العقل الجمعي مصطلح اطلق ليعبر مجازا عن مجموعة عقول تتشارك محددات معينة و طرائق تفكير متقاربة؛ لكن كثرة استخدامه في صحافتنا المحلية خلال العقدين الماضيين حوله من المجاز الي المعني الاصيل والحقيقي! اصبحنا نتحدث عن عقل جمعي وكأننا نتحدث عن حقيقة علمية مثبتة! ولاحقا اسقط البعض مفردة جمعي ونفذوا مباشرة الي صفات اخري منها 'الرعوية' فحدثونا عن العقل الرعوي! في الواقع لا وجود لعقل جمعي واحد يمكن الركون ليه ومعرفة اتجاهاته مسبقا و اسلوب تفكيره انما هناك عملية صناعة رأي و فكر تقوم بها مؤسسات بحثية وعلمية ومراكز تفكير وهناك نخب تغذي وتتبني نتائج تلك العملية وهناك اعلام و مؤسسات تعليم وثقافة تسهم كذلك فيها.. في المجتمعات المتخلفة مدنيا كما في حالة مجتمعنا تسند "عملية التفكير" تلك لغير اهلها فتجد اناس غير مؤهلين يحتلون مراكز مرموقة في المؤسسات البحثية والعلمية والاعلامية والتعليمية والثقافية و مراكز الفكر وهناك عوام ارتدوا رداء النخب .. فتكون نتائج العملية ضرب من التخليط والتلبيس تأخذ شكل الفكر لا مضمونه! وتخدع بها باقي العوام علي انها نتائج ومسلمات لا يرقي لها الشك! وقد يسهم ...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.