أخيراً علي مايبدو بدأت الريح تملأ أشرعة حملة الملياردير الاميركي المرشح للرئاسة دونالد ترامب؛ و بدات تهب كما يهوي عقب ان كانت تسير عكس امانيه طوال المدة الماضية. فبعد سلسلة الاتهامات بفضائح جنسية والاساءة للنساء والتهرب الضريبي، بدأت الشائعات تضرب معسكر خصمه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الوقت المناسب، فعلي مسافة عشر ليالي من يوم التصويت عاد ملف الرسائل الالكترونية ثانية يطفو علي السطح وبصورة جادة مع اعلان جهاز التحقيقات الجنائية الفيدرالي FBI عن نيته اعادة فتح التحقيق مع كلينتون بخصوص رسائل جديدة.
علي الجميع الأن التحسب للتعاطي مع بيت ابيض يرأس إدارته ملياردير مثير للجدل !
قد لا يكون دونالد ترامب هو الرئيس المثالي للولايات المتحدة ( رأيي الشخصي هو انه كذلك) لكنه علي أي حال هو الرئيس الامريكي النموذجي بالنسبة لبقية العالم وخصوصا لنا نحن معشر قاطني العالم الثالث،
هل هذا الرأي صادم؟ حسنا اليكم الاسانيد..
أولا: من مصلحتنا كعالم ثالثيين ان يأتي رئيس امريكي يعاملنا و دولنا بتعالي واحتقار ظاهر، من ان يتواصل مسلسل الرؤساء الذين يخدعوننا ويعاملوننا علي قدم المساواة حين يكون لديهم مصالح عندنا ثم يديرون لنا ظهورهم او يحتقروننا حين نحتاجهم او حتي حين يستغنون عن خدماتنا،
فاحتقار و عجرفة ترامب و فظاظته مفيدة لنا، لأنها ستجبر أولياء امورنا علي البحث عن ملاذ وحليف جديد بعيد عن دهاليز واشنطون.. فالولايات المتحدة سبب رئيسي لأغلب المصائب والمشاكل التي يعانيها عالمنا الثالث، فهي من حاربت الديمقراطيات فيه ومن دعمت الديكتاتوريات الذي فرخ الفساد، وبل هي من رعت الارهاب الذي تضررت منه اخيرا والذي تريد ان تطبع بصمته علي جباهنا و قفانا لنحمل وزره وحدنا.
ان نجاح اي دولة من دول العالم الثالث يعتمد بالاساس عن مدي بعد حكامها وساستها ونخبها عن الادارة الاميركية لأن اي اقتراب لتلك النخب من اميركا يعني ان مصالح الاميركان هي التي ستسود.
ثانيا: ان عداء ترامب للمهاجرين يصب في مصلحة دول العالم الثالث كذلك، لماذا نصر علي رؤية مشاكل اميركا بمنظار الاميركان أنفسهم؟ وحتي حينما نكون نحن جزء من الازمة ننظر اليها بمنظارهم؟ أهي عقدة المنهزم؟!
ان فتح حدود العالم الاول امام طالبي اللجوء من افريقيا واسيا واميركا اللاتينية يعني تجفيف تلك القارات من موردها البشري ، سيما وان الدول الغربية ظلت علي الدوام تمثل عنصر استقطاب لأصحاب المواهب والمعارف من عالمنا "المتخلف"،
ان توقف تدفق المهاجرين نحو اميركا و أوروبا يصب أولا في مصلحة بلدان العالم الثالث، ولذا من مصلحتنا الا تعود اميركا بلد جاذب للمهاجرين.
