التخطي إلى المحتوى الرئيسي

باب التعقيب والرد علي اباطيل البطل / نوبة الجبال ومن في حكمهم : لحم السودان الحي

                                    
"1"
كتابات الاستاذ البطل تذكرني بأدب الشعراء والكتاب العرب  الاقدمين الذين متي ما نهاهم السلطان عن ان يصدعوا بالحق انتهوا ؛ لكن البطل زاد عليهم بأن انتهي ولكن لم يحترم عقل قرائه ونفسه ويسكت بل طفق يخلط الحق بالباطل ، ويتجنب الحق خشية واتقاء وانصياعاً للرقابة القبلية والذاتية والبعدية، اما من ليس لهم سلطة ينهون بها البطل (معارضة وتجمع ووحركات مسلحة او مسالمة وجماعات عرقية....الخ) فقد اطلق فيهم و عليهم لسان قلمه يسومهم سوء عذابه والواناً من تهكماته و سخرياته......
"2"
وفي بابه المسمي (غربا باتجاه الشرق) بصحيفة الاحداث نشر الاستاذ البطل اراءاً تحت عنوان "نوبة الجبال : نضال السخرة والموت بالمجان" بتاريخ الاربعاء الموافق 29 يونيو 2011م...تضمن ضرباً عجيباً من التخليط والتحامل ليس علي النوبة وحدهم ؛وإنما علي فئات شعبية وغيرشعبية عدة ،ولا تقف تطاولات البطل علي تلك الفئات وانما ان تأملنا مألات اقواله سنكتشف انها تضر في نهاياتها بمستقبل الامة والدولة السودانية وتساهم وتتكامل مع السياسات الفئة الانقاذية وتصب معها في خانة الفت من عضد القوي الشعبية ، والدفع بالجميع في اتجاه تفكيك بني الامة السودانية وصولاً الي حالة لا تقل سوءاً عن الحالة الصومالية ....ويأتي مقالنا هذا في مقام الرد والتعقيب علي اباطيل البطل هذة ؛ التي تناولت مأساة النوبة الذين تبددت تطلعاتهم الشرعية في السلام والاستقرار نتيجة لتفرقهم ايدي سباء خلف مسيرات المؤتمر الوطني القاصدة ..... !!!!!!  ومسيرة الحركة الشعبية القاصدة نحو الانفصال وتقسيم تراب الوطن وشعبه. ونشير الي من اسماهم البطل نوبة الجبال تمييزا لهم عن نوبة الشمال نسباً الي النوبة بـ"النوباوين" تمييزا عن النوبيين.
"3"
بدأ البطل مقاله بما يشبه التبرير الذي يخوله المضي خلف افتراضاته واباطيله من دون تدقيق ومن دون تأنيب ضمير ان مست إفتراءاته اي شخص اوفئة ممن ورد اسمهم او رسمهم أو صفتهم بين سطوره ،وذلك بقوله ( غير انه مما يمض في النفس ويدمي الفؤاد، أن البحث الخالص لوجه الله والسودان والتقصي المستقصد للحقيقة والمتلمس لجذور الكارثة ....اضحي من أخوات الغول والعنقاء واقرب الي المستحيل ودونه خرط القتاد! ....الخ) ، ولنضرب صفحاً هنا عن تلبيس البطل  علي لحقائق والوقائع الاولية المعلومة بفضل تكنولوجيا المعلومات من فضائيات ومواقع تواصل علي الانترنت ..الخ ومحاولته صرف الانظار عنها  (لو صح ان الافاً من الابرياْ من ابناء نوبة الجبال تتلقفهم المنايا – في يومنا هذا – دون اصطفاء..الخ) انتهي الاقتباس من مقال البطل المشار اليه ؛ نضرب صفحاً عنها مراعاة لنفسه (الممضوضة) وفؤاده (الدامي)...ونتجاوز كذلك عن محاولته العاثرة لتحميل ضعف القوي الوطنية المعارضة أكثر مما يحتمل بجعله ذلك الضعف مبررا لإعمال سيف كلماته في ما تبقي من جسد كليل .
