تفيد المتابعات ان مسؤولون سعوديون يفاوضون شركة يوروفايترز علي اتمام صفقة شراء نحو 48 طائرة مقاتلة من طراز "تايفون"، وتبلغ قيمة الصفقة حسب المصادر نحو 4 مليارات جنيه استرليني..
وبغض النظر عن مدي اهمية هذه الصفقة للقوات السعودية ومدي الحاجة الحقيقية للطائرات المقاتلة "تلك الاهمية سنعود للتطرق لها في مكان آخر من هذه المقالة"؛ فإن مجرد التفاوض علي هذه الصفقة يعطي دليلا قويا علي ان السعوديون لم يستوعبوا بعد التطورات التي تجري في العالم من حولهم ،
ذلك ربما بسبب ولوغهم في أوحال الدم الاقليمي في سوريا واليمن، كما انهم لم يقرأوا بعد المتغيرات علي الساحة الدولية بل ولم يفهموا الرسائل التي وصلتهم بصورة شخصية من حليفتهم القديمة (أميركا) ..
فبعد نجاح اختبارات الوقود الصخري و اثبات التجارب إمكان دخول حقوله الي مرحلة الانتاج التجاري للأسواق في وقت قياسي تحولت السياسة الاميركية حيال السعودية بصورة مذهلة وبلغت قمتها في قانون "جاستا" الذي يتيح محاكمة السعودية علي تهم جرائم ارهابية ارتكبت بحق مواطنيين اميركان حتي وان لم تثبت صلة مباشرة بين تلك الجرائم والسعودية الرسمية (الحكومة) بل يكفي فقط مجرد تورط مسؤولين حكوميين او افراد من اعائلة الحاكمة!!.
قبل ذلك تمثل التحول في تجاوز الادارة الاميركية لمخاوف السعوديين بشأن الازمة في سوريا و العراق وايضاً بشأن الملف النووي الايراني!
فبمجرد تحرر اميركا من قبضة النفط السعودي الذي وقعت اسيرة له منذ قطع الامدادات في 1973م بدأت اميركا في اظهار نواياها الحقيقية تجاه الخليجيين وعلي رأسهم السعوديين.
عليه يكون التفاوض مع يوروفايترز وهي شركة اوروبية تشارك فيها بريطانيا اضافة لألمانيا وايطاليا واسبانيا ضرب من الغباء ذلك لأن بريطانيا شريك رئيسي في تحالف يوروفايترز وهي ايضا حليف قوي وموثوق بالنسبة لأمريكا ما يعني ان السياسة البريطانية ايضا ستتحول قريبا نحو العداء للسعوديين والخليجيين، ومعلوم للكافة ان اوروبا الغربية كلها تمثل حليف اقتصادي وعسكري للولايات المتحدة، بينما تمثل بريطانيا نموذج خاص داخل هذا الحلف اذ تكاد تصبح ولاية اميركية جديدة.
ان علي السعوديون ان يتحسبوا لما هو اسوء في علاقتهم باميركا، فغالبا لن يتوقف الامر عند الخلافات السياسية والتراشق الاعلامي بل سيتعداها الي مرحلة العداء السافر أي الحرب.
وما حرب اليمن وحريق سوريا و نيران العراق الا جزء من عمليات اعداد المسرح للحرب الرئيسية (حرب اميركا ضد السعودية).