ثالثا: في هذا السياق (العداء للمهاجرين) ينبغي النظر لموقفه من المسليمن، علي عكس ما نفعله؛ لأننا علي عادتنا كمسلمين نحب أخذ الامور بشكل شخصي وننظر لأي سياسة ضدنا علي انها عداء لدين الله ..الخ، فتصريحات ترامب ضد المسلمين هي بالاساس موجهة ضد المهاجرين منهم ، وحتي موقفه المتشدد من المملكة السعودية مثلا سيقف عن خانة ان تدفع السعودية مقابل الوصاية والرعاية الامريكية و( ذلك ما تقوم به في الواقع أي انها تدفع دائما ومقدما)، وحين يصل السيد ترامب للبيت الابيض سيتعرف علي كل هذه الحقائق و سيتغير سلوكه بالتأكيد،
ان اميركا و كما يقول المتحزلقون دائما (دولة مؤسسات) وتلك المؤسسات ستكبح بالتأكيد أي تصرف أو سلوك غير مساير للقوانيين الوطنية والدولية أو غير متسق مع المصلحة الاميركية العليا.
رابعا: ثم ان اميركا الدولة قائدة المنظومة الراسمالية الدولية ظلت تحكم عبر التاريخ من قبل نخبة تمثل البروقراطية فقط (محامين واداريين) لصالح الراسماليين، وربما من الجيد ان يتولي الرأسماليين بأنفسهم الأن مهمة تسيير النظام الرأسمالي الاميركي والعالمي، وبذا يكون السيد ترامب هو أول رئيس رأسمالي حقيقي يتولي قيادة البيت الابيض وهذا وصف مهم وذي دلالة عميقة وليس علي شاكلة (أول رئيس اسود، أو أول امراءة..الخ)
خامسا: يعتبر ترامب (إذا فاز بالمنصب الرئاسي) أول رئيس جمهوري يهتم بالشأن الاميركي الداخلي، ومعلوم عن الرؤساء الجمهوريين اشتغالهم بالشأن الخارجي أكثر من الشأن الداخلي (الاقتصادي علي وجه الخصوص)، بينما عرف عن الرؤساء الديمقراطيين انشغالهم بترميم خرائب البيت الاميركي والتي غالبا يتسبب فيها الجمهوريين بسبب حروبهم وعداواتهم الخارجية، ومن مصلحة اميركا ان تجرب ادارة جمهورية تهتم بالشأن الداخلي.
سادسا: ان التوجهات الخارجية لـ "الرئيس" ترامب؛ تشير الي نيته نزع فتيل التوتر مع روسيا، ما يعني النهاية الفعلية لحقبة الحرب الباردة.
و تصب علاقة طبيعية بين الولايات المتحدة و روسيا في مصلحة أمم وشعوب عديدة علي رأسها شعوب المنطقة الشرق اوسطية، وبشكل أخص الشعب السوري، فالتقارب بين موسكو و واشنطون يعني انهاء الحرب في سوريا بشك أو آخر.
كما ان انهاء حالة "مخلفات" الحرب الباردة تعني منح الشعب الروسي فرصة لمعالجة تحدياته الداخلية المتعلقة بازماته السياسية/الحكم و الاقتصادية بعيدا عن تأثير الشد والجذب والتوتر المفتعل او الحقيقي بين الكرملين والبيت الابيض.
ثم ان تلك النخب التي ظلت تحكم اميركا خصوصا في العقود الاخيرة كلها نخب وقعت تحت نفوذ اللوبيهات الرأسمالية او الاجنبية (اللوبي اليهودي أو لوبي مصنعي الاسلحة أو النفط أو الدواء..الخ) وفسدت تماما حتي اضحت عاجزة عن اتخاذ قرار مستقل بعيد عن تدخل تلك اللوبيهات، وربما يمثل السيد ترامب بفضل كونه من خارج النخب البروقراطية الفاسدة ومن قلب طبقة الاثرياء اصحاب المليارات؛ يمثل فرصة لتحرير المكتب البيضاوي من تاثير المال والنفوذ من خارجه.
ربما يكون ما يعيب ترامب (الفظاظة) هو بالضبط ما يميزه عن منافسته بل وعن كل الذين سبقوه في تولي دفه تسيير الامور في واشنطون، وربما تكون فظاظته تلك هي ما يحتاجها العالم من رئيس المكتب البيضاوي وليس رئيس متأنق ينتقي الفاظ دبلوماسية بينما اصابع اميركا تفعل في الخفاء ما اعتادت فعله؟!
