في حقبٍ سابقةٍ من التاريخ كانت بلاد المسلمين منقسمة دينياً الي قسمين كبيرين هما "شيعة" من جهة و"سنة" من الأخري ، ولم يكن الإنقسام بالحدة التي هي عليه الأن في غالب الاوقات ، فقد كان ينظر إليه ويفهم في سياق القول المأثور "الإختلاف رحمه من الله". وفي داخل المعسكرين كان هناك إختلاف اقل شأناً واهميةً ، ففي المعسكر الشيعي مدارس ومذاهب وفرق شتي وبالمقابل كان لأهل السنة مدارسهم ومذاهبهم وطرقهم وجماعاتهم التي يختلفون إليها ، وكانت كل جماعة تعمل علي مساعدة اتباعها علي فهم دينهم وتدبر أمور دنياهم وحياتهم ومعاشهم في ضوء ما يرونه الدين الحق والمذهب او الفرقة الناجية.. فكان هناك مالكية وأحناف وشافعية وحنابلة . وحتي داخل تلك العناوين الكبيرة كان هناك من يتشددون لهذا الفقيه من شراح المذهب دون غيره ومن يتعصبون لآخر؛ ومن تلك المذاهب كانت تتوالد مذاهب ومشارب دينية ومدارس لها فلسفات متمايزة بل وتتفرع علوم جديدة...الخ
كان كل ذلك يثري حياة المسلمين فقهياً وفكرياً وثقافياً وعلمياً وروحياً بالأساس ، لكن في محطات مظلمة من التاريخ برز ملوك ضاقوا بهذا الثراء وبالجدل الذي يحدثه ، كما برز علماء سوء سعوا لحسم الصراع الفكري لصالحهم عبر الإستقواء بجناب الخلفاء والامراء والسلاطين ،فكان ما كان من أمر إعدام بعض المتفكرين المتأملين من المتصوفة والمتكلمين ، وكن ما كان من أمر التضييق علي اتباع بعض الفقهاء وبعض المدارس.
ظل المشهد الإسلامي علي ذلك الحال قرون عددا انقسمت فيه البلدان سياسياًعلي خلفيات مذهبية ثم تبدل فيها حال المذاهب وبقي الانقسام السياسي .. وقد كان الإنقسام المذهبي خافت الصوت لإنحصاره في الغالب داخل الحوزات والمزارات وغيرها من دور التصوف والتعبد وأبنية المؤسسات الدينية ، لكن لاحقاً " وما نعاني آثاره وأفعاله حالياً " حدثت تبدلات وتحولات ؛ كان أبرز تلك التحولات ظهور وإستخراج البترول في جزيرة العرب وما تبع ذلك من طفرات نفطية كبيرة وتصادف معها ان تولت الشئون العامة في بلدان جزيرة العرب بيوتات وحكام ينتمون للمذهب الحنبلي ويتعصبون لأئمته انتهاءاً بالامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
لقد سعي ملوك وشيوخ بلدان الجزيرة والخليج الي نشر معتقدهم مستفيدين من الإمكانات الهائلة التي وفرتها لهم عوائد وفوائض النفط ، فجعلوا من إنتمائهم للمكان "الأراضي المقدسة" وللمعتقد الوهابي الحنبلي ومن مقدرتهم المادية ؛ جعلوا من كل ذلك مبرراً لنشر مذهبهم ومعتقدهم علي أنه "الإسلام الحقيقي من نبعه الصافي" .
وبفضل تلك الأموال تمكنوا من تطويع كل حركات الاصلاح أو التجديد الديني كما قاموا بابتداع وتأسيس تيارات دينية وسياسية في ذات الوقت وفي العديد من بلدان العالم الاسلامي من مراكش الي أندونيسيا .. لا إستثناء في ذلك لجماعة الأخوان المسلمين والحركة الاسلامية وجماعة أنصار السنة وباقي التيارات السلفية والجهادية بما في ذلك القاعدة.
