في واحدة من عمليات التزييف والكذب والتضليل السياسي والفكري والاعلامي التي تجيدها تيارات الاسلام السياسي، نجحت القوي المحسوبة علي (الحركة الاسلامية) في بلدان الربيع العربي؛ نجحت في تصوير وابراز الانظمة والحكومات التي سقطت وتهاوت تحت ضغط الغضب الشعبي؛ علي انها انظمة علمانية، وضعية، وليبرالية "ومن الممكن ان /يصموها/ لاحقاً بانها ديمقراطية، ان واتتهم الرياح". لقد نجحوا في تمرير اكاذيبهم تلك بفضل تنفذهم الاعلامي والمالي ومساعدة جهات اقليمية ودولية عدة، وبرغم ان اقل جهد لتذكر صفات الانظمة التي سقطت، وهي ليست بعيدة عهد، يكشف انها كانت انظمة اقرب الي تيارات الاسلام السياسي منها الي أي تيار سياسي آخر.. قد يكون النظام التونسي مختلفاً قليلاً في ذلك عن باقي الانظمة الا انه ايضاً لم يكن نظاماً ليبرالياً بالمره " ولا علمانياً بمعني انه داعم لمختلف التيارات والشخصيات والعلمانية". صحيح ان الغنوشي وهو ابرز قيادات التيار الاسلامي في تونس كان منفياً ومطارداً، الا ان معظم مناصريه كانوا ينشطون في تونس بينما تعج سجون بن علي و بورقيبه قبله بألاف العلمانيين من الشيوعيين والليبرالي...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.