التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل لتعديلات مواد جهاز الامن تأثير علي مستقبل المؤسسة العسكرية السودانية..



  
       المؤسسة العسكرية السودانية، قوات الشعب المسلحة السودانية، قوة دفاع السودان، ألوية ورايات جيش الدولة المهدية، البازنجر، الجهادية السود، أورطة النوبة الغربية والشرقية، وأورطة العرب، ...رماة الحدق، وجيوش كوش "الملك بعانخي، والملك تهارقا".. هي مؤسسة ضاربة بجزورها في عمق التاريخ.. لها مفاخر هي مفاخرنا ولها نكسات وهفوات وكبوات هي كبواتنا كلنا.. ليس من الحكمة تحميل كل اوزار المرحلة التاريخية الحالية لها وحدها؛ فالأوزار نحملها جميعاً.

"كما ليس من الحكمة مواصلة ترديد عبارات من شاكلة "أن الجيش قد انتهي، ولا خير يرجي منه ، ويجب حله، فالخير باقي في هذا الجيش ما بقي خير في شعب السودان، والخير باقي في شعبنا ما بقيت هذه الارض وهذا النيل،،"


      طرحت ضمن التعديلات الأخيرة للدستور تعديلات علي المواد الخاصة بجهاز الامن ، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو، ما المقصود بتلك التعديلات خصوصا النص الجديد علي "قومية ونظامية" جهاز الامن والمخابرات؟؟ هل هذا امتداد لمحاولات اضعاف الجيش واحلال الامن مكانه؟؟ وهل بامكان الامن ان يحل محل القوات المسلحة؟؟

ان الانقاذ بدأت كحكم "عسكري" بقيادة عسكريين متحالفين مع شيوخ الجبهة الاسلامية القومية، وانتهت الأن الي كونها حكم عسكري صرف فقد تم تهميش القيادات "الاسلامية"؛ انتهت الي كونها حكم عسكريين منحلين "لا يتسمون أو يتصفون بمبادئ الانضباط العسكري والولاء للجيش او الوطن" وقد وجه هؤلاء العسكر المنحلين أقوي ضرباتهم للمؤسسة التي ينتسبون لها والتي صنعت منهم رجالا،
 ان اخطاء الانقاذ بحق الجيش السوداني تفوق اخطاء تجربة الديمقراطية الثالثة بحق جهاز الامن (امن الدولة) حين اعتبروه أمن النميري وقام بتصفيته.
 اخطاء الانقاذ افدح لأن الجيش السوداني هو المؤسسة السودانية الوطنية الاحدث (حديثة) والاقدم في ذات الوقت، وهي مؤسسة عريقة تضرب بجزورها لمئات السنوات في امتداد التاريخ وحتي التنظيم الحديث للجيش هو الاعرق في السودان ولها ارثها وتقاليدها وادبياتها ولايمكن بحال تصفيتها في عقدين او ثلاث (هي عمر الانقاذ) ولا تملك اي قوة القدرة علي تصفيته او حله او قهره،
 قد يتضعضع الجيش (بتضعضع القوي الشعبية الاخري بما فيها النقابات والاحزاب) ؛ وكل ما يحتاجه الجيش هو اعادة هيكلة، هيكلة تنظيمية وصياغة عقيدته العسكرية بحيث توضع احترام القانون والقانون الانساني وحقوق المواطنة، وتنتهي عبارات "أهالي، ومواطن، وملكي" باعتبارها سبة للمدنيين..
  لكن ان تتم تصفيته هذا امر دونه خرط القتاد ودونه ما دونه.

الجيش يضم مئات الالاف من الجنود والضباط والاف الضباط والرتب الاخري يتحدرون من جميع انحاء الارض السودانية، ولا يمكن بحال ان تحل المؤسسة الامنية (جهاز الامن والمخابرات) محل الجيش ولا في مقدورها ان تسد مسده، مهما نالت من امتيازات ومهما منح افرادها من اموال طائلة و سلطات مطلقة، ولا يمكن ان تحل محله بتعديلات دستورية لا تتجاوز كونها حبر علي ورق، فالمؤسسة الامنية مهما توسعت لا يمكنها ان تستوعب العدد الذي يستوعبه الجيش ولا تحقيق الانتشار الذي يحققه، وهي "المؤسسة الامنية لا تملك قوة أفراد حقيقية تمتاز بالولاء والعقيدة القتالية، لذا تضم مليشيا مأجورة ومرتزقة كالدعم السريع"،

كذلك مهما تسلحت المؤسسة الامنية لا يمكن ان تحتوي علي تسليح يفوق او يضاهي تسليح الجيش بمدفعيته العادية والثقيلة والمضادة للطيران، ودباباته ومدرعاته و صواريخه وبقية آلياته والاهم من ذا وذاك كله بقوة مشاته الضارية والضاربة، وارثه وتجربة جنوده وضباطه العملياتية واللوجستية، لذا فان الجيش السوداني باقي والانقاذ الي زوال .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفكيك خطاب الحرب و (فلسفة البلابسة)

   الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة!    تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!!   في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...

لماذا يفضل الملكيون العرب التعامل مع جمهوريي اميركا؟؟

  لا يخفي الملوك و الامراء العرب "و اعوانهم" ميلهم و تفضيلهم التعامل مع ادارات جمهورية في اميركا و لا يخفون تبرمهم من تنصيب رئيس من الحزب الديمقراطي.. و يبررون ذلك الميل و التفضيل بمبررات مختلفة مثل تعامل الجمهوريين الحاسم مع ايران !! في الواقع فإن اكثر رؤساء اميركان الذين شكلوا اكبر تهديد للعرب و المسلمين هم من الجمهوريين (بوش الأب و الإبن و ترامب - غزو العراق و افغانستان و دعم اسرائيل)! لكن الجمهوريين كما عرب النفط يفهمون لغة المال جيداً و الادارة الجمهورية تضم علي الدوام اشخاص من قطاع الطاقة و النفط او صناعة السلاح او الادوية او حتي صناعة الترفيه "هوليود" يفضلون لغة النقود و المصالح. اذاً اكبر تهديد واجهه العرب و المسلمون من ادارات اميركية كان في فترات حكم جمهوري.. و بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م اعلن بوش الابن سياسة صارمة في مواجهة انظمة اسلامية و عربية (افغانستان و العراق و السودان) كما مارس ضغوط غير مسبوقة علي السعودية اسفر عنها اجراءات حازمة ضد الجماعات المتشددة من الأخيرة، و تغيير في مناهج التعليم المدرسي و الجامعي فيها! الجمهوري ترامب اقدم علي خطوات غير مس...

شرح قانون الوجوه الغريبة !!

  المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...