لا ننكر ان هناك تدهور كان حادث في السودان عام 1989م، فالتدهور الحقيق بدأ يوم تقارب الرئيس الاسبق النميري مع كيزان السودان (1977م) فتبني النميري معظم اطروحاتهم بدءا بالبنوك الاسلامية والمنظمات و(هيئة الزكاة) وانتهاءا بتطبيق قوانين جديدة كليا اسموها قوانين اسلامية في 1983م، وتفكيك جهاز القضاء السوداني، تم كل ذلك بعون الترابي واخوان السودان حتي انهار جهاز الدولة والحكم في السودان واتضح ذلك حين فشل في التعاطي مع ازمات "المجاعة والجفاف والتمرد الجنوبي" فسقط حكم النميري تحت لعنات وغضبة الشعب في انتفاضة مارس-ابريل 1985م،
بالمقابل لا يستطيع مكابر ان ينكر ان البشير " الذي ليس له من إسمه نصيب" قد استغل تلك الحالة وذلك التدهور، وانه مدفوع من تنظيم كيزان السودان "الجبهة الاسلامية" قد مكنهم وتمكن من السيطرة علي السلطة واعداً السودانيين بأنه سيحسم الفوضي ويصحح الاوضاع في بضع سنوات ثم يعيد الامور الي نصابها وتعود الحياة العامة والسياسية الي طبيعتها وتعود الحريات بعد ان يعم الامن والرخاء...
تحمل شعب السودان عشر سنوات عجاف (1989-1999م) ذاقوا فيها ألوانا من القهر والفقر والجوع والاضطهاد والخوف تحت ظلال حلف العسكر بقيادة الجنرال البشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" و الاسلاميين بزعامة الشيخ الترابي وفي اتون تأجيج عنيف للحرب الاهلية السودانية التي صورها ذاك الحلف اللعين في صورة حرب دينية تارة وعرقية تارات .. وفي 1999م حدثت المفاصلة الشهيرة التي افضت الي افتراق ال "بشير" عن الشيخ وشهدت البلاد عهد مختلف قليلا، فبعد احكام سيطرتهم علي السلطة طبق الكيزان و"بشيرهم" قاعدة (لن نحول بين الناس والسنتهم /وايديهم/ ما لم يحولوا بيننا وسلطاننا)، فشهدت الاوضاع منذ العام 2000م حالة من الارتخاء عززتها اتفاقية السلام الشامل وتزايد وفورات النفط، حتي اطل الانفصال (الجنوب) في 2011م فدخلت البلاد في دوامة جديدة من الضوائق.
الان فان هذا المدعو البشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" يريد ان يعقد انتخابات جديدة ليحصل علي سنوات خمس اضافيات ، هذا البشير الذي هو في الحقيقة نذير شؤم وخراب علي السودان وشعبه ومؤسساته ان حصل علي تمديد سيقبر أي بارقة امل في فكاك او اصلاح او نهوض..
فالبشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" سبق و اضاع ثلاثة فرص مواتيه لإصلاح ما افسده بيديه:
الاولي؛ كانت في 1999م عندما حمَل الترابي كامل المسئولية عما حدث منذ الاستيلاء علي السلطة واتهمه بانه نازعه الحكم واعاق وشل قدرة جهاز الرئاسة علي العمل ، ثم بعد ذلك سار مسير لا يختلف عن ايام انسجامهما الخوالي .
والثانية؛ كانت عند توقيع اتفاق نيفاشا (السلام الشامل) وكانت تلك فرصة مواتية للتصالح مع الجميع (كل الفئات والقوميات والاحزاب السودانية)، لكنه آثر ان يقضي فترة الانتقال في منازعات مع شريك السلام (الحركة الشعبية الجنوبية) حتي اتي استحقاق الانتخابات والاستفتاء التي تقاسما فيها الارض والشعب،
الثالثة؛ كانت عندما تأزمت الاوضاع بعد انصرام عقد نيفاشا فدعي الناس في خطاب وثبته الشهير الي حوار، واطاح قبل ذلك بعدد من كبار معاونيه ممن يحسبون علي تيار التشدد والاخفاق وصقور عهد استبداده الثاني وبطانة فساد حكمه (طـه + نافع + آخرين)، ثم عاد بعدها ليسير ذات سيرته ويستبد بنفس اسلوبه،
ان السنوات التي تمر بها سلطة الانقاذ الان شبيهة بسنوات ما بعد المفاصلة وماقبل اتفاق نيفاشا (2000-2005م) وتلك سنوات فقدان بوصلة وضعف وانكشاف لخدعة المشروع الحضاري الاسلامي، وسنوات فساد بامتياز حتي انهم حين اقروا و وافقوا علي الانصياع للولايات المتحدة و (الغرب) والمجتمع الدولي وتقديم تنازلات تقضي باشراك الجنوبيين في الحكم وفصل الجنوب بعد ذلك فانهم كانوا قد اسموا تلك السنة (2005م) " الفين وخمشة" في اشارة الي نهبهم لمال الشعب نهب من لا يخشي عقاب انما فقط يخشي ان ينتهي المال قبل ان يأخذ منه نصيب الاسد!!
