ان الجرائم المرتكبة منذ 30/6/1989م وحتي تاريخه من التعقيد والجسامة بمكان بما يجعل تقصي حقائقها و من ثم تقديم مرتكبيها للعدالة وانصاف ضحاياها امر يقتضي جهدا و وقتا كبيرين،
ولما لذلك من اهمية كبيرة لكونها تضع حدا لحالة اللاقانون الذي كرس لها هذا الوضع القائم وحالة الافلات الممنهج من العقاب ولكونه يضع لبنات قيام دولة حكم القانون التي تمثل لب النظم الديمقراطية وتنهي حالة شيوع روح الانتقام والبربرية التي قد تنجم عند حدوث التغيير والانتقال السياسي المرتقب والتي ستعيق عملية اعادة تأسيس الدولة الوطنية السودانية؛ نقترح ان يتم تشكيل لجنة اهلية من ذوي الكفاءة والعزم في داخل السودان وخارجه يتطوعون لجمع المعلومات والبيانات الاولية والبينات المبدئية بما يمثل عونا حين يحل اوان اجراء تحقيق رسمي.
اهداف اللجنة الاهلية
-جمع المعلومات الاولية وتلقي الشكاوي و رصد البينات "شهادات الشهود والمستندات الكتابية والصوتية والصورة-صوتية".
-اجراء تحليل وتكييف جنائي وقانوني مبدئي و اعداد مقترح بقوائم المتهمين والتهم الموجهة لكل منهم ومقترح بالكيفية المثلي لاجراء المحاكمات والقانون واجب التطببيق في جميع الحالات.
- القيام بكل ما من شأنه تمهيد عمل الهيئات الرسمية لاجراء تحقيق ومحاكمة رسمية عادلة ومنصفة.
الالية والتتفيذ:
- يقوم المقترح علي حث عدد من ذوي الاهلية القانونية "القضائية-قضاة ومحامين ومستشارين من المدنيين والعسكريين؛ والشرطية" ليتطوعوا للاشتراك والاسهام في انجاز هذه المهمة الوطنية.
- يتم تقسيم المتطوعين الي فرق تتولي الملفات علي النحو التالي:
* ملف جرائم الخيانة الوطنية، و جرائم الحرب والابادة والجرائم ضد الانسانية.
* ملف جرائم القتل والتعذيب والأذي الجسدي.
*ملف جرائم المال العام والفساد.
* تحديد المسؤولية التقصيرية "المدنية" المحتملة عن الاضرار الجسدية والمادية و المعنوية.
-تحدد اللجنة الاهلية الطريقة المناسبة لمزاولة عملها وكيفية و وسائل تلقي البينات والمعلومات.
-يتم تكوين فريق يتولي مهمة اعداد التقرير الشامل الختامي لتقديمه للسلطات المختصة حال قيام الوضع الذي يسمح بذلك.
هذا مجرد اقتراح وهو ملك العامة ولكل سوداني وسودانية كامل الحق في الاضافة والتعديل والحزف و الحق في الشروع في انفاذه دون انتظار قبول او موافقة اي جهة او شخص.
الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة! تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!! في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...
تعليقات
إرسال تعليق