لطالما كنت علي يقين وقناعة من ان السبب الرئيسي الذي يكمن خلف نسبة كبيرة من مشاكلنا الاجتماعية والثقافية والإقتصادية والسياسية حتي؛ هو التعليم 'ضعف فلسفته ومناهجه وادواته'، لا تزال تلك القناعة علي حالها عندي لم تتبدل؛ الجديد هو انه انضافت قناعة جديدة بأن مشكلة التعليم تكمن نسبة كبيرة منها في مواد ومقررات ظللنا ننظر اليها نظرة هامشية لكنها ظلت تهيمن علي عقولنا وتفكيرنا .. تلك المقررات هي مقررات الانشاء والمطالعة، فبدلا عن تعليم النشء كيف يعبرون عن افكارهم و كيف ينشئون رسالة او مقالة او بحث بطريقة منهجية و مرتبة من حيث الافكار و وضوح الصياغة والتراكيب والخط ونعلمهم اين وكيف يبحثون عن معلومات دقيقة و موثقة تتعلق بموضوع الكتابة، نحن نعلمهم كيف يفبركون المواضيع وينسجون الكلمات والجمل والعبارات و نهتم بالشكل لا المضمون! فينشأون علي نسج الاكاذيب وعلي اللعب بالكلمات، يهتمون بالشكل لا المضمون، و بتدبيج العبارات الطنانة اكثر من اهتمامهم بقيمة المعلومات التي بوردونها.. فيصيروا حينما يكبرون كتابا و صحفيون يدبجون تقارير المديح و يلفقون اخبار السلطة؛ او سياسيين يدبجون خطب ...