في مثل حالة الأنظمة التي كنظام عمر البشير فان تتبع ما يدور في جهازه الأمني والمخابراتي يكون مهما للغاية لأن دور هذه الأجهزة لا ينحصر في تقصي وتحليل المعلومات ولا حتي في قمع المعارضين انما هو آخذ في التحول من جهاز اسناد الحكم الي جهاز حاكم! أي من جهاز ذو دور ثانوي الي صاحب دور اساسي بل ورئيسي! علي ضوء ما تقدم، يكون للاجراءات التي وقعت مؤخرا اهمية كبيرة 'اعادة تعيين المدير السابق صلاح عبدالله - قوش واقالة المدير محمد عطا وطاقمه باكمله بما فيه مدير فرع الأمن السياسي واشهر ضباط الجهاز والذي اتضح الأن انه لم يكن يخدم النظام وحسب انما نفسه ايضا اذ بني امبراطورية مالية ضخمة خاصة؛ عبدالغفار الشريف'. تلك الاجراءات تكتسب اهمية كبري لأنها مؤشر مهم لفهم ما يدور في اروقة نظام البشير. اعادة صلاح عبدالله 'قوش' الي المنصب الذي اطيح منه ثم من وظيفة مستشار الأمن القومي التي استحدثت لأجله في تتابع درامي للاحداث قبل ان يتم اعتقاله لشهور بتهم التحضير لقلب نظام الحكم، حدث لا يمكن العبور فوقه، اذ كما تقدم فان جهاز الأمن اضحي ومنذ فشل المشروع السياسي لما يسمي المؤتمر الوطني والحركة ا...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.