العدالة ليست مادة و موضوع للمزايدة و التسيس، و دماء و ارواح الشهداء ليست مادة للابتزاز الرخيص،،، العاجز هو من يريد للعدالة ان تنتقم له و إن يتشفي و يثأر بالقانون! العدالة ليست معنية بان تنتقم لأحد او تثأر له.. لا أقول لا تسألوا عن القصاص لشهداء ديسمبر-ابريل و شهداء الاعتصام انما علينا ان نفهم ان القصاص و العدالة تتطلب بناء مؤسسات عدل و انفاذ قانون اولاً، فالعدالة لن تتحقق بوجود مؤسسات ضعيفة، و المؤسسات الضعيفة لن تحول دون وقوع انتهاكات جسيمة في المستقبل كتلك الفظيعة التي ارتكبت في الماضي.. كما ان العدالة لا تتجزأ، و هي مطلوبة لكل ضحايا فشل الدولة السودانية .. مطلوبة لضحايا حرب الجنوب و انتهاكات دارفور و المناطق الثلاث و لاحداث كجبار و امري و بورتسودان و لكل ضحايا التعذيب في بيوت الاشباح.. بناء مؤسسات العدالة ليس عملاً سهلاً بحيث نقول اننا اتينا بحكومة الثورة و علي حكومة الثورة ان تكون ك(جني خاتم سليمان) نحن نأمره و هو يقول "شبيك لبيك"! بناء دولة حكم القانون يقتضي صبر و مثابرة و دربة و دراية و يستلزم كذلك العمل علي غرس ثقافة حكم القانون عميقاً في وجدان الشعب باكمله بالتوازي...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.