مهاراته في الفصاحة ليس ل "طه" اية اسهام مكتوب، فالرجل لم يتكبد قط عناء تأليف كتاب ولم تنشر له ولا حتي مقالة قصيرة، ومعروف ان احدي عناوين تقييم السياسي قبل تسنمه لمراكز القرار هو انتاجه المعرفي والفكري فيما ينشر من كتب ومقالات! والرجل خالي الوفاض تماما في هذا المجال، ونرجو ان يستغل ما تبقي له من ايام لكتابة سيرته و مذكراته الخاصة وان يقوم بنشرها! مع ان شكوك كثيرة تحيط بالمصداقية التي يتحلي بها في كتابته لسيرته السياسية ومن ثم تلقي بظلالها علي قيمة تلك المذكرات!
دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم تفريغ الجامعات والمعاهد من اي مضمون واضحت الدرجات العلمية مجرد القاب مملكة في غير موضعها... فاحاديث الرجل لا توحي بشئ في هذا المضمار.. التخصص، كما ان المعلومات المتوافرة في قصاصات الصحف ولقاءات الاذعة لم تفصح عن شئ ايضا! السيرة الذاتية المتوافرة علي موقعي البرلمان السوداني 'المجلس الوطني' و البرلمان العربي تقول ان البروف-الشيخ حاصل علي بكالريوس العلوم في الفيزياء و ايضا بكالريوس الاداب-علوم سياسية من جامعة الخرطوم! ثم دكتوراة فلسفة العلوم من جامعة كيمبردج. اي شهادتين بكالريوس و شهادة دكتوراة. مامن اشارة لدرجة بروفسير "بروف" والتي يبدو ان زملاءه في السلطة والاعلام هم من منحوه اياها!! سيرة ذاتية متناقضة وملتبسة تمثل خير عنوان للشخصية التي تمثلها وللادوار السياسية والتنفيذية التي لعبتها! ابرز ظهور لشخصية الشيخ-البروف كان ابان صراع و مفاصلة الاسلاموين، حينها انحاز البروف لف
تعليقات
إرسال تعليق