التصوف مذهب في الحياة قديم؛ و هو مذهب شرقي تطور في جهات آسيا
"الهند"، و إنتشر في مناطق عديدة من العالم، و ارتبط باديان مختلفة؛ لذا
فهو مذهب ديني وان لم يكن اسلامي، فثمة
متصوفة هندوس وبوذيين و مسيحيين ومسلمين كذلك، و قد تم ادماجه في التراث الاسلامي
بواسطة قدامي المتصوفة المسلمين كابن الرومي و محي الدين بن عربي و ابن الفارض و
الامام الغزالي ...الخ، والتصوف يقوم علي اسس معروفة علي رأسها الزهد و التأمل في
في المخلوقات؛ شكلها و سلوكها، وفي الكون و التعلم من كل ذلك..
في السودان ارتبط الدين الاسلامي ارتباط وثيق بالتصوف؛ ذلك لأن الاسلام في السودان لم يرتبط بالدولة "ﻻ دولة النبي/المدينة و لا الدولتين الاموية او العباسية ..الخ" فالفتوحات الاسلامية توقفت عند بوابة السودان التي استعصت عليها .. فيما نجح المتصوفة الذين انتشروا وساحوا بدينهم في الارض نجحوا في إستمالة سكان القطر وتحبيبهم في الإيمان الاسلامي علي المذهب المتصوف؛ وقد استقر في السودان عدد كبير من ائمة التصوف القادمين من مصر و المغرب العربي و غرب افريقيا اضافة لبعض الذين وفدوا من العراق والحجاز و آسيا الوسطي "خراسان"..
اصبح لاؤلئك السادة المتصوفة قاعدة محترمة من الاتباع والمريدين و قاموا بانشاء الخلاوي "مدارس تعليم القرآن و الفقه" و لكل شيخ منهم مسيد "مدرسة داخلية" تضم متعلمين من مناطق مختلفة من السودان و من اقطار افريقية مجاورة.
وحتي حين تأسست في السودان اول دولة وطنية ذات طابع اسلامي "مملكة سنار/ السلطنة الزرقاء/مملكة الفونج" في القرن السادس الميلادي (1505)، و بدأ علي يد سلاطينها تشكل مذهب اسلامي رسمي "مرتبط بالدولة" وذلك عبر تقريب بعض الفقهاء من قصر السلطان، و عبر ابتعاث بعضهم لتلقي العلوم الشرعية في اﻷزهر الشريف "وقد اشتهر باﻷزهر رواق السنارية الذي يضم كل مبتعثي السودان الذين يرعاهم سلاطين سنار"، برغم ذلك حافظت الطرق الصوفية علي نفوذ مستقل عن نفوذ الدولة في مساحات شاسعة "أشبه بالحوزات".
في السودان ارتبط الدين الاسلامي ارتباط وثيق بالتصوف؛ ذلك لأن الاسلام في السودان لم يرتبط بالدولة "ﻻ دولة النبي/المدينة و لا الدولتين الاموية او العباسية ..الخ" فالفتوحات الاسلامية توقفت عند بوابة السودان التي استعصت عليها .. فيما نجح المتصوفة الذين انتشروا وساحوا بدينهم في الارض نجحوا في إستمالة سكان القطر وتحبيبهم في الإيمان الاسلامي علي المذهب المتصوف؛ وقد استقر في السودان عدد كبير من ائمة التصوف القادمين من مصر و المغرب العربي و غرب افريقيا اضافة لبعض الذين وفدوا من العراق والحجاز و آسيا الوسطي "خراسان"..
اصبح لاؤلئك السادة المتصوفة قاعدة محترمة من الاتباع والمريدين و قاموا بانشاء الخلاوي "مدارس تعليم القرآن و الفقه" و لكل شيخ منهم مسيد "مدرسة داخلية" تضم متعلمين من مناطق مختلفة من السودان و من اقطار افريقية مجاورة.
وحتي حين تأسست في السودان اول دولة وطنية ذات طابع اسلامي "مملكة سنار/ السلطنة الزرقاء/مملكة الفونج" في القرن السادس الميلادي (1505)، و بدأ علي يد سلاطينها تشكل مذهب اسلامي رسمي "مرتبط بالدولة" وذلك عبر تقريب بعض الفقهاء من قصر السلطان، و عبر ابتعاث بعضهم لتلقي العلوم الشرعية في اﻷزهر الشريف "وقد اشتهر باﻷزهر رواق السنارية الذي يضم كل مبتعثي السودان الذين يرعاهم سلاطين سنار"، برغم ذلك حافظت الطرق الصوفية علي نفوذ مستقل عن نفوذ الدولة في مساحات شاسعة "أشبه بالحوزات".