فامريكيا و دول الغرب التي استفادت اقتصاديا وماليا من صفقات بيع السلاح الذي لا تحتاجه السعودية وبقية دول الخليج، وصلت الان الي مرحلة التخلص من ذلك السلاح حتي لا يتحول الي خطر ضدها أو ضد حلفاءها (نعم،اسرائيل)، فأمريكيا لديها نهج محدد وبات معروف في مجال التسليح و نزع السلاح، فهي دائما تسلح حليفها الذي ترضي عنه بكل ما يحتاج اليه (وبالطبع ما يقدر علي دفع ثمنه) حتي ان استشعرت الخوف من جانبه اتبعت سياسة نزع سلاح دامية هي أشبه بقلع المخالب والاظافر و الانياب،
فعلت ذلك مع ايران الشاه حين سلحت جيش ايران بمختلف انواع الاسلحة المتطورة حتي اذ قامت ثورة ايران وجاء حكم الملالي انقلبت علي ايران فسلحت العراق حتي يدخل مع ايران في حرب استنزاف عسكري يتم من خلالها تدمير السلاح الامريكي الذي اشتراه الايرانيون ايام الشاه، وفي الغالب تتم تلك العملية (نزع السلاح الاميركي) بسهولة طالما ان مشورات التشغيل و عقود الصيانة وقطع الغيار والتدريب يتم تجميدها بسبب الخلاف السياسي مما يسرع عملية اهلاك تلك الاسلحة،
نفس الشئ فعلته مع العراق الذي و بمجرد انجازه لمقاولة تفكيك السلاح الاميركي لدي ايران استشعر الاميركان ان ما تجمع لدي العراقيين من اسلحة اميركية اكثر من الضروري فافتعلوا ازمة الكويت ثم قضية الاسلحة النووية والكيميائية ليتم بعدها ليس تدمير السلاح الاميركي لدي العراقيين بل وتدمير العراق نفسه.
لذا فان ما نخشاه هو ان تطال لعنة السلاح الاميركي السعوديين الذين يكدسون الان اعداد مهولة منه في مخازنهم !!
ان حرب اميركا ضد السعودية ليست مستبعدة بالمره، وهي ان لم تقع مباشرة فإنها ستكون عبر توسيع نزاعات المنطقة وجر المملكة الي اوحالها، وبكل تأكيد يعد التطور الاخير في حرب التحالف العربي علي اليمن والمتمثل في تصعيد الحوثيون لعملياتهم عبر توجيه صواريخهم الي عمق المملكة السعودية واستهداف مكة المكرمة أو مطار جدة حسب زعمهم فلا فرق علي اية حال، وايضا التصعيد علي الحدود ومحاولة احداث اختراق علي الاراضي السعودية باستهداف المدنيين و العسكريين في منطقة جازان الحدودية.. فكل هذه العمليات تعد مؤشر علي اتجاهات تصعيد مستقبلي لتوسيع الحرب لتكون معظم اراضي المملكة مسرحا لها..
ان الجميع يذكرون صفقة اليمامة والتي كادت فضائح عمولاتها ان تعصف بالحكومة البريطانية ذاتها، وتلك الصفقة ضمت نحو75 طائرة من هذا الطراز (تايفون) اضافة للتورنيدو البريطانية.. وحاليا فان صفقة التايفون ستكون بمثابة اليمامة "الثانية"..
بكل المقاييس لا تحتاج مملكة آل سعود لهذه المقاتلات فالسعودية اولا ليست دولة ذات اطماع وليس لها عداءات ولم تدخل في حروب او نزاعات مسلحة الا مؤخرا في سوريا واليمن ونخشي ان يكون تم ايهامها بأن لها اعداء هناك حتي يتم تشغيل برنامج تدمير سلاحها ذاتياً،
ثم ان السعودية تملك من الاسلحة ما يمكنها من خوض اي حرب اقليمية ومن صد اي عدوان عليها أو علي اي من حليفاتها، فالمواقع المتخصصة في شؤون التسليح والدفاع كلها تجمع علي ان السعودية تملك نحو 1500 طائرة عسكرية تتنوع بين مقاتلات و عمودية وقاذفات قنابل و نقل وتزود بالموقود..الخ،
هذا عدا عن الصواريخ بمختلف انواعها ومداها و المدفعية والدبابات ..الخ، عليه فإنه ليس من الحكمة التمادي في سياسة اقتناء الاسلحة المتقدمة ؛ أو ان كان لا بد من اقتنائها فليس من اميركا أو حليفتها بريطانيا أو اي من دول اوروبا الغربية، بل علي السعوديين ان يلجأوا الي مصادر سلاح أخري (روسيا والصين).
إن التغيير الذي تحتاجه السعودية لا ينبغي ان يتوقف عن خطة الـ 2030م والتي يتمادي عرابها في خطب ود الادارة الاميركية عبر تقليد رئيس اركان الجيوش الاميركية وسام الملك عبد العزيز والذي يعد ارفع وسام سعودي!!. بل ينبغي ان تمتد استراتيجيته لعلاقات المملكة الخارجية ايضا سواء كان ذلك اقتصاديا او سياسيا أو عسكريا حتي لا تجد المملكة نفسها هذه المرة في قبضة الادارة الامريكية بعد ان كانت الاخيرة في قبضة السعوديين منذ أزمة 1973م النفطية.
