بمعني ان الطبيب الذي نسأل الله له الرحمة تمت مكافأته بالموت رميا بالرصاص في حين انه كان يقوم بواجبه الأخلاقي قبل المهني ولم يكن ينتظر مكافأة من اي نوع و ﻻ مجرد كلمة شكر نعلم جميعا انه يستحقها!!
يعتقد الزوج و كثيرون ممن يتعاطفون معه و "ممن يمكن ان يقدموا علي ذات تصرفه في هذا الموقف" ان التمسك بالدين هو ما يبرر هذا التصرف/الجريمة؛ في حين ان الوصف الصحيح لهذا التصرف هو انه تمسك بالجهل و ليس بالدين فالزوج والمتعاطفون معه يظنون ان الطبيب ما ترك و طنه وأهل و جاء اليهم اﻻ ليري عورات "حريمهم"!! مع ان الفقه الذي يفضل المرأة الطبيبة علي الرجل في علاج النساء ذاته و ب "فقه الوﻻء" يفضل الطبيب المسلم علي غير المسلم "وإن كانت امرأة" ..
ان ما أقدم عليه "الزوج السعودي" محض تمسك بثقافة بدوية متصحرة و تقاليد عشائرية ﻻ تغني ولا تفيد وﻻ علاقة لها بدين وﻻ خلق، و محض تنطع يصدر عن جهل مقيم. ما يجب ان نحذر منه هو ان تمتد حالة التعاطف مع ذلك القاتل للدوائر الرسمية العدلية والقضائية بحيث ينال حكما مخففا او تتم تبرئته حتي؛ فيذهب الي اهله يتمطي!!
ﻷن حكما من تلك الشاكلة يعني بالمطلق تشجيع المجتمع علي رفض العلم و المدنية و تحفيزه علي التمسك بجهله وتقاليده التي اقعدته فيما اﻷمم من حوله تنطلق و ترتاد عوالم هي بالنسبة لنا محض طلاسم و اشياء نراها في الشاشات الكبيرة والصغيرة، أشياء ﻻ نفهمها و ﻻ نريد فهما و انما نكتفي بتصنيفها و وضعها في خانة اﻻوهام و الخدع السينمائية؛ في حين ان واقعنا هو الممتلئ عن آخره باﻷوهام والتصورات الخاطئة والمغلوطة و التي ﻻ سند لها من منطق او عقل.
ينبغي علي السلطات ان تتمسك بايقاع عقاب رادع علي هذا الجاني حتي وان قبل اولياء القتيل الدية ﻷن نجاة الجاني بفعلته دون حساب مناسب يعني دعم لقوي التخلف و الجهل في المجتمع و تخلي عن قوي العلم و العقل والتي هي في اضعف حالاتها أصلا..
ان التسامح مع مثل هذه الحادثة والسعي لتبريرها وتفهمها يعني تخلي الدولة عن دورها الراهن وهو حث المجتمع علي النهوض و التقدم، و تخلي عن المجتمع لتتحكم فيه قوي التخلف واﻻنحطاط و الخمول. ان اﻻطباء اضافة للتربويين و المهندسين و المحامين يمثلون الطبقة الفكرية و الفئة المعبرة عن العقلانية في المجتمعات العربية في عصر انحطاطنا هذا؛ و بالتالي يستفاد من تركها دون حماية و دون تقدير اننا امة تسيطر عليها غرائزها ﻻ حكمتها؛ بل أمة تغتال عقلها عمدا و مع الترصد.
تعليقات
إرسال تعليق