”4"
نتجاوز عن كل ذلك ؛ وعن الصور شديدة السوداوية ولا تخلو من غرض والتي رسمها البطل لحال النوباويين في صفوف الجيش الشعبي والحركة الشعبية والتي وصفها بابشع النعوت والاوصاف (استغلال ،وسخرة ، وقنانة ، وانتهاكات لحق الحياة لبعض الجنود والقادة ، واستخدام نسائهم سراري وإماء للمتعة الجنسية!!!) . ونقول ان النوباويون وقفوا موقفهم ذاك ؛دعماً لكفاح الفئات الشعبية السودانية (والحركة الشعبية وجيشها كانا في ذاك الوقت جزء من النسيج الاجتماعي والسياسي الوطني) ولايملك أي شخص – الأن -  أياً كانت صفته او انتمائه السياسي والجهوي او العرقي سلطة محاكمتهم أخلاقياً ولومهم او عتابهم علي ذلك الموقف ، فقد فعلوا ما فعلوا مدفوعين بالتزام وطني سامي نابع عن ضمير شعبي نابع بدوره عن موقع ثقافي ترتب عن مركزهم الجغرافي (بين الشمال والجنوب) والتاريخي ؛ وكل ما ذكرناه جعل النوباويين (ويدخل في حكمهم الفونج وباقي سكان النيل الازرق وكل المناطق التداخل بين شمال السودان وجنوبه الي اقاصي غرب دارفور) يحملون عبء لعب دور تاريخي محدد بوصفهم اللحم والعصب الحي الذي يجمع اطراف هذا الوطن المتباعد ويقرب بين تناقضاته واختلافاته التي بدت لأصحاب المصالح الاجنبية ذوو النوايا التقسيمية اختلافات ترقي لمستوي اسداء النصح ببتر السودان الي جزئين عربي اسلامي شمالا وأفريقي زنجي الديانات ومسيحي في الجنوب!!  ، بل وبدت كذلك لوطنيين سودانيين في الجنوب والشمال !!!!!.
"5"
عليه فان كل ما حدث ويحدث في السودان من  حماقات وتفاهات يرتكبها الساسة القدامي منهم والجدد ، وما يروج له من تفسيرات ساذجة وتبسيطية ومخلة ومن نظريات لا تقوي علي الوقوف في وجه النظر أو اعادة النظر بعقلانية  ، كل ذلك لا يمكن ان يتحمل النوباويين مسئوليته (مثلما لايمكن تحميل شعب دارفور مثلا مسئولية كل ما أقدم وما يقدم عليه خليل او عبدالواحد او مناوي او غيرهم ).. فما يحدث علي مسرح السياسة السودانية يتحمل مسئوليته الجميع وبنسب تتفاوت بحسب ما يحوزه كل شخص من معارف وسلطات مادية اومعنوية ومسئوليات  قانونية او اخلاقية ، لذا فمسئولية الحاكم في الخرطوم ليست مساوية لمسئولية قائد جماعة متمردة في غابات الجنوب او سهول و وديان دارفور او جبال جنوب كردفان ؛ لأن الحاكم "دري او لم يدري " مسئول عن حقوق وراحة الجميع بما في ذلك القادة المتمردين، اما اذا اختار التواضع ومن ثم التصرف بذات عقليات الخارجين علي سلطته فهنا يكون مكمن الخلل الذي تلج خلاله باقي الكوارث والمضاعفات.تصبح حالة الوطن يمكن توصيفها ببساطة بأنها صورة لمتمرد يقاتل متمردين .