لربما يكون بوسع الملياردير جعل اميركا تبدو عظيمة مجددا، وان كنا لا نعرف علي وجه الدقة متي كانت اميركا عظيمة ؟؟ ربما كان ذلك قبل ان تكتشف هي نفسها عظمتها فتستغلها في احتقار العالم مثلما فعلت في هيروشيما وما بعدها من الاحداث (فيتنام، و افغانستان، والعراق..الخ)، أو ربما كان ذلك قبل ان يكتشفها كريستوفر كولومبس!!
علي الجميع الأن التحسب للتعاطي مع بيت ابيض يرأس إدارته ملياردير مثير للجدل !
قد لا يكون دونالد ترامب هو الرئيس المثالي للولايات المتحدة ( رأيي الشخصي هو انه كذلك) لكنه علي أي حال هو الرئيس الامريكي النموذجي بالنسبة لبقية العالم وخصوصا لنا نحن معشر قاطني العالم الثالث،
هل هذا الرأي صادم؟ حسنا اليكم الاسانيد..
أولا: من مصلحتنا كعالم ثالثيين ان يأتي رئيس امريكي يعاملنا و دولنا بتعالي واحتقار ظاهر، من ان يتواصل مسلسل الرؤساء الذين يخدعوننا ويعاملوننا علي قدم المساواة حين يكون لديهم مصالح عندنا ثم يديرون لنا ظهورهم او يحتقروننا حين نحتاجهم او حتي حين يستغنون عن خدماتنا،
فاحتقار و عجرفة ترامب و فظاظته مفيدة لنا، لأنها ستجبر أولياء امورنا علي البحث عن ملاذ وحليف جديد بعيد عن دهاليز واشنطون.. فالولايات المتحدة سبب رئيسي لأغلب المصائب والمشاكل التي يعانيها عالمنا الثالث، فهي من حاربت الديمقراطيات فيه ومن دعمت الديكتاتوريات الذي فرخ الفساد، وبل هي من رعت الارهاب الذي تضررت منه اخيرا والذي تريد ان تطبع بصمته علي جباهنا و قفانا لنحمل وزره وحدنا.
ان نجاح اي دولة من دول العالم الثالث يعتمد بالاساس عن مدي بعد حكامها وساستها ونخبها عن الادارة الاميركية لأن اي اقتراب لتلك النخب من اميركا يعني ان مصالح الاميركان هي التي ستسود.
ثانيا: ان عداء ترامب للمهاجرين يصب في مصلحة دول العالم الثالث كذلك، لماذا نصر علي رؤية مشاكل اميركا بمنظار الاميركان أنفسهم؟ وحتي حينما نكون نحن جزء من الازمة ننظر اليها بمنظارهم؟ أهي عقدة المنهزم؟!
ان فتح حدود العالم الاول امام طالبي اللجوء من افريقيا واسيا واميركا اللاتينية يعني تجفيف تلك القارات من موردها البشري ، سيما وان الدول الغربية ظلت علي الدوام تمثل عنصر استقطاب لأصحاب المواهب والمعارف من عالمنا "المتخلف"،
ان توقف تدفق المهاجرين نحو اميركا و أوروبا يصب أولا في مصلحة بلدان العالم الثالث، ولذا من مصلحتنا الا تعود اميركا بلد جاذب للمهاجرين.
ثالثا: في هذا السياق (العداء للمهاجرين) ينبغي النظر لموقفه من المسليمن، علي عكس ما نفعله؛ لأننا علي عادتنا كمسلمين نحب أخذ الامور بشكل شخصي وننظر لأي سياسة ضدنا علي انها عداء لدين الله ..الخ، فتصريحات ترامب ضد المسلمين هي بالاساس موجهة ضد المهاجرين منهم ، وحتي موقفه المتشدد من المملكة السعودية مثلا سيقف عن خانة ان تدفع السعودية مقابل الوصاية والرعاية الامريكية و( ذلك ما تقوم به في الواقع أي انها تدفع دائما ومقدما)، وحين يصل السيد ترامب للبيت الابيض سيتعرف علي كل هذه الحقائق و سيتغير سلوكه بالتأكيد،
ان اميركا و كما يقول المتحزلقون دائما (دولة مؤسسات) وتلك المؤسسات ستكبح بالتأكيد أي تصرف أو سلوك غير مساير للقوانيين الوطنية والدولية أو غير متسق مع المصلحة الاميركية العليا.
