التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أشواق الاسلاميين ...واوهامنا !!!!!!!!!

   هذه العبارة سمعناها كثيراً طيلة العقدين البائسين الذين عشناهما فكلما خلا اسلاميان الي نجواهما كانت هذه العبارة من العبارات الاثيرة اليهما ..وبالنسبة الي لم تكن تعني اي شئ محدد وهي تذكرني بعبارات الحواة والسحرة من شاكلة " جلاجلا .." لكن بتأمل معناها وما يقصدونه منها رغم مطاطيتها ومرونتها والشحنة العاطفية الكبيرة التي تنطوي عليها ...فهي تعني احلام الاسلاميين ومايرغبون في صنعه من وراء رفع شعارات كالمشروع الحضاري الاسلامي ،والمجتمع الرسالي والمسيرة القاصدة...الخ،وتعني كذلك أحلام الاسلاميين وأمانيهم والتي هي كأماني أهل الكتاب ممن لا يعلمون من كتاب الله الشئ الكثير انما تصورات يحملونها للفضيلة ويتعصبون  بها لما يعتقدون.
وفي الواقع ليس ثمة عبارة أقدر علي تصوير ما كان ينتوي الاسلاميين فعله واصدق من "أشواق الاسلاميين" لسبب بسيط هو ان ما كانوا ينتون فعله لم يكن واضحاً في عقولهم وصدورهم ولا في عقول شيوخهم من لدن شيخهم الترابي الي اصغر شيخ عندهم.
هم أرادوا ان يلغوا كل الارث السوداني وكل الارث البشري ولا يبقوا الا علي تراث السلف الصالح متناسين تغير وتقلب الواقع والوقائع وتعقيدات المجتمعات والحياة في العصور التي تلت عصر السلف...ومتناسين ايضا ان التجربة الانسانية تعتمد علي تراكم المعارف والتجارب ،وان النبي الكريم قال"إنما بعثت لأتمم مكارم اللاخلاق" ولم يبعث ليلغي ..!!!!
بالتالي ليس ثمة معني لتلك العبارة سوي انها تمثل أحلامهم "وتلك أضغاث احلام" وأوهامهم التي في عقولهم .... وللأسف فأنهم نجحوا في النهاية في تسويق اوهامهم بل وباعوا لنا أوهامنا ونحن بكل أسف وبكل غباء ايضا اشترينا أوهامنا منهم بأثمان باهظة لا تتناسب والسلعة الرديئة التي باعوها لنا والتي هي في الاصل ملك لنا جميعاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...