التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل نحن أمة نرجسية

هل أصبحنا أمة نرجسية؟؟ من اينا كتسبا هذا الطبع الغريب؟؟
كلنا نعتقد اننا نستحق حياة مريحة،سهلة،ميسرة... دون ان نعمل لذلك، أو ندفع ثمن لذلك! كلنا نشتكي مر الشكوي من بؤس الحال هنا وكأننا سقطنا من كوكب آخر وليس لنا اي اسهام في ذلك البؤس "المفروض علينا؟"كلنا نخطط للسفر الي الغرب او الشرق بحثا عن تلك الراحة، لكن ولأننا جبلنا علي حياة الشقاء والمشقة فمهما طالت غيبتنا في بلاد الهجرة او الاغتراب فاننا نعود! نعود وكأنك يازيد ما غزيت! نعود كما ذهبنا .. نترك كل القيم التي تشربناها والتزمنا بها هناك (قيم تقديس العمل، الانضباط، النظام.....الخ)، ونعود لإرداء جلباب الفوضي والسبهللية من سلم الطائرة، ومن عتبات صالة الوصول!!!.
 بصريح القول لن نتقدم ما لم نتخلي عن ثقافة الحلول الفردية فالهجرة والاغتراب (الهروب) حل فردي قد يساعد علي تحسين الدخل لكن لن يغير شيئا في الحياة العامة،علي العكس غالبا ما يجلب سلوكيات وممارسات تفاقم الازمات.. وهل ما نعانيه اليوم الا ثمرة لحقبة الاغتراب في دويلات النفط والعقال والخمار والعباءة؟ ولثقافتها التي طغت علي ثقافتنا وسلوكياتها التي هدمت قيمنا الاصيلة والمكتسبة؟ تخلينا عن حداثتنا وتقدميتنا التي كنا نفخر ونباهي ونتفوق بها علي من نخدمهم من العربان، وذلك في مقابل حفنات من الريالات والدراهم!!
  الامم العظيمة لم تبني مجدها الا بتضحيات جسام وباجتهاد ذهني وبدني جبار، وتنازلات عن قيم بالية وسمو بقيم اجتماعية وروحية خيرة، فلا يظنن احد ان الطريق الي السمو النهضة طريق سهل!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...