التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عميل برتبة فريق !!

  سيناريوهات عديدة ومتضاربة راجت قبل وبعد اعلان قرار اعفاء مدير مكاتب الرئيس و حاجبه و حافظ اسراره و خزائنه.. منها انه شارك في التخطيط لانقلاب في قطر و منها انه يخطط لانقلاب موالي للسعوديين في السودان وان مخابرات تركيا ضبطت ذلك بمكالمات سجلتها وسلمتها لأمن السودان النائم علي عينه و اضان بي طينه 'وارقو' ..
لكن اقوي الروايات والتي اميل لتصديقها هي التي تقول ان الفريق طه عثمان الحسين ( باع ) لحبائبه و حبائبنا كلنا طبعا اسرار الخرطوم، خاصة ما يتعلق منها بملف التعاون المخابراتي مع قطر..
سرب لحبائبه كل كل الملفات المتعلقة بتسليح حزب الله و حماس و رجالات سيناء و ثوار برقة و طبرق و طرابلس و مجاهدي اريتريا و ثوار الحبشة و جماعات ازواد 'مالي' وبوكو حرام.. و ملفات استضافة اخوان مرسي بالخرطوم.
سربها كلها ورقة ورقة و ملف ملف بدبابيسها و اغلفتها و شمعها الاحمر و سولفانها..
سربها و ترك حكومة الخرطوم امفكو 'امنيا' و دبلوماسيا و اخلاقيا ايضا،
اذا هذا هو سر التقارب منذ بدايات العام الماضي بينه و حكومته و مراكز القرار في ابوظبي والامارات اذا ، المسالة ليست مجرد مشاركة بعدد من جند المشاه في عاصفة حزم..
المسألة تخابر اذا، فالرجل تم تجنيده لصالح مخابرات الامارات عن طريق صديقه 'شيخ الأمين' و الاماراتيين عرفوه علي 'الاشقاء' في الرياض، و لتظل الخرطوم غارقة في احلامها تم اغراء النظام بخطوات تطبيع وقبول بعد ان كان منبوذا في العاصمتين الخليجيتين والبشير الذي كان يمكث ليالي في ابوظبي حتي يلتقي شيوخها لدقائق اضحي يحظي باستقبال كل الاسرة الحاكمة، كما ان زياراته للرياض اضحت اكثر من زياراته لمسقط رأسه 'حوش بانقا'.
حمل الرجل 'طه' جواز السفر السعودي لتسهيل مهامه مع اصدقاءنا الجدد وصدقنا، جرت ملايين الدولارات في ارصدته و قلنا لا بأس فلكل يسرق هنا.
اغري النظام بخطوات التطبيع وبل بالتطبيع مع اميركا 'كبيرة العالم' فتفاءل خيرا وكذا فعلنا. فيما ظل الجاسوس والعميل المزدوج 'لابوظبي و الرياض' يمارس عمله وينجز مهامه من داخل المكتب الاول للرجل اﻷول في العقار رقم 'واحد' بالخرطوم.. ظل يمارس عمله بهمة عالية و بسرية عالية و درجة امان لم تتحقق لأي جاسوس من قبل، يصور ويرسل الاوراق والبرقيات و الفواتير واحدة بعد الأخري ..
عليه فان الراجح عندنا والله اعلم ان السبب الرئيسي في تفجر الأزمة الخليجية الأخيرة هو ما سربه الفريق مدير مكتب المشير من وثائق تثبت تورط الدوحة في اعمال تعاكس وتعارض السياسة الخليجية المتوافق عليها.
قلت ان هذه اقرب الروايات للحقيقة لأنها تفسر الكثير .. فالفريق طه اجرم بعمالته لكنها عمالة لصالح امن الحرمين الخط الاحمر !! لذا من الصعب حبسه او محاكمته او عقابه!! ولذا ايضا لذا سيبقي الرجل دون عقاب ريثما تنجلي العاصفة و يتأكد الجميع من مواقع اقدامهم!!
وتفسر ايضا موقف حكومتنا من ازمة الخليج فنحن علي ما يبدو طرف اصيل في الأزمة و شريك في كل عمليات الدويلة الخليجية المغضوب عليها.. لذا من الصعب علينا ان نقف معها في ازمتها مثلما ان من المستحيل ان نقف ضدها!!!
وكل ما نملك ان ننتظر ايضا ريثما يتوافق الاشقاء الخليجيين وتعود علاقاتهم سمنا علي عسل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...