اخيرا توصلت العاصمتين التركية و الاسرائيلية لاتفاق ينهي سنوات التوتر وسوء التفاهم بينهما الذي تفجر اثر اشتباك بين قوات الدولة اليهودية و مجموعة من الناشطين الدوليين توفرت لهم معينات تركية وكانوا يستغلون السفينة 'مار مرمرة' التي ابحرت ضمن اسطول الحرية الشهير، حاملة مساعدات لقطاع غزة الواقعة تحت حصار جيش دفاع الدولة اليهودية منذ امد طويل ..
الاتفاق وصف بأنه اتفاق يطبّع العلاقة بين الجانبين وهذا بالتأكيد وصف دقيق
اذ ليس مطلوب منه ان يؤسس لعلاقة دبلوماسية بين الطرفين لأنها علاقة قديمة ومستمرة
ولا تزال سفارة كل جانب تعمل في عاصمة الطرف الاخر .. فقط هناك تقليص للبعثات و
سحب للسفراء وما الي ذلك من اجراءات الاحتجاج و 'الغضب الدبلوماسي الجميل'!! لكن
كانت القناة الدبلوماسية تعمل علي اية حال.
فترة القطيعة التي حدثت مؤخرا في اعقاب عملية الرصاص المسكوب 2008م و حصار غزة ومن ثم محاولة كسره وما نجم عنه من وفاة واصابة ناشطين مدنيين 'دعونا نضغط علي مدنيين هذه' كان المستفيد الوحيد منها هو اردوغان 'نعم؛ ليست تركيا ولا اسرائيل انما اردوغان فقط' اذ سوق نفسه كزعيم اسلامي اقليمي و ايضا مناضل عالمي مناصر للمستضعفين الفلسطينيين خصوصا،
فترة القطيعة التي حدثت مؤخرا في اعقاب عملية الرصاص المسكوب 2008م و حصار غزة ومن ثم محاولة كسره وما نجم عنه من وفاة واصابة ناشطين مدنيين 'دعونا نضغط علي مدنيين هذه' كان المستفيد الوحيد منها هو اردوغان 'نعم؛ ليست تركيا ولا اسرائيل انما اردوغان فقط' اذ سوق نفسه كزعيم اسلامي اقليمي و ايضا مناضل عالمي مناصر للمستضعفين الفلسطينيين خصوصا،
الدولة اليهودية كانت قد اعتذرت
باكرا لتركيا لأنها لا تريد ان تخسر صديق و حليف بوزن انقرة لكن حكومة اردوغان
تجاهلت ذلك الاعتذار منذ 2013م، فلماذا عادت الأن لتقبل التصالح مع الدولة
اليهودية؟ السبب هو العزلة المتعاظمة التي اخذت في الاحاطة بسلطة حزب اردوغان
فتركيا تعادي مصر بشكل مفتوح كما تخاصم الجارة السورية وبسبب ذلك كادت ان تدخل في
نزاع مسلح مع روسيا .. معاداة تركيا لمصر و سوريا و تحالفها القوي مع السعودية
وقطر وضعتها في مواجهة مع قطاع واسع من الفئات الشعبية
العربية و أثرت كذلك علي علاقتها مع القطب الايراني فأضحي يشوبها التوجس وان كانت لا تزال تحتفظ بشعرة معاوية مع طهران و تحاول ان تلعب دور الوسيط بينها و بين زعيمة العالم السني 'السعودية' رغم ان وساطتها تلك لم تثمر حتي الأن!
العربية و أثرت كذلك علي علاقتها مع القطب الايراني فأضحي يشوبها التوجس وان كانت لا تزال تحتفظ بشعرة معاوية مع طهران و تحاول ان تلعب دور الوسيط بينها و بين زعيمة العالم السني 'السعودية' رغم ان وساطتها تلك لم تثمر حتي الأن!
هذا علي الصعيد الخارجي اما داخلياً فاردوغان عاد و اشعل الداخل بحرب مع
حزب العمال الكردستاني بعد ان كاد ان يصفر مشاكل هذا الملف..
هذا الوضع دفع انقرة التي فشلت في تطبيق سياستها الخارجية المعلنة والتي
هندسها الوزير السابق احمد دأوود أوغلو 'صفر مشاكل مع المحيط والجيران'
للإستعاضة عنها بسياسة جديدة يمكن ان
نسميها 'صفر مشاكل مع اسرائيل' ويبدو ان انقرة تؤمن بأن المرور الي قلب واشنطون و
موسكو يتطلب كلمة مرور اسرائيلية والمرور الي قلب معظم مدن المنطقة و العالم يتطلب
بدوره كلمة مرور اميركية!