"6"
ان تجاهل "العقيد قرنق" قائد الحركة الشعبية او جهله ابان مفاوضات السلام لمركز حلفائه النوباويين وموقفهم حال انقسام السودان الي جنوبي وشمالي ، لا يجوز استغلاله كنغيصة وسبب للإنتقاص من الدور الذي اطلعوا به في المراحل السابقة او الدور الذي قد يطلعوا به لاحقاً (مثلما ان تجاهل المؤتمر الوطني لذلك المركز ومحاولة تدجينه للنوباويين بعد تصويرهم وكأن ولي أمرهم - الجنوب وحركته الشعبية -  قد خذلهم وتخلي عنهم ، وبالتالي يحق له ان يفعل بهم ما يشاء لا يعني ان علي النوباويين يستسلموا له !!!!) ، فغياب حقيقة ان هذا الوطن وطن واحد "خلقه الله في رحم التاريخ واحداً وينبغي ان ينبغي ان يظل كذلك" عن اذهان قيادات جوبا والخرطوم لايجب تقع تبعتها علي النوباويين ومن في حكمهم ،فهذة القبائل تلتقي في جينات اهلها وفي وعيهم خلاصة خصائص مكونات الانسان السوداني جنوبيه وشماليه ، وكونهم انضموا لهذا التيار او ذاك ليس بسبة او عار يلحق بهم ، هم تبعوا ما أملاه عليهم ضميرهم وما ساقهم اليه وعيهم الصحيح بقضاياهم وبالظلم الذي لحق بهم وخصهم ؛ وذاك الذي لحق بعموم أهل السودان ،لذا انحازوا لهؤلاء أو لاؤلئك لأن هناك الكثير الذي يجمعهم به عدا الظلم (الانتماء لوطن واحد،والانحدار من عرق متجانس ان لم نقل واحد،اضافة للاستعداد للتعايش بناء علي الاحترام المتبادل ) .
"7"
ثم ان المشورة الشعبية التي اتخذها (البطل) مدخلاً للسخرية من نضال النوباويين ومن في حكمهم ، لاتمس من قدرهم اوتنقصه في شئ ، فالمشورة الشعبية سواء اقترحتها الوزيرة النرويجية السابقة (هيلدا جونسون) او غيرها ، قد قبلتها حكومة السودان مثلما قبلتها الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وحيث انه فات علي الحكومة بجيش وزراءها واستراتيجيها وخبراءها مثلما فات علي قادة الحركة ان مثل هذا الاقتراح لا يلبي المطلوبات الاساسية لهذة القوميات ؛ فكيف بالنوباويين ؛ وهم بطبيعة الحال لا يملكون أي من امكانات ومؤهلات الدولة والحركة الشعبية!!!!، وقد قبلوا بها لأن مركزهم التاريخي والجغرافي و وضعهم الثقافي الحضاري أعدهم لأن يكونوا دائما مركز للالتقاء بين الشمال والجنوب وليس محطة للفرقة والاختلاف ، وقبلوا بها أيضاً لأنهم احسنوا الظن بالقيادة الجديدة للدولة التي افرزها اتفاق السلام والاجواء التوافقية التي واكبته .وما أدراهم بان الخرطوم وجوبا ستفشلان في قيادة سفينة الوطن الي بر الامان ؟ وانهما سيقضيا سنوات الانتقال في خلافات وتشاكس ؟ تشاكس لا يراعي موقفهم الحساس فقط ، بل ولا يرعي مصلحة أحد علي الاطلاق!!!
وان ظن البعض في الخرطوم الان انهم عقب التاسع من يوليو 2011م سيتخلصون من اعباء ظلت علي عاتقهم (منذ الاستقلال ؟لماذا منذ الاستقلال فقط والسودان وطن واحد علي الاقل منذ ان ضم الزبير باشا رحمة بحر الغزال وضم النمساوي امين باشا الاستوائية للسودان التركي ؟؟؟) وسيكون السودان الشمالي افضل حالا لكونه سيصبح اكثر تجانسا قوميا !!، وظن اخرون في جوبا ان مشاكلهم كلها يمكن التخلص منها بمجرد الابتعاد والانفصال عن القسم العربي والمسلم من الوطن (مع العلم بان ما حركهم في الاساس كان قضايا مطلبية بحته وذلك قبل ان يستقل السودان وقبل ان تتبلور توجهاته الحضارية!!).واعتبر الطرفان ان قضية النوباويين ومن في حكمهم هي قضايا هامشية لا ينبغي ان يشغلوا بالهم بها ، أو ان يتركوها للظروف والايام لتتولي حلحلتها . فإن هذا خطاء بائن وسيستبين الطرفان طال الزمن او قصر ان تصوراتهم كانت قاصرة وان افكارهم ولدت ميتة ورؤاهم عمياء ، وسيستبين الجميع ان النوباويين هم نخاع هذا الشعب ، ان صح صحت سائر اموره ، و إن لا فلا . 
