التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اقتصاد سوق المواسير

   منذ ان هبط علينا ليل دولة كيزان السودان (أخوان البشير والترابي) أصبحنا حقل تجارب لكل من رأي حلم في منامه أو توهم وهما او رأي رؤية غير صالحة، فبعد ان سلمونا لـ "الإقتصادي" عبد الرحيم حمدي والذي طبق كل ما اعتقد انه من قواعد ومعايير اقتصاد السوق الحر، فباع اكثر من نصف مقدراتنا تحت مسمي "الخصخصة" وابتدعت مجموعة من السياسات والتدابير تحت مسمي (تحرير السوق) والاقتصاد الحر،
بعدها توالت الاجراءات والتدابير تحت مسمي الاقتصاد الاسلامي والذي توصل دهاقنة اخوان السودان الي اختراع صيغة له توائم بينه وبين النظام الرأسمالي والنظام (الاسلامي) فاصبحنا نحتكم/ ومحكومين بنظام اقتصادي اسلامي رأسمالي حر جديد، يتألف من كل سوءات النظام الرأسمالي (نظام السوق الحر) بالاضافة الي تفشي الفساد والمحسوبية تحت مبرر ولافته الدولة الرسالية ومجتمع المسيرة القاصدة الي الله و بروقراطية جهاز دولة (القوي الامين) ،
 وها نحن ننتهي الي نظام يمكن تسميته (نظام اقتصاد سوق المواسير) وهو نظام يتسم بالفوضي الضاربة في السوق الذي لا يحكمه اي حاكم وليس ثمة أي ضوابط ولا محددات ولا روادع ، فالكل يسعي للربح السريع و الذي ينجح في النهاية هو الذي ينجح في خداع الجميع واخذ اموالهم!

   السوق الأول الذي كان له الفضل في تعرية اقتصاد الانقاذ كان السوق الذي جري (تنظيمه) بولايات دارفور (الفاشر / نيالا) والذي تم فيه خداع عدد كبير من البسطاء بواسطة مجموعة من الجشعين الذين قاموا بشراء أي شئ يعرض عليهم باسعار مغرية علي ان يتم السداد باقساط ثم يقومون ببيعها في الحال بأي سعر يحصلون عليه وهو تطوير لنوع من البيوع تواضع عليه الناس في ظل سيطرة بنوك الحركة (البنوك الاسلامية) اسميت تلك الممارسة بالـ (كسر)،
   كانت ممارسة (سوق المواسير) بمثابة واحدة من افدح الفضائح العامة والسياسية والقانونية في عصر حكم كيزان السودان، بل اكبر فضيحة في تاريخ السودان علي الاطلاق،
   اليوم فقط 29 ديسمبر 2014م،قالت النيابة المختصة انها شطبت نحو 8000 (نعم، اكثر من ثمانية الف ) بلاغ ولعدة اسباب من بينها التسويات أو لـ (ان الشاكي استفاد من السوق /يعني استفاد من المعاملات الماسورية) بصراحة انا لا استوعب الامر ولا اعرف علي اي قاعدة استند قرار الشطب في هذه الحالة (القاعدة العدلية الرومانية ،من يأتي للعدالة عليه ان يأتي بيد نظيفة؟)
علي كلٍ هذه الظاهرة (سوق المواسير) دليل علي مانحن فيه هذه دولة مواسير قضاء مواسير كلها مواسير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...