التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الذي فعلته "الدولة الاسلامية" بشعب السودان ..

     في خضم المذكرات التي طفقت تتطاير داخل المؤتمر الوطني (الحاكم والمتحكم) وداخل القوات المسلحة ، ومن يدري اين ايضا اليوم او في الغد القريب .. وبما ان الشخص او الاشخاص المعنيين بتلك المذكرات (رئيس الجمهورية/القائد الاعلي/رئيس المؤتمر الوطني/وقيادات الحزب الحاكم) قد آثروا اتباع سياسة المثل السوداني القائل (اضان الحامل طرشا).. ومن ثم تجاهل الامر برمته ، فإنني اثرت ايضا ان أكتب مذكرتي الخاصة ولكنني لن أعنونها للشخصيات المذكورة آنفا ، انما اوجهها لشعب السودان والذي انا منه واليه....
  فيا شعب السودان :
   * ان حالنا ايوم اصبح شبيها بحال الرجل الذي أحس ظلما واقعا عليه فذهب الي السلطات شاكيا وبعد ان عرض شكواه علي كاتب عرائض الحال والذي بدوره كتبها بعد ان اعاد صياغتها وترتيبها ،ومن ثم تلاها علي الشاكي فما كان من الشاكي الا ان بكي بحرقة متسائلا "بالله انا مظلوم قدر دا ؟؟".. فقد افقدتنا الانقاذ القدرة علي تبين الظلم والاجحاف الذي كالته لنا ،، فتعالوا نحاول تبين واكتشاف ما حاق بنا وبوطننا علي يد الانقاذيين و "دولتهم الاسلامية" :
 * اولا ... بسياساتها الرعناء تسببت الانقاذ في إنهيار تام في مناهج وبني التعليم الاساسي والعالي وأصبحت مؤسساته عباره عن خرائب لا تصلح لإخراج انسان سوي ناهيك عن تخريج انسان صالح لقيادة تنمية ، وبعد ذلك تفرغت قيادات الانقاذ لتعيير هذا الجيل من ضحايا سياسات التعليم العام والعالي ؛ بأنه جيل لا يحسن فهم او تكلم الانجليزية ، ولا لغته الام العربية وان خريجي المؤسسات الجامعية لايستطيعون ملء استمارة او كتابة طلب اوخطاب ..
* ثانيا ... بسياساتها ايضا ضيقت الانقاذ فرص العيش الكريم علي السودانيين في كلا القطاعين الخاص والعام ، بل ولحقت بهم حتي خارج حدود الوطن (خصوصا الملاذ والحاضن الخليجي) واحتكرت المصالح الحكومية والاسواق ، ثم عيرتنا بعد ذلك بأننا عطالي وفقراء ومجرد شحاذين !! ...
* ثالثا ... عطلت الانقاذ المصانع وجففت المزارع وخربت المراعي بالحروب التي اشعلتها " ولو ان ماء السماء كان بيدها لأوقفته" 
* رابعا ... أثقلت علينا بضرائبها وجباياتها ورسومها ورخصها وسائر "إيصالاتها ورسومها العجيبة" حتي بتنا نحن من يتحمل نفقات الدولة ؛ وذلك دون ان يصرف قرش واحد من تلك الاموال علي بند التنمية (تعليم ،صحة،تشغيل،...الخ) بل كلها تصرف علي راحة وسلامة ومباهج أهل السلطة من اصحاب الولاءن فبتنا كأهل الذمة ندفع جزية نظير تواجدنا في دولتنا/ أو دولتهم الاسلامية.
* خامسا ... أطلقت الانقاذ ايادي اهل التمكين في الولايات .. ما قاد الي افقارالاقاليم السودانية حتي اضحت صفصفا تجول فيه الريح ، وتسببت بذلك في تجفيفها تماما من أهلها الذين نزحوا لمدن الوسط و العاصمة ، وتسبب ذلك اللجؤ في حالة التوتر والخلاف بين اهل الهوامش واهل المركز وما تلي ذلك من حروب ومناوشات شنتها حركات حملت السلاح دفاعا ان انسان الهامش .
* سادسا ... لجاءت الانقاذ "الدويلة الاسلامية" لتعزيز الولاءات البدائية علي حساب انماط الولاء الراقي والمتمدن (النقابي/المهني والسياسي الفكري والبرامجي) ، ما أدي الي تزايد النعرات العنصرية ونمو دور القبيلة اثر موجات التأييد و (البيعة) لقيادات المؤتمر الوطني .. مما قاد لحدوث احتكاكات وخلافات حتي بين بطون القبيلة الواحدة والعشيرة الواحدة.
* سابعا .. فككت الانقاذ المؤسسات القومية المهمة (الجيش والشرطة) ، وسعت لتكوين مراكزقوي جديدة (الامن /حرس الحدود/الدفاع الشعبي /الاحتياط المركزي).. ما اصاب تلك المؤسسات بحالة أقرب للشلل واخذت تفقد طابعا القومي غير المسيس الذي يكفله لها الدستور ويحفظ احترامها في نظر الشعب وهيبتها بين سائر المؤسسات.
* ثامنا ... أضعفت الانقاذ الخدمة المدنية ما أدي لحالة من انعدام الثقة الحاد بينها والشعب ولم يعد احد يثق في اجهزة الدولة الادارية والقضائية.
* تاسعا .. أوصلت الانقاذ "الدويلة الاسلامية" أزمة الجنوب الي أقصي مستويات تعقيدها ... وحتي بعد التوقيع علي اتفاق سلام نيفاشا أوهمت الانقاذ الشعب السوداني وصورت له ان فصل الجنوب هو الخيار الامثل الذي يجب السعي له بكل جد و همة ، ما أفقد السودان ثلث موارده (البشرية،والمائية،والغابية ،والحيوانية،والزراعية،والنفطية،والمعدنية...الخ) ، وسنت سنة خطيرة يمكن تحذو حذوها اقاليم ومناطق أخري .
** شعبي السوداني :  ان وضع حد لهذه الحال الماثلة يتطلب اولا وضع حد لنظام حكم المؤتمر الوطني ، وحل حكومته زز ودويلتهم المزعومة، وتكوين حكومة انقاذ حقيقي تتألف من ابناء السودان المعروف عنهم الوطنية والكفاءة والحيادية والنزاهة والقومية وذلك من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة في السودان ،،تمهيد الطريق امام عملية انتقال ديمقراطي يكفل الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفكيك خطاب الحرب و (فلسفة البلابسة)

   الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة!    تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!!   في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...

لماذا يفضل الملكيون العرب التعامل مع جمهوريي اميركا؟؟

  لا يخفي الملوك و الامراء العرب "و اعوانهم" ميلهم و تفضيلهم التعامل مع ادارات جمهورية في اميركا و لا يخفون تبرمهم من تنصيب رئيس من الحزب الديمقراطي.. و يبررون ذلك الميل و التفضيل بمبررات مختلفة مثل تعامل الجمهوريين الحاسم مع ايران !! في الواقع فإن اكثر رؤساء اميركان الذين شكلوا اكبر تهديد للعرب و المسلمين هم من الجمهوريين (بوش الأب و الإبن و ترامب - غزو العراق و افغانستان و دعم اسرائيل)! لكن الجمهوريين كما عرب النفط يفهمون لغة المال جيداً و الادارة الجمهورية تضم علي الدوام اشخاص من قطاع الطاقة و النفط او صناعة السلاح او الادوية او حتي صناعة الترفيه "هوليود" يفضلون لغة النقود و المصالح. اذاً اكبر تهديد واجهه العرب و المسلمون من ادارات اميركية كان في فترات حكم جمهوري.. و بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م اعلن بوش الابن سياسة صارمة في مواجهة انظمة اسلامية و عربية (افغانستان و العراق و السودان) كما مارس ضغوط غير مسبوقة علي السعودية اسفر عنها اجراءات حازمة ضد الجماعات المتشددة من الأخيرة، و تغيير في مناهج التعليم المدرسي و الجامعي فيها! الجمهوري ترامب اقدم علي خطوات غير مس...

شرح قانون الوجوه الغريبة !!

  المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...