باﻻمكان ان نزعم ان اكبر مساوئ التغيير في مصر (ثورة 25 يناير) هو وقوع مصر بأسرها تحت تأثير احتواء خليجي محكم،،، وقد كانت قبل "الثورة" خاضعة جزئيا للنفوذ الخليجي خصوصا في شقها المعارض المتمثل في جماعة اﻷخوان و التيارات السلفية؛ فالمال السعودي "بنك فيصل" و غيره من المال الخليجي كان يمثل شريان حياة و حبل سري لتغذية التيارات اﻻسلامية؛ هذا عدا عن النفوذ الناعم الذي تمارسه عبر مئات اﻻﻻف من المغتربين المصريين في دول الخليج، فيما كانت الدولة و حزبها الوطني لحد كبير بمنأي عن الخضوع لتأثير وسطوة امراء الخليج. لكن بعد الثورة و بسبب التضعضع الذي اصاب الجهاز الرسمي و الخطاب السياسي واﻹعلامي و لعدم توافر ال "ثوار" علي بديل سياسي وﻻ رؤية مغايرة أصبحت ساحات مصر السياسية تعاني فراغا عريض، و قد تنبه الخليجيون سريعا لذلك وقرروا ملء ذلك الفراغ لخوفهم من نمو تيار ديمقراطي حديث في مصر يمكن ان يتمدد ويتسبب في بعث حياة سياسية في الخليج؛ سيما وان الخليجيون يتذكرون جيدا حقبة انقلابات الضباط اﻻحرار التي انهت عهد حكم اﻻسر الملكية في عدد من دول المنطقة "العراق، الي...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.