صحيح ان مكانة اردوغان و زعامته في المنطقة تعززت بسبب موقفه 'السابق' المتشدد حيال الدولة اليهودية الا انها زعامة شعبوية و زائفة لم تحقق اي مكاسب فعلية لمن يزعمونه..
ان ازمة اردوغان-نتنياهو اثمرت في نهايتها 'بعد التسوية الاخيرة' عن ثمار مرة، فقد بات من الواضح ان اردوغان يختزل القضية الفلسطينية في 'غزة' و سيادة حماس عليها .. و حماس علي ما يبدو سعيدة بهذا الاختزال فبعد الترحيب بالمصالحة التركية اليهودية شكرت اردوغان علي ما سمته دعم للقضية الفلسطينية!!
ان القطيعة بين تركيا و تل ابيب انتهت في النهاية الي حقيقة واحدة ساطعة وهي ان الدولة اليهودية التي سعت في السابق جاهدة للامساك بكل خيوط العلاقات في المنطقة للتحكم في مسار الازمة 'والدولة اليهودية بطبيعة نشأتها وتكوينها هي دولة ازمة؛ نتجت كأزمة ولن تعيش او تستمر الا في اتون ازمات'..
صحيح ان مكانة اردوغان و زعامته في المنطقة تعززت بسبب موقفه 'السابق' المتشدد حيال الدولة اليهودية الا انها زعامة شعبوية و زائفة لم تحقق اي مكاسب فعلية لمن يزعمونه..
ان ازمة اردوغان-نتنياهو اثمرت في نهايتها 'بعد التسوية الاخيرة' عن ثمار مرة، فقد بات من الواضح ان اردوغان يختزل القضية الفلسطينية في 'غزة' و سيادة حماس عليها .. و حماس علي ما يبدو سعيدة بهذا الاختزال فبعد الترحيب بالمصالحة التركية اليهودية شكرت اردوغان علي ما سمته دعم للقضية الفلسطينية!!
ان القطيعة بين تركيا و تل ابيب انتهت في النهاية الي حقيقة واحدة ساطعة وهي ان الدولة اليهودية التي سعت في السابق جاهدة للامساك بكل خيوط العلاقات في المنطقة للتحكم في مسار الازمة 'والدولة اليهودية بطبيعة نشأتها وتكوينها هي دولة ازمة؛ نتجت كأزمة ولن تعيش او تستمر الا في اتون ازمات'..
الدولة اليهودية نجحت منذ تسعينات القرن الماضي و ربما قبل ذلك 'منذ كامب ديفيد' نجحت في تقسيم الحلف العربي والاسلامي 'والعالمي ايضا'
المعادي لها؛ قسمت ذلك الحلف الي
مسارات 'مسار مصري و أردني وسوري ولبناني و فلسطيني؛ ثم قسمت الفلسطيني ذاته الي
ضفة غربية وغزة' !!، وهي حدعت العالم بأن صورت له هذه المسارات بأنها مسارات
للعملية السلمية بينها وبين خصومها، فيما هي في الواقع لعب علي تناقضات الاطراف
وحبال الازمة و كسب للوقت..الخ.
بفضل
هذا التقسيم نجحت اولا في تحييد كل الدول الافريقية والاسيوية و اللاتينية 'حكوماتها و شعوبها' المتعاطفة مع حق و كفاح الفلسطينيين ثم كسبت لاحقا
صداقة تكل الحكومات و الشعوب وبالتالي عزلت اصحاب الحق من امتداداتهم الضرورية
لنصرة موقفهم، و هاهي الان تحيد تركيا التي تذكرت اخيرا امتدادها الاسلامي و حاولت
في عهد زعامة اردوغان ان تتصدي لزعامة العالم الاسلامي .. لكن
ها هي اسرائيل تنجح في اضافة مسار جديد للمسارات السابقة، هو المسار التركي لتعود
بعده الاخيرة لموقعها السابق كصديق و شريك تجاري لاسرائيل وحليف عسكري ايضا 'بحكم
عضويتها في حلف شمال الاطلسي' وان كان يتعاطف قليلا ليس مع للشعب الفلسطيني وانما
مع فصيل واحد هو حماس و سكان غزة فقط متناسية فلسطينيو الخط الاخضر 'داخل اسرائيل'
و فلسطينيو الشتات في معسكرات سوريا و لبنان و النازحيين في الاردن و في بقية
اصقاع الارض!!
تعليقات
إرسال تعليق