التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صلاة الغرض في دولة الزنادقة

   صلاة الحاجة عند الزنديق ليست كتلك المعروفة والموصوفة في كتب الفقه صلاة نافلة يتوجه بها العبد لربه ليقضي له حاجة من حاجات الدنيا او يعينه علي امر من اموره، بل هي صلاة الفرض يؤديها الزنديق يمين او يسار مسؤول كبير او صغير من مسؤولي دولة المنافقين التي اقامها الترابي بمعونة البشير، كان اي زنديق يسأل عن منافق كبير نصح بأن يصلي الفجر في مسجد كذا او المغرب والعشاء في مصلي كذا.. فعلي ايام سطوة الجاز كان التدافع للصلاة بمسجد السيدة بالمنشية الغرض منه لقاء وزير النفط والمالية بعدها.. 
   مساجد كثيرة تعرف بانها هدف للزنادقة اصحاب صﻻة الغرض منها مسجد القوات المسلحة و الجامعة والنور والشهيد...الخ.
  لست ابالغ في وصف هذه الحالة او اهول في تصويرها بل اقلل .. فالظاهرة اضحت لها تقاليد وطرائف منها ان احدهم كان يجد في البحث عن احد رجال اﻷعمال من كبار المنافقين الحاكمين حتي كاد ييأس من لقاءه لكن ذات يوم ادرك الصلاة مسبوقا بركعة في احد المساجد التي يرتادها اهل الغرض وانتبه اثناء الصلاة ان الذي الي جواره هو ضالته فسلم مع اﻹمام "وهو مسبوق" ليقضي غرضه فعاجله الرجل بتنبيهه الي انه مسبوق، فقال صاحب الغرض: الركعة ملحوقة لكن انت القاك وين؟؟.
 ومن الطرائف المبكية ايضا ان بعض صغار الموظفين في اﻹدارات والشركات الحكومية الكبري كانوا يؤدون صلاة الظهر 'اثناء ساعات العمل الرسمي" مرتان "أي والله مرتين اثنتين لذات الفرض" ليس تهربا من العمل وانما ليصلوا مع اكبر عدد من المدراء المتنفذين لتذكيرهم ببعض اﻷمور او ﻹظهار التدين والخضوع "ليس لله بالتأكيد" وبالتالي استحقاق الترقيات واﻻمتيازات!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...