الانقاذ هذا اللغز الذي بدأ محيرا للمراقبين والمهتمين وانتهي محيرا لمن حملوها في المهد ومن يحملونها الي اللحد!! لاتزال تواصل مسلسل المداراة والمراوغة الي اليوم. فهي لم تكن انقلاب عسكري وان تزيت بالزي الرسمي (الكاكي) في سنواتها الاولي، كما انها ليست حكم شيوخ الحركة الاسلامية مثلما بدت فيما بعد سنواتها الاولي حين ارتدت عباءة وجلباب الشيخ حسن حتي تنحية وسجنه في 1999م. كما انها ليست تحالف حفنة عسكر وايدلوجيين متشددين اصوليين ومدنيين مصلحيين (اصحاب مصالح) ورجال اعمال مثلما إعتقد (يان برونك) ممثل الامم المتحدة في السودان في تحليل شهير له نشر علي مدونته وتسبب في ثائرة السلطة في الخرطوم وادت الي طرده من الخرطوم، لأن تحليله قارب الحقيقة جداً، وظلاميي الخرطوم لا يحبون الحقيقة ولا من يقتربون منها. التطورات الاخيرة (اقالة طه ونافع والجاز) اثبتت ان البشير هو الحاكم الفعلي والمتحكم طيلة السنوات، وان ما دار وما يدور لم يكن صراع مراكز قوي وأجنحة داخل السلطة وانما صراع نفوذ محدود بهدف التقرب من رأس النظام ومصدر القوة والنفوذ فيه (البشير). ...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.