التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ملك وطابية ورخ !!

   الانقاذ هذا اللغز الذي بدأ محيرا للمراقبين والمهتمين وانتهي محيرا لمن حملوها في المهد ومن يحملونها الي اللحد!! لاتزال تواصل مسلسل المداراة والمراوغة الي اليوم.
   فهي لم تكن انقلاب عسكري وان تزيت بالزي الرسمي (الكاكي) في سنواتها الاولي، كما انها ليست حكم شيوخ الحركة الاسلامية مثلما بدت فيما بعد سنواتها الاولي حين ارتدت عباءة وجلباب الشيخ حسن حتي تنحية وسجنه في 1999م.
   كما انها ليست تحالف حفنة عسكر وايدلوجيين متشددين اصوليين ومدنيين مصلحيين (اصحاب مصالح) ورجال اعمال مثلما إعتقد (يان برونك) ممثل الامم المتحدة في السودان في تحليل شهير له نشر علي مدونته وتسبب في ثائرة السلطة في الخرطوم وادت الي طرده من الخرطوم، لأن تحليله قارب الحقيقة جداً، وظلاميي الخرطوم لا يحبون الحقيقة ولا من يقتربون منها.
  التطورات الاخيرة (اقالة طه ونافع والجاز) اثبتت ان البشير هو الحاكم الفعلي والمتحكم طيلة السنوات، وان ما دار وما يدور لم يكن صراع مراكز قوي وأجنحة داخل السلطة وانما صراع نفوذ محدود بهدف التقرب من رأس النظام ومصدر القوة والنفوذ فيه (البشير).
    علي أي حال تبقي الانقاذ نظاما هجين ومخلوق مشوه غير معلوم الاصل ولا السلالة والنسب، فهي ليست انقلاب عسكري صرف لأن المدنيين الثلاثمائة الذين شاركوا في عمليات تأمينه الاولي كانوا اكبر اثرا من العسكر انفسهم، فهذا اول انقلاب يشارك مدنيين في عمليته العسكرية، وهو ليس حكم حزب ايدولوجي لأنها ارتهنت منذ يومها الاول لضباط عسكريين لم يفرطوا في السلطة التي آلت اليهم بوضع اليد ونتهت في يد ملك عسكري (البشير) وطابية (بكري) ورخ (عبدالرحيم).
     تبقي نظاما بعيوب خلقية الي نهايته فهاهي تنتهي الي حكومة يرأسها ضابط من سلاح المظلات وينوب عنه ضابط من ذات السلاح بينما يتولي وزارة دفاعه فني طيران!!!.. فيما من المعلوم ان الحكومات الانقلابية العسكرية تراعي تشكيل القوات في اجهزة الحكم العليا ويراعي مختلف وحدات الجيش، كما معلوم ان سلاح المظليين الذي ينتسب اليه الرئيس ونائبه بالاضافة للطيران الذي يتحدر منه فني الصيانة وزير دفاعهم (كلها اسلحة اسناد أي ليست من أسلحة القتال الرئيسية- وتنحصر مهمتها في الاسناد فقط للقوات المقاتلة والملتحمة في العمليات ) فيما تبقي القوات البرية ذات الوجود الضاري علي الارض (مشاة- مدرعات-مدفعية..الخ) مستثناة ومبعدة عن الحكم العسكري (باسمها) .
      نظام بهذه الصفة هو فاقد ليس لمبررات الاستمرار السياسي بل وحتي مسوغات الاستمرار العسكرية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...