بمناسبة اللغط الذي يدور عن التغيير ومطلوباته، أود ان اقول ان هناك مطلوب واحد فقط هو (أن نعي الدرس) ..فهل وعينا الدرس حقاً؟؟ الاجابة علي هذا السؤال متروكة للقوي السياسية والمنظومات الحزبية وللجماهير من قبل...
الدرس هو،أولاً، لماذا تمكنت الجبهة الاسلامية/ الانقاذ من حكمنا ابتداءاً؟؟
وثانيا، لماذا استمرت طيلة هذه الحقب؟؟ ولماذا هي مستمرة؟؟
الجبهة الاسلامية/ الانقاذ حكمتنا ابتداءاً لأنها كانت افضل من سائر احزابنا.. كانت افضل تنظيماً وافضل اخلاقياً، فالجبهة /الانقاذ في ايامها الاولي لم تكن تعاني من المحاباة والمحسوبيات والانحيازات الجهوية والعرقية .. كان يكفي ان تكون (كوزاً) صادق الولاء للتنظيم لتنفتح امامك الابواب الموصدة، بينما كانت سائر احزابنا (ولا تزال) تعاني من تفشي المحسوبيات وتعشش فيها المحاباة ، اذ لايكفي ان تكون اتحادياً او حزب امة أو شيوعيا .. انما يجب تمت بصلة نسب او مصاهرة او صداقة حميمة للزعيم الفلاني او القيادي العلاني حتي تحصل علي امتياز علي اقرانك! ولا يهم حينها مدي ايمانك بفكر التنظيم او برنامجه.
واستمرت الانقاذ لأنها حتي بعد ان عصفت بها المحسوبيات والولاءات والانحيازات العرقية والعصبية والنسب، اصبحت مساوية لنا في السوء، ولن نتمكن من التغيير ما لم نتفوق عليها اخلاقياً ونضع اسس محاربة الفساد داخل منظوماتنا و احزابنا، وستستمر الانقاذ الي ان يحدث تغيير وثورات وانتفاضات داخل احزابنا ، ثورات تجبر قيادات الصفين الاول والثاني علي التنحي لأنها فشلت وعليها ان تفسح المجال والطريق لقيادات جديدة تتولي مهام التغيير، ولابد قبل ذلك ان تثق هذه القيادات الجديدة في نفسها وفي جيلها وان تؤمن بقدرها حتي تتمكن من اقناع الوجوه المألوفة (في الاحزاب المدنية -تقليدية وحداثوية- والحركات المسلحة والجهوية) بأن الأوان قد آن لتتنحي.
لنكن واضحين مع انفسنا ومع غيرنا، فمثلما ارتكبت الحكومة اخطاء في حق الوطن ، وبرغم انها كانت ناجحة جدا في معارضة نفسها وارتكبت مايزيد علي الف خطأ كل خطأ منها كان كفيل بان يطيح بها من ذلك و علي سبيل المثال ( الحلف الدولي المريب الذي اسسته مع المنظمات المارقة والارهابية ..والحلف مع ايران ..والخروج علي الموقف العربي والاسلامي الموحد من الاجتياح العراقي للكويت..والعسف الامني داخليا.. وتأجيج الحرب الاهلية .. ثم ابرام اتفاق نيفاشا الذي يمثل الطموح الاجنبي، لا الوطني، وانفاذه دون ادني اعتبار لأهمية وحدة اراضي السودان و وحدة شعبه.. وتدمير مؤسسات التعليم الوطنية.. ومؤسسات الصحة والخدمات المدنية ..واضعاف وتكسير المؤسسة العسكرية والامنية، والعبث بمبادئ قوميتها وحرفيتها وعدم تسيسها .. والفساد..والعبث بوحدة النسيج القومي المتمثل في حروب دارفور وج كردفان والنيل الازرق.. وتدمير مؤسسات الاقتصاد الوطني الزراعية والصناعية والمالية لصالح مشروع استخراج نفط الجنوب في وقت غير ملائم بالمره..الخ)
برغم كل تلك الاخطاء الا ان المعارضة كانت ناجحة بل وفعالة في مساعدة النظام الانقاذي علي البقاء وذلك بارتكابها سلسلة من الاخطاء لا تقل فداحة عن اخطاء النظام .. من ذلك ، وايضا علي سبيل المثال فقط ( ركون المعرضة للعمل العسكري عقب مؤتمر اسمرا واهمالها للعمل السياسي المدني تماما.. وادمانها للعمل من الخارج والذي يرهن ارادتها لأجندة اجنبية..وتشجيعها لتفريغ البلاد من المواطنيين عبر تشجيعها للهجرات واللجوء السياسي وغير السياسي ما افقد البلاد قسطا مهما من قواها الحية...وتخليها عن مهام قيادة المجتمع المدني الوطني وتوجيه الجماهير سياسيا واخلاقيا..وعدم تداركها لنمو ظاهرة انتشار الحركات الاقليمية والجهوية العسكرية وغير العسكرية والتي كان نموها علي حساب الحس الوطني القومي مع العلم ان بروز تلك الحركات كان دليلا علي فشل الاحزاب المعارضة بقدر ما كان دليلا علي فشل النظام.. وعدم ترددها في ابرام صفقات وتفاهمات واتفاقات ثنائية مع النظام...الخ).
فالتغيير له كشف حساب وله استحقاقات يجب ان تدفع ولن يحدث من تلقاء ذاته بل يجب علي الاقل ان تتصدي جهة ما (الصف الجديد من القيادات الحزبية الشابة مختلفة التفكير و طريقة العمل) لتقدم ضمانا بأنها علي استعداد لسداد فاتورة التغيير.