حافظت الطرق الصوفية السودانية علي
تقليد الابتعاد عن السلطة والسياسة وكل اشكال النفوذ المادي؛ و اكتفت بالنفوذ
المعنوي الذي جعلها مرهوبة الجانب حتي من قبل اعتي الحكومات الوطنية او الاجنبية
التي تعاقبت علي حكم البلاد؛ و قد اشتهرت في هذا الصدد قصيدة للشيخ فرح ود / ولد
تكتوك التي يقول في مطلعها: يا
واقفا عند ابواب السلاطين ارفق بنفسك من هم و تحزين.
ولم يتم التخلي عن هذا التقليد الا ايام الحكم الانجليزي الذي نجح في استمالة الطريقتين الختمية و الانصارية والتي تقودها عائلتي محمد عثمان الميرغني الختم "الكبير" والامام محمد احمد المهدي..
كذلك تسبب النفوذ المعنوي المتعاظف في فترات مختلفة في ولوج بعد المتصوفة لعالم السياسة والسلطة بصورة مباشرة او غير مباشرة،
وقد استغلت حكومة عمر البشير ذات الصبغة الدينية و وظفت عدد كبير من ابناء البيوتات الصوفية خدمة لأجندتها السلطوية والسياسية واستفادت من قدرات تلك البيوت في حشد جمهورها لتبدو ذات قاعدة شعبية و جماهيرية، وفي المقابل استفادت تلك البيوتات الصوفية التي تقاربت مع حكم البشير من السلطة السياسية عبر استغلال جهاز الدولة الاعلامي كما استغلت جهاز الدولة للحصول علي امتيازات اخري خصوصا الحصول علي اراضي و امتيازات مالية وتجارية اخري؛ بل بلغ الامر ببعضها ان لصبح لشيوخها كلمة في مجال التعيينات التوظيف و تنقلات وترقيات موظفي الحكومة من المدنيين و العسكريين!
في هذه البيئة كان بروز شيخ يسمي امين محمد عمر "شيخ الامين" وهو احد خلفاء شيخ الطريقة القادرية المكاشفية؛ نجح في اكتساب مكانة مرموقة في المجتمع السوداني و وصل صيته خارج السودان لدرجة حدت بقناة فضائية اخبارية مرموقة "في قامة ال BBC " ﻷن تجري معه مقابله في برنامج عالي المشاهدة!!
ولم يتم التخلي عن هذا التقليد الا ايام الحكم الانجليزي الذي نجح في استمالة الطريقتين الختمية و الانصارية والتي تقودها عائلتي محمد عثمان الميرغني الختم "الكبير" والامام محمد احمد المهدي..
كذلك تسبب النفوذ المعنوي المتعاظف في فترات مختلفة في ولوج بعد المتصوفة لعالم السياسة والسلطة بصورة مباشرة او غير مباشرة،
وقد استغلت حكومة عمر البشير ذات الصبغة الدينية و وظفت عدد كبير من ابناء البيوتات الصوفية خدمة لأجندتها السلطوية والسياسية واستفادت من قدرات تلك البيوت في حشد جمهورها لتبدو ذات قاعدة شعبية و جماهيرية، وفي المقابل استفادت تلك البيوتات الصوفية التي تقاربت مع حكم البشير من السلطة السياسية عبر استغلال جهاز الدولة الاعلامي كما استغلت جهاز الدولة للحصول علي امتيازات اخري خصوصا الحصول علي اراضي و امتيازات مالية وتجارية اخري؛ بل بلغ الامر ببعضها ان لصبح لشيوخها كلمة في مجال التعيينات التوظيف و تنقلات وترقيات موظفي الحكومة من المدنيين و العسكريين!
في هذه البيئة كان بروز شيخ يسمي امين محمد عمر "شيخ الامين" وهو احد خلفاء شيخ الطريقة القادرية المكاشفية؛ نجح في اكتساب مكانة مرموقة في المجتمع السوداني و وصل صيته خارج السودان لدرجة حدت بقناة فضائية اخبارية مرموقة "في قامة ال BBC " ﻷن تجري معه مقابله في برنامج عالي المشاهدة!!