كما سيكتشف الطرفان والوسطاء الذين سهلوا التوصل لصيغة "نيفاشا" وهيلدا جونسون (صاحبة مقترح المشورة / بحسب البطل) ان هذا الابتكار وان جرب وصلح في مناطق أخري من العالم فانه لايصلح لهذا البلد لأنه نسيج مختلف متفرد .
"8"
ان محاولة البطل تنصيب نفسه استاذا يملي علي الاخرين ما ينبغي عليهم ان يفعلوه لتحقيق مطالبهم السياسية لهي محاولات خائبة وفاشلة بامتياز لا  لشئ  إلا لأن البطل غير متمكن من مادة السياسة ومبادئها ، وليس له مبدأ او اطروحة اشتهرت عنه او عرف بها ، وانما هو أقرب الي كونه سمسار مواقف يروج ما بين يديه اليوم اما الغد فأمره مختلف. لذا لا يقبل منه نصحه للنوباويين عدم حمل السلاح لمجرد انهم حملوه من قبل ولم يجنوا شئاً وانما فاز غيرهم بكل الغنائم ، ولو كان زعم بأنه ضد مبدأ حمل السلاح من الاساس وضد استخدام العنف خدمة لأجندة سياسية ومع الحوار والكفاح السلمي لكنا غبطناه علي ذلك ، لكنه يسوق مبررات سمجة دبجها في جمل بلاغية ، وحشد لها من نماذج القصص الذاتية للبعض "والتي ان صحت لا تدفع المرء الا الي التعاطف معهم وربما السعي لإنصافهم ليس إلا" معمماً لها بشكل مخل ، و وصل به التدليس والتلبيس الي درجة التشكيك في صحة انتساب والدة الحلو للنوبة ومستشهداً في ذلك باهل النسابة والقيافة !!!!!!.(الذين زعموا ان والدته ليست من أهل الجبال وانما نشأت وترعرت هناك واتقنت اللغة المحلية ...) انتهي الاقتباس من مقال البطل ، والبطل بحكم اقامته في أوروبا يعلم  قبل غيره ان اقامة الشخص في اي مكان لسنوات معدودات يؤهل ذلك الشخص للانتساب للمكان (وربما حصل البطل علي شرف المواطنة في الغرب بهذا المنطق) اما اجادته للغة اهل المكان فتلك من مطلوبات الاندماج التي لا يقدر عليها الا اولوا العزم .
"9"
 يقول (بطلنا) في مقاله المشار اليه ( كان اتفاق الترتيبات الامنية واضحاً تماماً ،.......،ومؤداه ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان سيعاد انتشارها جنوباً الي ما وراء حدود 1956/ ....) انتهي الاقتباس، ونسأل البطل : ان كانت الترتيبات واضحة والمؤتمر الوطني والحركة الشعبية يعرفان التزاماتهما ، فلماذا لم يتم التنفيذ ؟؟؟ وهل هناك وجود لجيش يسمي "الجيش الذي يأتم بأمر الحلو"؟؟؟ وهل هناك ذكر له في اتفاق الترتيبات الامنية الذي لم يترك شاردة سلاح او واردته الا احصاها؟؟ واي منطق هذا الذي يجعل كلام الناطق الرسمي  باسم الجيش الشعبي سليم ومنطقي ومقنع للبطل ؟؟ ام هناك وجود لجنود من النوبة في الجيشين ولدي قومهم مطالب مشروعة ينبغي ان تخاطب وتلبي ؟!!!
ونزيد البطل من الشعر بيتاً واحداً ونقول : ان ارسال خطابات للموظفيين الحكوميين الذين اتت بهم اتفاقية نيفاشا لتبليغهم مايفيد ان اوضاعهم سيتم توفيقها بموجبه هو امر مبرر أما ارسال الخطابات لموظفيين كانوا يعملون في الحكومة القومية او في الادارات الحكومية الاخري في الشمال قبل الاتفاق هو تجاوز وتزيد وعسف من عسف الانقاذ المعلوم والذي ينبغي ايقافه فوراً او سيكون له تداعياته .