رابعا: ثم ان اميركا الدولة قائدة المنظومة الراسمالية الدولية ظلت تحكم عبر التاريخ من قبل نخبة تمثل البروقراطية فقط (محامين واداريين) لصالح الراسماليين، وربما من الجيد ان يتولي الرأسماليين بأنفسهم الأن مهمة تسيير النظام الرأسمالي الاميركي والعالمي، وبذا يكون السيد ترامب هو أول رئيس رأسمالي حقيقي يتولي قيادة البيت الابيض وهذا وصف مهم وذي دلالة عميقة وليس علي شاكلة (أول رئيس اسود، أو أول امراءة..الخ)
خامسا: يعتبر ترامب (إذا فاز بالمنصب الرئاسي) أول رئيس جمهوري يهتم بالشأن الاميركي الداخلي، ومعلوم عن الرؤساء الجمهوريين اشتغالهم بالشأن الخارجي أكثر من الشأن الداخلي (الاقتصادي علي وجه الخصوص)، بينما عرف عن الرؤساء الديمقراطيين انشغالهم بترميم خرائب البيت الاميركي والتي غالبا يتسبب فيها الجمهوريين بسبب حروبهم وعداواتهم الخارجية، ومن مصلحة اميركا ان تجرب ادارة جمهورية تهتم بالشأن الداخلي.
سادسا: ان التوجهات الخارجية لـ "الرئيس" ترامب؛ تشير الي نيته نزع فتيل التوتر مع روسيا، ما يعني النهاية الفعلية لحقبة الحرب الباردة.
و تصب علاقة طبيعية بين الولايات المتحدة و روسيا في مصلحة أمم وشعوب عديدة علي رأسها شعوب المنطقة الشرق اوسطية، وبشكل أخص الشعب السوري، فالتقارب بين موسكو و واشنطون يعني انهاء الحرب في سوريا بشك أو آخر.
كما ان انهاء حالة "مخلفات" الحرب الباردة تعني منح الشعب الروسي فرصة لمعالجة تحدياته الداخلية المتعلقة بازماته السياسية/الحكم و الاقتصادية بعيدا عن تأثير الشد والجذب والتوتر المفتعل او الحقيقي بين الكرملين والبيت الابيض.
ثم ان تلك النخب التي ظلت تحكم اميركا خصوصا في العقود الاخيرة كلها نخب وقعت تحت نفوذ اللوبيهات الرأسمالية او الاجنبية (اللوبي اليهودي أو لوبي مصنعي الاسلحة أو النفط أو الدواء..الخ) وفسدت تماما حتي اضحت عاجزة عن اتخاذ قرار مستقل بعيد عن تدخل تلك اللوبيهات، وربما يمثل السيد ترامب بفضل كونه من خارج النخب البروقراطية الفاسدة ومن قلب طبقة الاثرياء اصحاب المليارات؛ يمثل فرصة لتحرير المكتب البيضاوي من تاثير المال والنفوذ من خارجه.
ربما يكون ما يعيب ترامب (الفظاظة) هو بالضبط ما يميزه عن منافسته بل وعن كل الذين سبقوه في تولي دفه تسيير الامور في واشنطون، وربما تكون فظاظته تلك هي ما يحتاجها العالم من رئيس المكتب البيضاوي وليس رئيس متأنق ينتقي الفاظ دبلوماسية بينما اصابع اميركا تفعل في الخفاء ما اعتادت فعله؟!
لربما يكون بوسع الملياردير جعل اميركا تبدو عظيمة مجددا، وان كنا لا نعرف علي وجه الدقة متي كانت اميركا عظيمة ؟؟ ربما كان ذلك قبل ان تكتشف هي نفسها عظمتها فتستغلها في احتقار العالم مثلما فعلت في هيروشيما وما بعدها من الاحداث (فيتنام، و افغانستان، والعراق..الخ)، أو ربما كان ذلك قبل ان يكتشفها كريستوفر كولومبس!!
تعليقات
إرسال تعليق