شيخ اﻷمين استغل تهاون الصوفية في
رعاية تقليدهم القاضي بالابتعاد عن السياسة فاضحي احد نجومها "السياسة"
و وصل درجة ان اتخذه البشير مبعوثا لبعض رؤساء الحكومات "الامارات
العربية" و مرافقا له الي اخري!!
واصبح جزء كذلك من مكايدات السياسة السودانية حتي اضطر مؤخرا لمغادرة السودان وطلب اللجؤ و الاقامة باحد اقطار اوروبا؛ واضافة لمخالفته القاعدة الصوفية القاضية بضرورة الابتعاد عن السلاطين و السياسية ومسالكها، فإن هذا الشيخ اشتهر بمخالفة اخري لقاعدة اساسية وهو مبدأ الزهد الصوفي، فالرجل اشتهر بأنه والغ في المتع والملذات، فهو و مريديه يسكنون افخم البيوت "قصور"، و يأكلون اطيب الطعام و لا يركبون من المركبات اﻻ الفاره الفخم..
شيخ اﻷمين استفاد من عالم السياسة و اكتسب مهارات ساسة السودان وخصوصا من تنفذوا في عهد البشير، و ابرز تلك المهارات قدرتهم علي توظيف النصوص الدينية خدمة لمواقف محددة و اﻹستدلال بايات من القرآن لدعم رأي او حجة ما و اعطاءها قوة ضاحدة؛ فحين يسأل الرجل عن مظاهر الترف والبذخ و النعيم يقول : "أما بنعمة ربك فحدث"، وينسي "ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين"؛ ويقول : "ﻻ تنسي نصيبك من الدنيا" وينسي "وﻻ تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا" !! وهو يتناسي فوق هذا وذاك قول الامام علي "ك" ﻻ تجادل بالقرآن فانه حمال اوجه، و القرآن لا ينطق و انما ينطق به الرجال.
ان كان شيخ اﻷمين يحسب علي متصوفة السودان، فان جهات "عليمة " تري أن اسلام المتصوفة هو البديل ﻻسلام الحركات المتطرفة الحاكمة حاليا في السودان، هؤلاء ينسون ان التصوف لا يصلح بديل سياسي لأنه يجب ان ببقي بعيد عن السلطة وان اي محاولة لتوظيفه لغرض سياسي تعني انه قد تم التخلي عن مبدأ عدم التداخل مع الشأن السياسي.
واصبح جزء كذلك من مكايدات السياسة السودانية حتي اضطر مؤخرا لمغادرة السودان وطلب اللجؤ و الاقامة باحد اقطار اوروبا؛ واضافة لمخالفته القاعدة الصوفية القاضية بضرورة الابتعاد عن السلاطين و السياسية ومسالكها، فإن هذا الشيخ اشتهر بمخالفة اخري لقاعدة اساسية وهو مبدأ الزهد الصوفي، فالرجل اشتهر بأنه والغ في المتع والملذات، فهو و مريديه يسكنون افخم البيوت "قصور"، و يأكلون اطيب الطعام و لا يركبون من المركبات اﻻ الفاره الفخم..
شيخ اﻷمين استفاد من عالم السياسة و اكتسب مهارات ساسة السودان وخصوصا من تنفذوا في عهد البشير، و ابرز تلك المهارات قدرتهم علي توظيف النصوص الدينية خدمة لمواقف محددة و اﻹستدلال بايات من القرآن لدعم رأي او حجة ما و اعطاءها قوة ضاحدة؛ فحين يسأل الرجل عن مظاهر الترف والبذخ و النعيم يقول : "أما بنعمة ربك فحدث"، وينسي "ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين"؛ ويقول : "ﻻ تنسي نصيبك من الدنيا" وينسي "وﻻ تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا" !! وهو يتناسي فوق هذا وذاك قول الامام علي "ك" ﻻ تجادل بالقرآن فانه حمال اوجه، و القرآن لا ينطق و انما ينطق به الرجال.
ان كان شيخ اﻷمين يحسب علي متصوفة السودان، فان جهات "عليمة " تري أن اسلام المتصوفة هو البديل ﻻسلام الحركات المتطرفة الحاكمة حاليا في السودان، هؤلاء ينسون ان التصوف لا يصلح بديل سياسي لأنه يجب ان ببقي بعيد عن السلطة وان اي محاولة لتوظيفه لغرض سياسي تعني انه قد تم التخلي عن مبدأ عدم التداخل مع الشأن السياسي.
تعليقات
إرسال تعليق