"10"
أجدني في حل  من  القول بأنني لا أسعي بقولي ومقالي هذا الي الدفاع عن النوباويين أو عن الحلو او الحركة الشعبية فالأولين أقدر علي الدفاع عن انفسهم ومطالبهم ، وليس من شأني الدفاع عن الاخيرين ولا يعنيا لي الكثير ،  لكن ما حفزني للتعقيب والرد هو رؤيتي لهذا التخليط واللبس الذي يروج له البطل ،وهذا التزييف لوقائع ماثلة عايشناها كلنا وكنا أقرب الي بعضها (من بطلنا) بحكم الجغرافيا وربما بحكم الاهتمام والالتزام ،
   لذا يلزم هنا تذكير البطل بان الحديث عن شعار " النجمة أو الهجمة " ينبغي ان يقترن بحديث عن شعار "مولانا او القيامة" ..أي اما ان يفوز الوالي احمد هارون و إما فان اهوالا يشيب لها الولدان ستقع ، وكون ان الوالي قد فاز فان ذلك لا يعفيه وحزبه ومناصريه من سيناريو القيامة الذي نسأل الله ان يخفف ويلاتها علي قاطني الجبال وما جاورها وعلي قاطني ارض هذا الوطن الطيب.
كما يلزم تذكيره بان مايحدث الان يتحمل المؤتمر الوطني مسئوليته وحده بعد ان كانت الحركة الي ما قبل استفتاء التاسع من يناير تقاسمه المسئولية ، ويتحمل المؤتمر الوطني المسئولية وحده لأن الانتخابات (العامة منها وما يخص ج كردفان) أجريت انفاذاً للاتفاق الموقع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، بصفتهما جماعتين وطنيتين ، أما وقد استقل الجنوب فانه كان علي المؤتمر الوطني ان يعتبر الاتفاق قد استنفد اغراضه وما تبقي من التزامات وطنية منه تتعلق بالشمال ينبغي ان يتم التعاطي معها دون ان يكون للحركة الشعبية ولجوبا شأن بها وأي حديث غير هذا يعتبر سماح للجنوب بالتدخل في شأن داخلي لدولة السودان الشمالي ، اما القول بانتظار موعد التاسع من يوليو فانه تبرير سخيف فالمسألة الان اضحت مسألة وقت ليس الا ولتحصيل حاصل . كان علي المؤتمر الوطني وبالتوافق مع الفعاليات الناشطة من النوباويين ،ان يؤجل انتخابات ج كردفان الي ما بعد ذلك التاريخ حتي نتفادي اجرائها في هذا التوقيت الحساس ونتجنب الانفجار لذي حدث ولم يكن ثمة داع له..وان يتم السعي لإجرائها في اجواء اكثر توافقية.
ويجدر تذكيره أيضاً بانه وحتي بعد اجراء الانتخابات في هذا الجو المتوتر وبعد ان تبين للجميع ان الفرق بين المرشحين الرئيسيين لا يتجاوز عدة ألاف ( 120 الف صوت لهارون مقابل 112 الف صوت للحلو) ، وهذا يعني باننا ازاء حالة انقسام حادة تتطلب اجراءات توافقية وتتطلب التصرف بحزر بالغ لاعادة توحيد سكان الولاية بدلاً عن المظاهر الاحتفالية والاستفزازية التي تعوزها الحكمة .
كما يجدر بنا ان نذكره أخيراً ، بأن تخليط المعارضة وانتهازيتها وانتهازية الحركة الشعبية ....الي اخر كل الصفات السئة التي لا نمانع ان تلصق بها ، لا يجوز للبطل ولا لغيره الالتفاف علي الحقائق كما لا يبرر له او لغيره ان يقف موقف المؤتمر الوطني حذوك النعل بالنعل وانما يفرض واجباً اضافياً ، هو واجب تقديم النوذج والقدوة البديلة للحكم والمعارضة علي حد السواء.وان ايجاد مخرج لازمة ج كردفان ليس مسئولية النخب من قادة الرأي والفكر واصحاب النظر الصائب من النوباويين وحدهم ،ولكن مسئولية قادة الرأي والفكر   من كل انحاء البلاد . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...