ثمة ارادتان تسيطران بل وتتصرعان حاليا للهيمنة علي ميدان مكافحة اﻹرهاب... اﻹرادة اﻷولي، يمثلها الموقف السياسي والقانوني لدول نافذة وقوية "الوﻻيات المتحدة، بريطانيا، فرنسا.. الخ"، وتسيطر علي هذه اﻹرادة مفاهيم "الحرب ضد اﻹرهاب"، وتعتمد تكتيكات تنبني علي اعتبار ان هزيمة اﻹرهاب لن تتحقق ما لم تطلق يد المنظومات اﻷمنية دون أي قيد قانوني او اخـﻻقي، ابرز اﻷدلة المادية علي سيادة مفاهيم الحرب ضد اﻹرهاب هو ما اقدمت وتقدم تلك الدول علي ارتكابه من اجراءات تنتهك حقوق اﻹنسان وحرياته خصوصا بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001م وهجمات لندن التي اعقبتها و هجمات باريس اﻷخيرة في 13 نوفمبر 2015م؛ ومثلت تلك اﻹجراءات إلتفافا واضحا علي المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق اﻹنسان، و علي القانون الدولي، وعلي مبدأ حكم القانون و قيم المجتمع الديمقراطي.. من تلك الوقائع علي سبيل المثال: 1/ تجاوزت الوﻻيات المتحدة القانون اﻷمريكي ومعاهدة الغاء التعذيب؛ ذلك حينما حصلت علي فتوي ﻷجهزتها اﻷمنية من وزير العدل تجوز استخدام التعذيب عند استجواب العناصر المتهمة بارتكاب جرائم اﻹرهاب كاستخدام تقنيات اﻹيهام بالغرق. 2/...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.