ان كانت عشرية الانقاذ الاولي قد انتهت بمفاصلة فإن حقبتها الثانية (2005-2013م) قد انتهت بانتفاضة شعبية عفوية ضارية "سبتمبر" ورغم ان الانقاذ الان تسعي لايجاد تحالفات تتقوي بها وتستثمر في الوقت مثلما استثمرت امال الناس في نيفاشا، وتسعي لإبرام تسويات جديدة، إلا ان فرص البشير " الذي ليس له من اسمه نصيب" ، " انما هو نذير شؤم وخراب علي السودان وشعبه" آخذة في التضاءل وغالبا ما تصل تلك الفرص لنقطة الصفر عقب الانتخابات المقبلة المزمع اجراءها في ابريل 2015م، فعقب تلك الانتخابات المزعومة مباشرة سيجد الشعب انه يسير في نفس الطريق وما من جديد الا الجديد الذي دونه بذل النفس والدم بقوة واتحاد لإقتلاع هذا الدكتاتور، وبالمقابل سيجد البشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" انه امام تحديات قديمة متجددة وانه علي افلاسه السياسي القديم.
فالرجل الذي جاء الي السلطة مسنود بالعسكر وجه اولي ضرباته لمؤسستهم (الجيش) فاقعدها وفكك ساير الاجهزة الامنية حتي اضحي انحلالها ظاهر للعيان، وانتهي بان اسلم البلاد لمليشيات اجرامية،
والرجل الذي جاء مسنود من شيوخ الاسلاميين ومن دوائر سلفية وصوفية انتهي الي تسليم مصائر العباد الي حفنة من "فقهاء الحيض والنفاس" (حسب تصريح للترابي) فقهاء لا يمثلون الا انفسهم واهواءهم واطماعهم.
والرجل الذي ادعي سرا وعلانية انه يمثل جهة معينة (الشمال والوسط) انتهي به الحال الي وضع كل البلاد ومستقبلها نفسه فيد حفنة من الاقارب والاصهار من آل بيته غير الاطهار والمقربون من عصابات التهب.
فهل ثمة خير يرتجي من مثل هذا الرجل ؟!
بالمقابل لا يستطيع مكابر ان ينكر ان البشير " الذي ليس له من إسمه نصيب" قد استغل تلك الحالة وذلك التدهور، وانه مدفوع من تنظيم كيزان السودان "الجبهة الاسلامية" قد مكنهم وتمكن من السيطرة علي السلطة واعداً السودانيين بأنه سيحسم الفوضي ويصحح الاوضاع في بضع سنوات ثم يعيد الامور الي نصابها وتعود الحياة العامة والسياسية الي طبيعتها وتعود الحريات بعد ان يعم الامن والرخاء...
تحمل شعب السودان عشر سنوات عجاف (1989-1999م) ذاقوا فيها ألوانا من القهر والفقر والجوع والاضطهاد والخوف تحت ظلال حلف العسكر بقيادة الجنرال البشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" و الاسلاميين بزعامة الشيخ الترابي وفي اتون تأجيج عنيف للحرب الاهلية السودانية التي صورها ذاك الحلف اللعين في صورة حرب دينية تارة وعرقية تارات .. وفي 1999م حدثت المفاصلة الشهيرة التي افضت الي افتراق ال "بشير" عن الشيخ وشهدت البلاد عهد مختلف قليلا، فبعد احكام سيطرتهم علي السلطة طبق الكيزان و"بشيرهم" قاعدة (لن نحول بين الناس والسنتهم /وايديهم/ ما لم يحولوا بيننا وسلطاننا)، فشهدت الاوضاع منذ العام 2000م حالة من الارتخاء عززتها اتفاقية السلام الشامل وتزايد وفورات النفط، حتي اطل الانفصال (الجنوب) في 2011م فدخلت البلاد في دوامة جديدة من الضوائق.
الان فان هذا المدعو البشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" يريد ان يعقد انتخابات جديدة ليحصل علي سنوات خمس اضافيات ، هذا البشير الذي هو في الحقيقة نذير شؤم وخراب علي السودان وشعبه ومؤسساته ان حصل علي تمديد سيقبر أي بارقة امل في فكاك او اصلاح او نهوض..
فالبشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" سبق و اضاع ثلاثة فرص مواتيه لإصلاح ما افسده بيديه:
الاولي؛ كانت في 1999م عندما حمَل الترابي كامل المسئولية عما حدث منذ الاستيلاء علي السلطة واتهمه بانه نازعه الحكم واعاق وشل قدرة جهاز الرئاسة علي العمل ، ثم بعد ذلك سار مسير لا يختلف عن ايام انسجامهما الخوالي .
والثانية؛ كانت عند توقيع اتفاق نيفاشا (السلام الشامل) وكانت تلك فرصة مواتية للتصالح مع الجميع (كل الفئات والقوميات والاحزاب السودانية)، لكنه آثر ان يقضي فترة الانتقال في منازعات مع شريك السلام (الحركة الشعبية الجنوبية) حتي اتي استحقاق الانتخابات والاستفتاء التي تقاسما فيها الارض والشعب،
الثالثة؛ كانت عندما تأزمت الاوضاع بعد انصرام عقد نيفاشا فدعي الناس في خطاب وثبته الشهير الي حوار، واطاح قبل ذلك بعدد من كبار معاونيه ممن يحسبون علي تيار التشدد والاخفاق وصقور عهد استبداده الثاني وبطانة فساد حكمه (طـه + نافع + آخرين)، ثم عاد بعدها ليسير ذات سيرته ويستبد بنفس اسلوبه،
ان السنوات التي تمر بها سلطة الانقاذ الان شبيهة بسنوات ما بعد المفاصلة وماقبل اتفاق نيفاشا (2000-2005م) وتلك سنوات فقدان بوصلة وضعف وانكشاف لخدعة المشروع الحضاري الاسلامي، وسنوات فساد بامتياز حتي انهم حين اقروا و وافقوا علي الانصياع للولايات المتحدة و (الغرب) والمجتمع الدولي وتقديم تنازلات تقضي باشراك الجنوبيين في الحكم وفصل الجنوب بعد ذلك فانهم كانوا قد اسموا تلك السنة (2005م) " الفين وخمشة" في اشارة الي نهبهم لمال الشعب نهب من لا يخشي عقاب انما فقط يخشي ان ينتهي المال قبل ان يأخذ منه نصيب الاسد!!
ان كانت عشرية الانقاذ الاولي قد انتهت بمفاصلة فإن حقبتها الثانية (2005-2013م) قد انتهت بانتفاضة شعبية عفوية ضارية "سبتمبر" ورغم ان الانقاذ الان تسعي لايجاد تحالفات تتقوي بها وتستثمر في الوقت مثلما استثمرت امال الناس في نيفاشا، وتسعي لإبرام تسويات جديدة، إلا ان فرص البشير " الذي ليس له من اسمه نصيب" ، " انما هو نذير شؤم وخراب علي السودان وشعبه" آخذة في التضاءل وغالبا ما تصل تلك الفرص لنقطة الصفر عقب الانتخابات المقبلة المزمع اجراءها في ابريل 2015م، فعقب تلك الانتخابات المزعومة مباشرة سيجد الشعب انه يسير في نفس الطريق وما من جديد الا الجديد الذي دونه بذل النفس والدم بقوة واتحاد لإقتلاع هذا الدكتاتور، وبالمقابل سيجد البشير "الذي ليس له من اسمه نصيب" انه امام تحديات قديمة متجددة وانه علي افلاسه السياسي القديم.
فالرجل الذي جاء الي السلطة مسنود بالعسكر وجه اولي ضرباته لمؤسستهم (الجيش) فاقعدها وفكك ساير الاجهزة الامنية حتي اضحي انحلالها ظاهر للعيان، وانتهي بان اسلم البلاد لمليشيات اجرامية،
والرجل الذي جاء مسنود من شيوخ الاسلاميين ومن دوائر سلفية وصوفية انتهي الي تسليم مصائر العباد الي حفنة من "فقهاء الحيض والنفاس" (حسب تصريح للترابي) فقهاء لا يمثلون الا انفسهم واهواءهم واطماعهم.
والرجل الذي ادعي سرا وعلانية انه يمثل جهة معينة (الشمال والوسط) انتهي به الحال الي وضع كل البلاد ومستقبلها نفسه فيد حفنة من الاقارب والاصهار من آل بيته غير الاطهار والمقربون من عصابات التهب.
فهل ثمة خير يرتجي من مثل هذا الرجل ؟!
تعليقات
إرسال تعليق