وبغض النظر عن مدي اهمية هذه الصفقة للقوات السعودية ومدي الحاجة الحقيقية للطائرات المقاتلة "تلك الاهمية سنعود للتطرق لها في مكان آخر من هذه المقالة"؛ فإن مجرد التفاوض علي هذه الصفقة يعطي دليلا قويا علي ان السعوديون لم يستوعبوا بعد التطورات التي تجري في العالم من حولهم ،
ذلك ربما بسبب ولوغهم في أوحال الدم الاقليمي في سوريا واليمن، كما انهم لم يقرأوا بعد المتغيرات علي الساحة الدولية بل ولم يفهموا الرسائل التي وصلتهم بصورة شخصية من حليفتهم القديمة (أميركا) ..
فبعد نجاح اختبارات الوقود الصخري و اثبات التجارب إمكان دخول حقوله الي مرحلة الانتاج التجاري للأسواق في وقت قياسي تحولت السياسة الاميركية حيال السعودية بصورة مذهلة وبلغت قمتها في قانون "جاستا" الذي يتيح محاكمة السعودية علي تهم جرائم ارهابية ارتكبت بحق مواطنيين اميركان حتي وان لم تثبت صلة مباشرة بين تلك الجرائم والسعودية الرسمية (الحكومة) بل يكفي فقط مجرد تورط مسؤولين حكوميين او افراد من اعائلة الحاكمة!!.
قبل ذلك تمثل التحول في تجاوز الادارة الاميركية لمخاوف السعوديين بشأن الازمة في سوريا و العراق وايضاً بشأن الملف النووي الايراني!
فبمجرد تحرر اميركا من قبضة النفط السعودي الذي وقعت اسيرة له منذ قطع الامدادات في 1973م بدأت اميركا في اظهار نواياها الحقيقية تجاه الخليجيين وعلي رأسهم السعوديين.
عليه يكون التفاوض مع يوروفايترز وهي شركة اوروبية تشارك فيها بريطانيا اضافة لألمانيا وايطاليا واسبانيا ضرب من الغباء ذلك لأن بريطانيا شريك رئيسي في تحالف يوروفايترز وهي ايضا حليف قوي وموثوق بالنسبة لأمريكا ما يعني ان السياسة البريطانية ايضا ستتحول قريبا نحو العداء للسعوديين والخليجيين، ومعلوم للكافة ان اوروبا الغربية كلها تمثل حليف اقتصادي وعسكري للولايات المتحدة، بينما تمثل بريطانيا نموذج خاص داخل هذا الحلف اذ تكاد تصبح ولاية اميركية جديدة.
ان علي السعوديون ان يتحسبوا لما هو اسوء في علاقتهم باميركا، فغالبا لن يتوقف الامر عند الخلافات السياسية والتراشق الاعلامي بل سيتعداها الي مرحلة العداء السافر أي الحرب.
وما حرب اليمن وحريق سوريا و نيران العراق الا جزء من عمليات اعداد المسرح للحرب الرئيسية (حرب اميركا ضد السعودية).
فامريكيا و دول الغرب التي استفادت اقتصاديا وماليا من صفقات بيع السلاح الذي لا تحتاجه السعودية وبقية دول الخليج، وصلت الان الي مرحلة التخلص من ذلك السلاح حتي لا يتحول الي خطر ضدها أو ضد حلفاءها (نعم،اسرائيل)، فأمريكيا لديها نهج محدد وبات معروف في مجال التسليح و نزع السلاح، فهي دائما تسلح حليفها الذي ترضي عنه بكل ما يحتاج اليه (وبالطبع ما يقدر علي دفع ثمنه) حتي ان استشعرت الخوف من جانبه اتبعت سياسة نزع سلاح دامية هي أشبه بقلع المخالب والاظافر و الانياب،
فعلت ذلك مع ايران الشاه حين سلحت جيش ايران بمختلف انواع الاسلحة المتطورة حتي اذ قامت ثورة ايران وجاء حكم الملالي انقلبت علي ايران فسلحت العراق حتي يدخل مع ايران في حرب استنزاف عسكري يتم من خلالها تدمير السلاح الامريكي الذي اشتراه الايرانيون ايام الشاه، وفي الغالب تتم تلك العملية (نزع السلاح الاميركي) بسهولة طالما ان مشورات التشغيل و عقود الصيانة وقطع الغيار والتدريب يتم تجميدها بسبب الخلاف السياسي مما يسرع عملية اهلاك تلك الاسلحة،
نفس الشئ فعلته مع العراق الذي و بمجرد انجازه لمقاولة تفكيك السلاح الاميركي لدي ايران استشعر الاميركان ان ما تجمع لدي العراقيين من اسلحة اميركية اكثر من الضروري فافتعلوا ازمة الكويت ثم قضية الاسلحة النووية والكيميائية ليتم بعدها ليس تدمير السلاح الاميركي لدي العراقيين بل وتدمير العراق نفسه.
