التخطي إلى المحتوى الرئيسي

انتخابات التحلل

  في التراث الشعبي السوداني حكاية تقول ان أحد مكوك (ملوك) تقلي واسمه (تيرا) كانت له ابنة جميلة التقاطيع، فأراد ان يستأثر بها لنفسه ويتزوجها؛ فبعث في طلب الفقرا (الشيوخ) كي يجدوا له فتوي (تحلل) له عقد هذه الزيجة، ومن يرفض منهم او يعترض فان نصيبه ضرب العنق، هرب الفقرا من وجه رسل الـ (مك) ، وعندما وصلوا الي الفقير فرح ود تكتوك بسنار قال لهم ان لديه مخرج من هذه المعضلة ويمكن عبرها للـ (المك) ان يتزوج من إبنته بشرط ان تكون صيغة عقد الزواج علي هذا النحو : (( تيرا العويرا زوجناك بنتك الكبيرة علي سنة البغال والحميرا )) ..
     الان وعلي ذات خطوات تيرا يسعي البشير الي عقد انتخابات تحلل وتشرعن وجوده وتكمل سنوات حكمه ثلاثين سنة بالتمام أو تزيد ، لكننا للأسف لم نجد فقيرا في حكمة ود تكتوك بل وجدنا رجال ونساء بلهاء كالاصم الذي لو علم الله فيه خير لأسمعه وفاطمه وبدرية و الاثني عشر رجل الاخرين الذين يزفون البشير في سيرته الي كرسي السلطة..
   ايها الناس، ان الانقاذ بدأت انقلاب عسكري ، استمرت انقلابا وستستمر حتي سقوطها الوشيك انقلابا عسكريا ولا يمكن مهما اجتهد الـ (فقرا) كي يشرعنوا وجودها و يحللوا اغتصابها للسلطة واستبدادها ان تتحول الي سلطة شرعية، فهي لن تفرز قيادة شرعية ولن تأتي بـ (القوي الامين) الذي صدعوا رأسنا به، بل ستأتي بكل لص متحلل، وكل قاتل هارب من وجه عدالة الوطن والعدالة الدولية ويظن انه سينجو من عدل السماء كذلك!
  ان للبشير الحق في الحكم لكن فقط وفق الصيغة التالية : ( البشير العوير نصبناك وانتخبناك رئيسا مدي الحياة علي سنة المستبدين الطغاة).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...