إن "وهبنة" و"حنبلة" العالم الإسلامي ..(والعالم بأسره من بعد ذلك) لا يمثل تهديداً للمذاهب الاسلامية الأخري والمجتمعات الاسلامية المختلفة والعالم كله وحسب ؛ بل هو تهديد للإسلام نفسه لأنها تجرد الإسلام من ثرائه وتنوعه وغناه الفلسفي والفكري والحضاري.
كان كل ذلك يثري حياة المسلمين فقهياً وفكرياً وثقافياً وعلمياً وروحياً بالأساس ، لكن في محطات مظلمة من التاريخ برز ملوك ضاقوا بهذا الثراء وبالجدل الذي يحدثه ، كما برز علماء سوء سعوا لحسم الصراع الفكري لصالحهم عبر الإستقواء بجناب الخلفاء والامراء والسلاطين ،فكان ما كان من أمر إعدام بعض المتفكرين المتأملين من المتصوفة والمتكلمين ، وكن ما كان من أمر التضييق علي اتباع بعض الفقهاء وبعض المدارس.
ظل المشهد الإسلامي علي ذلك الحال قرون عددا انقسمت فيه البلدان سياسياًعلي خلفيات مذهبية ثم تبدل فيها حال المذاهب وبقي الانقسام السياسي .. وقد كان الإنقسام المذهبي خافت الصوت لإنحصاره في الغالب داخل الحوزات والمزارات وغيرها من دور التصوف والتعبد وأبنية المؤسسات الدينية ، لكن لاحقاً " وما نعاني آثاره وأفعاله حالياً " حدثت تبدلات وتحولات ؛ كان أبرز تلك التحولات ظهور وإستخراج البترول في جزيرة العرب وما تبع ذلك من طفرات نفطية كبيرة وتصادف معها ان تولت الشئون العامة في بلدان جزيرة العرب بيوتات وحكام ينتمون للمذهب الحنبلي ويتعصبون لأئمته انتهاءاً بالامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
لقد سعي ملوك وشيوخ بلدان الجزيرة والخليج الي نشر معتقدهم مستفيدين من الإمكانات الهائلة التي وفرتها لهم عوائد وفوائض النفط ، فجعلوا من إنتمائهم للمكان "الأراضي المقدسة" وللمعتقد الوهابي الحنبلي ومن مقدرتهم المادية ؛ جعلوا من كل ذلك مبرراً لنشر مذهبهم ومعتقدهم علي أنه "الإسلام الحقيقي من نبعه الصافي" .
وبفضل تلك الأموال تمكنوا من تطويع كل حركات الاصلاح أو التجديد الديني كما قاموا بابتداع وتأسيس تيارات دينية وسياسية في ذات الوقت وفي العديد من بلدان العالم الاسلامي من مراكش الي أندونيسيا .. لا إستثناء في ذلك لجماعة الأخوان المسلمين والحركة الاسلامية وجماعة أنصار السنة وباقي التيارات السلفية والجهادية بما في ذلك القاعدة.
إن "وهبنة" و"حنبلة" العالم الإسلامي ..(والعالم بأسره من بعد ذلك) لا يمثل تهديداً للمذاهب الاسلامية الأخري والمجتمعات الاسلامية المختلفة والعالم كله وحسب ؛ بل هو تهديد للإسلام نفسه لأنها تجرد الإسلام من ثرائه وتنوعه وغناه الفلسفي والفكري والحضاري.
ان عملية "وهبنة" "حنبلة" العالم الاسلامي يتطلب من مفكري ومثقفي وسياسي أنظمة المجتمعات الاسلامية (بما في ذلك مثقفي البلدان التي يسود فيها المذهب الحنبلي الوهابي) لأن يتصدوا لذلك التوجه بحزم لمنع خطره .
تعليقات
إرسال تعليق