البشير و نائبه بكري اعطوا اشارة الهجوم علي الاعلام للوزراء و بقية المتنفذين،
فالواضح ان خطة العام 2016 هي مهاجمة الصحف و القنوات والاذاعات، وتحميلها مسؤولية كل الفشل، الاعلام هو الشماعة التي ستحمل عن اﻻنقاذ اوزارها..
آخر اشارة في هذا اﻻتجاه كانت اتهام مأمون حميدة "الحانوتي الذي تخصص في وأد المؤسسات العريقة، دفنها حية" جامعة الخرطوم و مستشفياتها؛ للصحف بأنها تشكك المواطن في النظام الصحي. فهل هنا نظام صحي؟ اين و ما هي ملامحه؟ مامن نظام صحي بل الفوضي تضرب اطنابها في كل المقار من مكتب الوزير حتي اخر شفخانة في اطراف خرطوم حميدة و عبد الرحيم.. وما ينطبق علي الخرطوم ينطبق اضعافا مضاعفة علي باقي القطر.
الاعلام الموالي في اغلبيته للسلطة و المحابي لها موعود ب"صيف ساخن هذا العام" و هو بين خيارين اما ان يجتهد اكثر في التحليق مع الحكومة فوق الواقع ويزيد منسوب الإختلاق واﻷكاذيب واﻻنصرافيات فيخسر ما بقيت له من قطرات ماء وجه و ذرات مصداقية؛ او ان يشرع في كسب ود الشارع العام ويفض حلف المصلحة و الرباط غير المقدس بينه و بين الحكام..
وكان النائب اﻷول قد قال في مناسبة سابقة انه سيتولي بنفسه الملف الاعلامي و سيتبني خطة لدمج الصحف ﻷن عددها "ﻻ يعجبه!"
فيما قال الرئيس في اكثر من مناسبة آخرها امام مجلس شوري حزبه اوائل مارس الحالي ان الصحف تهول في وصف الازمات، وان الاوضاع في البلد جيدة رغم بعض المشاكل القليلة لكن الاعلام فشل في ابراز النجاح و يضخم المشاكل والخلل!!
هذا يعني ان الانقاذ ستضع الصحف واجهزة الاعلام في مرمي نبرانها المباشرة في الشهور المقبلة. .
الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة! تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!! في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...
تعليقات
إرسال تعليق