حكومة مبادئ 'الحلو' فوق الدستورية، و علمانيته، و حكم رجال الهامش .. هل تحدث أي اختراق من أي نوع ؟؟
البعض يزعم ان هدف حكومة تحالف تأسيس هو تحقيق السلام و آخرون (بينهم او علي رأسهم الدكتور نصر الدين عبدالباري وزير عدل حكومة حمدوك) يزعمون ان هدفها هو تقديم الخدمات المدنية الضرورية لمواطنين عزلتهم سلطة الانقلاب (حكومة كامل ادريس) من تعليم و صحة و وثائق ثبوتية (سفر) و معاملات بنكية .. الخ
فماذا بمقدور تأسيس ان تفعل للسلام؟؟ خلاف السلام بمزيد من الحرب؟
و ماذا بمقدورها ان تقدم من خدمة للمواطن في مناطق سيطرتها؟؟ هل ستشغل المستشفيات و المدارس و الاسواق و الكهرباء و المياه و البنوك و تعيد تشغيل قطاعات الزراعة و الثروة الحيوانية و التصنيع ووو ؟
هناك شك كبير، ليس الشك بسبب التقليل من مقدرة كوادر تأسيس من اهل دارفور و كردفان في ادارة دولة تأسيس و سودان ما بعد ٥٦ .. انما بسبب منطلقات قيادات تأسيس.. و هي منطلقات لا تختلف عن تلك التي كانت لدي من تولوا ادارة الشان العام في السودان الكبير منذ ٥٦ ذاتها و قبل انفصال الجنوب..
حكومة تأسيس تقوم علي مبادئ الحلو (فوق الدستورية) .. و ما ادراك ما منطلقات الحلو (فوق الدستورية) ؟؟
بصراحة انا لم استوعب قط مصطلح (فوق دستورية) هذا مطلقاً ماهي هذه المبادئ و كيف تفرض و ما هي الجهة التي توفر ضمانات تنفيذها؟ هل هي المحكمة فوق الدستورية؟ ام المجلس الرئاسي؟ و هل مجلس دقلو-الحلو فوق دستوري؟
قد يقال ان العلمانية من تلك المبادئ! فما الذي يمنع العلمانية من ان تكون دستورية؟ او 'تحت دستورية'؟
ثم هل العلمانية تضمن نهضة و استقرار؟؟ معظم دول العالم علمانية هل تعيش في سلام؟ سوريا (كانت) علمانية و انتهت الي ما هي عليه، و لبنان علمانية و تعاني انقسام و تدهور! اريتريا علمانية و تعيش واقع مظلم! اثيوبيا علمانية و تشهد اضطراب من فترة لأخري! يوغندا علمانية و تعيش دكتاتورية لا احد يعلم متي تنفجر! تشاد علمانية و تعيش اضطراب .. جنوب السودان 'المنفصل' علماني و يشهد اضطراب !!
العلمانية لا تضمن شئ محدد..
الاعتقاد بأن وضع العلمانية 'فوق الدستور' ضمانة 'للسعادة الوطنية' هو ما يجعلنا نتخوف من فشل قريب..
اما خطاب الهامش فأمره عجب؟ الهامش الذي قاتل باسمه مناوي و جبريل و معهم محمد جلال هاشم زمناً هاهم ينضمون بكل قوتهم للدفاع عن (المركز) بحجة الدفاع عن الدولة و مؤسساتها (كأنما تملك مؤسسات؟) بينما الحلو و (ابكر ادم اسماعيل) يقاتلون في صف حميدتي الذي كان يد المركز الثقيل و ذراعه الطويلة حتي وقت قريب - ابريل ٢٠٢٣م !!!
سمعنا كثيراً من يردد مقولة جون قرنق (السؤال الذي نريد الاجابة عليه هو كيف يحكم السودان؟ لا من يحكمه؟) فهل تملك تأسيس اجابة مختلفة لسؤال الكيف ذاك؟
حتي الأن لا يبدو هناك اي بادرة لاجابة؛ فبينما يحكم بورتسودان الرجل الذي يملك مفاتيح القوة (القائد العام) متحالفاً مع مليشيا المشتركة و كيكل و براؤون فان من يحكم نيالا رجلان يملكان مفاتيح القوة المناوئة (دقلو و الحلو) فاحدهم قائد قوات الدعم السريع و الثاني قائد الجيش الشعبي لتحرير للسودان شمال، كما يحرص البرهان علي الامساك بقيادة الجيش الي جانب المجلس السيادي فان دقلو و الحلو يحرصان علي الامساك بقيادة جيشي تأسيس.. متي يصبح لحكومة أمل جيش واحد تندمج فيه كل المليشيا و يأتمر قائده العام بأمر رئيس الحكومة؟ و متي يكون لتأسيس جيش واحد يأتمر بأمر رئيس وزراء تأسيس؟ لا أحد يعرف ! لا أحد يريد ! لا كامل ادريس و لا التعايشي!!
و كما تسير حكومة برنامج الامل بلا برلمان (علي سنة قحت) فان حكومة تأسيس كذلك تمضي بلا برلمان و المنطق يقول ان تشكيل البرلمان يسبق تشكيل الحكومات و الرئاسات!
ان حظوظ حكومة تأسيس و فرص نجاحها لا تختلف عن حظوظ و فرص نجاح حكومة أمل رغم ان الاخيرة تحظي بقبول أمر واقع دولي أكبر بحكم انها وريثة حكم ٥٦ بينما حكومة تأسيس لم تحظي بعد باي اعتراف معلن.. و هذا تحدي اضافي.
تعليقات
إرسال تعليق