عن رثاء اتيم قرنق للطيب مصطفي ،،،، قلة الذين رثوا الطيب مصطفي "سامحه الله"، اغلبهم اخوانه في الضلال الوطني و الديني، فطي صفحة الرجل دون مزيد من الانتقاص و النقد اللاذع يعني لهم احتمال عودة للحياة "السياسية" و للسلطة.. لكن ما كان مدهشاً هو رثاء احد قادة الحركة الشعبية "لتحرير جنوب السودان" نائب رئيس البرلمان السوداني السابق أتيم قرنق.. و ليس المدهش هو ان يذرف الرجل دمعاً سياسياً سخيناً في وداع عدو الأمس "فالسياسة ليس فيها عداءات مبدئية انما في قمة الخلافات ثمة مصالح و تفاهمات و عقود تبرم تحت الطاولات" المدهش هو أنه و في سياق رثاء و تعديد خصال الراحل و مآثره كال أتيم السباب لجملة الأحياء و الأموات من السودانيين! اذ قال ان الطيب افصح و عبر عما يكنه كل الشماليين ولكن يعجزون عن التصريح به، فالراحل مقدام و شجاع بنظر "اتيم"! لم يشرح "أتيم" ما الذي يمنع الناس عن التعبير عما يعتقدونه، كما لم يوضح كيف عرف ما في نفوس الناس و ضمائرهم و متي فتش نواياهم! ان "أتيم" في رثاءه للطيب انما يرثي حليف مهم، قد لا يعلم الكثيرون لكن أتيم قرن...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.