لذا فان ما نخشاه هو ان تطال لعنة السلاح الاميركي السعوديين الذين يكدسون الان اعداد مهولة منه في مخازنهم !!
ان حرب اميركا ضد السعودية ليست مستبعدة بالمره، وهي ان لم تقع مباشرة فإنها ستكون عبر توسيع نزاعات المنطقة وجر المملكة الي اوحالها، وبكل تأكيد يعد التطور الاخير في حرب التحالف العربي علي اليمن والمتمثل في تصعيد الحوثيون لعملياتهم عبر توجيه صواريخهم الي عمق المملكة السعودية واستهداف مكة المكرمة أو مطار جدة حسب زعمهم فلا فرق علي اية حال، وايضا التصعيد علي الحدود ومحاولة احداث اختراق علي الاراضي السعودية باستهداف المدنيين و العسكريين في منطقة جازان الحدودية.. فكل هذه العمليات تعد مؤشر علي اتجاهات تصعيد مستقبلي لتوسيع الحرب لتكون معظم اراضي المملكة مسرحا لها..
ان الجميع يذكرون صفقة اليمامة والتي كادت فضائح عمولاتها ان تعصف بالحكومة البريطانية ذاتها، وتلك الصفقة ضمت نحو75 طائرة من هذا الطراز (تايفون) اضافة للتورنيدو البريطانية.. وحاليا فان صفقة التايفون ستكون بمثابة اليمامة "الثانية"..
بكل المقاييس لا تحتاج مملكة آل سعود لهذه المقاتلات فالسعودية اولا ليست دولة ذات اطماع وليس لها عداءات ولم تدخل في حروب او نزاعات مسلحة الا مؤخرا في سوريا واليمن ونخشي ان يكون تم ايهامها بأن لها اعداء هناك حتي يتم تشغيل برنامج تدمير سلاحها ذاتياً،
ثم ان السعودية تملك من الاسلحة ما يمكنها من خوض اي حرب اقليمية ومن صد اي عدوان عليها أو علي اي من حليفاتها، فالمواقع المتخصصة في شؤون التسليح والدفاع كلها تجمع علي ان السعودية تملك نحو 1500 طائرة عسكرية تتنوع بين مقاتلات و عمودية وقاذفات قنابل و نقل وتزود بالموقود..الخ،
هذا عدا عن الصواريخ بمختلف انواعها ومداها و المدفعية والدبابات ..الخ، عليه فإنه ليس من الحكمة التمادي في سياسة اقتناء الاسلحة المتقدمة ؛ أو ان كان لا بد من اقتنائها فليس من اميركا أو حليفتها بريطانيا أو اي من دول اوروبا الغربية، بل علي السعوديين ان يلجأوا الي مصادر سلاح أخري (روسيا والصين).
إن التغيير الذي تحتاجه السعودية لا ينبغي ان يتوقف عن خطة الـ 2030م والتي يتمادي عرابها في خطب ود الادارة الاميركية عبر تقليد رئيس اركان الجيوش الاميركية وسام الملك عبد العزيز والذي يعد ارفع وسام سعودي!!. بل ينبغي ان تمتد استراتيجيته لعلاقات المملكة الخارجية ايضا سواء كان ذلك اقتصاديا او سياسيا أو عسكريا حتي لا تجد المملكة نفسها هذه المرة في قبضة الادارة الامريكية بعد ان كانت الاخيرة في قبضة السعوديين منذ أزمة 1973م النفطية.
تعليقات
إرسال تعليق