الدرس هو،أولاً، لماذا تمكنت الجبهة الاسلامية/ الانقاذ من حكمنا ابتداءاً؟؟
وثانيا، لماذا استمرت طيلة هذه الحقب؟؟ ولماذا هي مستمرة؟؟
الجبهة الاسلامية/ الانقاذ حكمتنا ابتداءاً لأنها كانت افضل من سائر احزابنا.. كانت افضل تنظيماً وافضل اخلاقياً، فالجبهة /الانقاذ في ايامها الاولي لم تكن تعاني من المحاباة والمحسوبيات والانحيازات الجهوية والعرقية .. كان يكفي ان تكون (كوزاً) صادق الولاء للتنظيم لتنفتح امامك الابواب الموصدة، بينما كانت سائر احزابنا (ولا تزال) تعاني من تفشي المحسوبيات وتعشش فيها المحاباة ، اذ لايكفي ان تكون اتحادياً او حزب امة أو شيوعيا .. انما يجب تمت بصلة نسب او مصاهرة او صداقة حميمة للزعيم الفلاني او القيادي العلاني حتي تحصل علي امتياز علي اقرانك! ولا يهم حينها مدي ايمانك بفكر التنظيم او برنامجه.
واستمرت الانقاذ لأنها حتي بعد ان عصفت بها المحسوبيات والولاءات والانحيازات العرقية والعصبية والنسب، اصبحت مساوية لنا في السوء، ولن نتمكن من التغيير ما لم نتفوق عليها اخلاقياً ونضع اسس محاربة الفساد داخل منظوماتنا و احزابنا، وستستمر الانقاذ الي ان يحدث تغيير وثورات وانتفاضات داخل احزابنا ، ثورات تجبر قيادات الصفين الاول والثاني علي التنحي لأنها فشلت وعليها ان تفسح المجال والطريق لقيادات جديدة تتولي مهام التغيير، ولابد قبل ذلك ان تثق هذه القيادات الجديدة في نفسها وفي جيلها وان تؤمن بقدرها حتي تتمكن من اقناع الوجوه المألوفة (في الاحزاب المدنية -تقليدية وحداثوية- والحركات المسلحة والجهوية) بأن الأوان قد آن لتتنحي.
لنكن واضحين مع انفسنا ومع غيرنا، فمثلما ارتكبت الحكومة اخطاء في حق الوطن ، وبرغم انها كانت ناجحة جدا في معارضة نفسها وارتكبت مايزيد علي الف خطأ كل خطأ منها كان كفيل بان يطيح بها من ذلك و علي سبيل المثال ( الحلف الدولي المريب الذي اسسته مع المنظمات المارقة والارهابية ..والحلف مع ايران ..والخروج علي الموقف العربي والاسلامي الموحد من الاجتياح العراقي للكويت..والعسف الامني داخليا.. وتأجيج الحرب الاهلية .. ثم ابرام اتفاق نيفاشا الذي يمثل الطموح الاجنبي، لا الوطني، وانفاذه دون ادني اعتبار لأهمية وحدة اراضي السودان و وحدة شعبه.. وتدمير مؤسسات التعليم الوطنية.. ومؤسسات الصحة والخدمات المدنية ..واضعاف وتكسير المؤسسة العسكرية والامنية، والعبث بمبادئ قوميتها وحرفيتها وعدم تسيسها .. والفساد..والعبث بوحدة النسيج القومي المتمثل في حروب دارفور وج كردفان والنيل الازرق.. وتدمير مؤسسات الاقتصاد الوطني الزراعية والصناعية والمالية لصالح مشروع استخراج نفط الجنوب في وقت غير ملائم بالمره..الخ)
برغم كل تلك الاخطاء الا ان المعارضة كانت ناجحة بل وفعالة في مساعدة النظام الانقاذي علي البقاء وذلك بارتكابها سلسلة من الاخطاء لا تقل فداحة عن اخطاء النظام .. من ذلك ، وايضا علي سبيل المثال فقط ( ركون المعرضة للعمل العسكري عقب مؤتمر اسمرا واهمالها للعمل السياسي المدني تماما.. وادمانها للعمل من الخارج والذي يرهن ارادتها لأجندة اجنبية..وتشجيعها لتفريغ البلاد من المواطنيين عبر تشجيعها للهجرات واللجوء السياسي وغير السياسي ما افقد البلاد قسطا مهما من قواها الحية...وتخليها عن مهام قيادة المجتمع المدني الوطني وتوجيه الجماهير سياسيا واخلاقيا..وعدم تداركها لنمو ظاهرة انتشار الحركات الاقليمية والجهوية العسكرية وغير العسكرية والتي كان نموها علي حساب الحس الوطني القومي مع العلم ان بروز تلك الحركات كان دليلا علي فشل الاحزاب المعارضة بقدر ما كان دليلا علي فشل النظام.. وعدم ترددها في ابرام صفقات وتفاهمات واتفاقات ثنائية مع النظام...الخ).
فالتغيير له كشف حساب وله استحقاقات يجب ان تدفع ولن يحدث من تلقاء ذاته بل يجب علي الاقل ان تتصدي جهة ما (الصف الجديد من القيادات الحزبية الشابة مختلفة التفكير و طريقة العمل) لتقدم ضمانا بأنها علي استعداد لسداد فاتورة التغيير.
تعليقات
إرسال تعليق